يستمر تحذير السفارات لرعاياهم من اجل مغادرة لبنان "بسبب احتمال انقلاب الأوضاع بسرعة"، وهكذا نعود الى مرحلة ما قبل شهرين، عندما كانت أبواق الحرب تُقرع في الرسائل الدببلوماسية وبيانات السفارات.
ترافقت البيانات هذه المرة مع إنهاء قوات لواء جنود الاحتياط في قيادة المنطقة الشمالية للجيش "الإسرائيلي"، تدريباً يحاكي حرباً ضد حزب الله في الأراضي اللبنانية، حيث تدربت القوات على سيناريو قتال ضد عدو من خلال التدرب على التنقل في منطقة شائكة، والتقدم في محور جبلي وإطلاق نار. في إشارة إلى اجتياح برّي في الأراضي اللبنانية، بالإضافة الى تدريب على سيناريو إخلاء مصابين من ميدان القتال تحت إطلاق نار، وعلى الغلاف اللوجستي والاتصالات في القيادات"، واعلان هيئة البث "الاسرائيلية" أن قيادة الجيش أبلغت المستوى السياسي اكتمال الاستعدادات لمناورة برية واسعة في لبنان.
بحسب متابعين، ليست هذه المرة الأولى التي يُجري فيها هذا اللواء تدريبات على قتال مع المقاومة في لبنان خلال الاشهر الحالية، فهذا التدريب هو الثاني من نوعه، وتُشير مصادر متابعة الى أن احتمالات توسع القتال في لبنان لا تزال قائمة، اما احتمالات الاجتياح البري فهي ضعيفة جدا، رغم أن المقاومة بحال خُيّرت بين تصعيد عسكري وحرب، ومحاولة اجتياح بري في الجنوب، فستختار الثانية لأنها جاهزة لإلحاق الاذى بكل القوات المتقدمة، مشددة على أن جهوزيتها لمواجهة اجتياح بري تضاعفت أكثر من 20 مرة عن تلك التي كانت قائمة في حرب تموز، وصواريخ "ضد الدروع" حاضرة ومتوافرة وبالآلاف، على عكس ما كان الوضع في حرب تموز، يوم كان هناك شبه تقنين باستخدام هذا النوع من الصواريخ.
وتضيف المصادر: خلال كل الأشهر السابقة كانت المقاومة "تدرس" العدو بشكل جيد، وتراقب كيفية تفاعله مع أنواع الأسلحة والمسيرات المستخدمة، وتحدد نقاط ضعفه ونقاط قوته، وتمكنت بفعل نتيجة هذه الدراسات أن تصل بالهدهد الى قاعدة جوية هي الوحيدة في الشمال، وفي وقت كانت فيه "اسرائيل" متجهزة لقدوم المسيرات، وبناء على الدراسات أيضاً تزودت المقاومة بأنواع أسلحة جديدة، منها ما سيكون قادراً على ضرب انظمة السيطرة والاتصال "الاسرائيلية" التي يتميز بها جيشها، ومنها ما يتعلق بسلاح المسيرات، حيث أنه طوال المرحلة الماضية كان محور المقاومة يستخدم أنواع عديدة من المسيرات لتحديد الأقدر والامثل منها.
من ناحية التسلح، فإن المقاومة التي تقاتل منذ 9 أشهر لم تخسر شيئاً من مخزونها، بل زادت عليه انواعاً جديدة ستشكل مفاجآت كبيرة للعدو، لأنه من حيث المبدأ، وكما قرأت مصادر في حركة حماس في خطاب رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، فإنه ليس في نيته الذهاب إلى تسوية في قطاع غزة، فهذا يعني استمرار المواجهات على الجبهة الجنوبية في لبنان أيضاً، حيث تشير المعطيات المتوافرة إلى أن المرجح أن تكون فيها الأوضاع متجهة إلى المزيد من التصعيد.
السؤال الأساسي هو المدى الذي قد يصل إليه التصعيد، حيث لا يبدو أن الإدارة الأميركية الحالية، التي ستغادر البيت الأبيض بعد أشهر قليلة، في صدد تغطية أي عدوان شامل، في حين أن نتانياهو غير قادر على الذهاب إلى عدوان واسع، من دون شركة كاملة مع الولايات المتحدة، بسبب الواقع الذي يمر به جيشه في الفترة الراهنة، بالإضافة إلى قوة الرد التي لدى حزب الله، والتي سعى إلى الكشف عن المزيد منها في الأيام الماضية.
الأكثر قراءة
-
عون: انكسار اي طرف انكسار للبنان وسلام: لا اقصاء الثنائي الشيعي يوازن بين المواقف: مشاركة مرهونة بالتوافق الوطني بيطار يُحيي ملف المرفأ وتحذيرات من «دعسة ناقصة» في توقيت حساس
-
كرة النار أمام القصر وأمام السراي
-
مَن جاء بنواف سلام وأطاح بميقاتي... وما هي حكاية سيناريو الليل والفجر ؟ كيف انقلب الملتزمون على وعودهم؟ وما هي اجواء الإشارات الخارجيّة ؟
عاجل 24/7
-
08:47
مستشار الأمن القومي لترامب: نحن بحاجة إلى مناقشة مستقبل وفعالية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان
-
08:47
"رويترز": تيك توك تستعد لإغلاق التطبيق في أميركا الأحد المقبل
-
08:46
"هآرتس": "إسرائيل" تعد نفسها للانسحاب تدريجيا من مناطق في غزة مثل ممر نتساريم ومعبر فيلادلفيا ضمن المرحلة الأولى من الصفقة
-
08:46
"رويترز" عن مسؤول "إسرائيلي": مفاوضات صفقة التبادل وصلت إلى مرحلة حرجة رغم أن بعض التفاصيل تحتاج إلى حل
-
08:40
هاشم لـ"صوت كل لبنان": الكتلة لم تكن يومًا سلبية في تعاطيها السياسي لكن ما سبق الاستشارات من تفاهمات لم يُلتزم بها أو تم الخروج عليها دفع الكتلة إلى اتخاذ هذا الموقف وما زال هناك متسع من الوقت لإعادة صياغة التشكيل الحكومي وعندما نلمس تعاطيًا إيجابيًا وجديًا سيكون موقفنا إيجابيًا
-
08:39
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لـ"صوت كل لبنان": الكتلة تتجه حاليًا إلى عدم المشاركة في الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة المقبلة وأن هذا التوجه يُسجَّل كموقف مبدئي يعكس حرص الكتلة على المساهمة في تحقيق نتائج إيجابية خصوصًا في القضايا الوطنية الكبرى