اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يكتشف أحد هوية "كتائب العزّ" التي نفذت عملية نوعية في مزارع شبعا المحتلة، وسقط لها 6 شهداء على مرحلتين، الأولى استطلاعية والثانية عملية.

نهار الأحد الماضي كانت مزارع شبعا على موعد مع عملية عسكرية وُصفت بالأجرأ منذ 8 تشرين الثاني حتى لحظة كتابة هذا المقال، إذ أعلنت "كتائب العز الإسلامية"، في بيان، أنّه "في صبيحة اليوم 14/1/2024، تمكّنت مجموعة من مجاهدينا من اختراق الشريط الحدودي في مزارع شبعا المحتلة، حيث اشتبكت مع دورية للعدو الصهيوني قرب موقع رويسات العلم من المسافة صفر وحققت فيها إصابات مؤكدة، وقد ارتقى ثلاثة شهداء فيما تمكن مجاهدان اثنان من العودة سالمين، وكان قد ارتقى ثلاثة من مجاهدينا شهداء في صبيحة يوم الجمعة 8/12/2023 عندما استهدافهم مسيّرة صهيونية قرب موقع المقار في مزارع شبعا المحتلة بعد أن قضوا فيها 35 ساعة في مهمة استطلاعية".

شغلت هذه العملية الرأي العام المحلي والاسرائيلي، فالعملية التي حصلت لم تكن تسللاً عادياً في منطقة مفتوحة، أو مكان فيه مستوطنات، بل التسلل استهدف محيط موقع عسكري اسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة، وهذه المناطق عادة ما تشهد اجراءات امنية شديدة جداً من الجانب الاسرائيلي، وهي مناطق عسكري بامتياز، فإن تصل الى محيط الموقع وتشتبك مع دورية اسرائيلية وتوقع قتلى وجرحى بصفوفها باستخدام أسلحة رشاشة خفيفة فهذا إنجاز كبير يجعل العملية جريئة في هذه المرحلة.

هذه الجرأة والقدرة لا يمكن أن تكون ناتجة عن مقاتلين عاديين أو أشخاص لم يسبق لهم ان خاضوا معارك عسكرية أو تدريبات مكثفة، لا تكفي وحدها لتنفيذ عملية كهذه، فمنفذي هذه العملية كانوا كاستشهاديين لأنهم يدركون أن احتمالات عودتهم لا تزيد نسبتها على 10 في المئة.

إذا البداية من هنا، مقاتلو هذه الكتائب مدربون وجاهزون، ولكن ماذا عن الهوية؟

لا تزال هوية كتائب "العز" مجهولة، إذ لم يعلن الفصيل الجديد عن هويته ولا هوية الشهداء الستة، ولا اسماء منفذي العملية، ولكن لندخل في التحليل، فبحسب مصادر امنية متابعة، يمكن الجزم ببعض المعطيات، ويمكن مقاربة معطيات أخرى تجعل الصورة أوضح.

تكشف المصادر أنه في البداية لا بدّ من التأكيد على عدم معرفة حزب الله بهوية هذا الفصيل، فالحزب ليس حرس حدود، وطبيعة التوزيع الديمغرافي للقرى الحدودية، في شبعا وكفرشوبا تحديداً، تجعله غير قادر على معرفة كل ما يجري في هذه القرى، وكان لاختيار مكان العملية علاقة كبيرة بهذا التوزيع الديمغرافي، إذ يمكن الجزم أن عملية كهذه لا يمكن أن تحصل دون مساعدة بشرية من تلك المنطقة.

ثانياً ترى المصادر الأمنية أن منفذي العملية ليسوا لبنانيين ولا من المخيمات الفلسطينية في لبنان، إذ لا يمكن إخفاء 6 شهداء بهذه الطريقة، خاصة أن العادة كانت قد جرت على أن يُعلن عن أسماء الشهداء، بالنسبة للقوى اللبنانية او الفلسطينية، حتى إبان قتال أشخاص من المخيمات الى جانب التنظيمات السورية المسلحة في السابق، كان يُصار الى نعي من يُقتل منهم.

ثالثاً في بيان تبني العملية، تقول المصادر هناك تشابه كبير مع بيانات كتائب عز الدين القسام، في بداية البيان وخاتمته، في الآية القرأنية التي يبدأ بها البيان عادة، ونهايته بعبارة "وإنه لجهاد نصر أو استشهاد"، ما يعني أن هذا الفصيل ليس بعيداً عن "حماس"، كذلك فإن عبارة "كتائب العزّ"، تُستخدم كـ "وسم" على وسائل التواصل للدلالة على "كتائب عز الدين القسام"، وهي مستعملة منذ سنوات، وبالتالي تقصد هذا الإسم له معانيه أيضاً، فمن قام بالعملية أراد أن يقول أنه ليس بعيداً عن حماس، ولكنه ليس "حماس" لأن الحركة اعتادت على نشر أسماء الشهداء ولا يمكنها أصلا إخفاء هويتهم في بيئتها، وهي بحسب مصادرها نفت أن يكون هذا الفصيل تابع لها، ولو أن تسريب البيان كان عبر أحد مراسلي قناة فضائية معروفة بعلاقتها القوية مع حركة "حماس".

كتائب "العز" ليست "حماس" وليست بعيدة عنها، ليست الجماعة الإسلامية، وليست بعيدة عنها أيضاً، كون الجماعة حاضرة على الجبهة وفي المعركة وفي منطقة شبعا وكفرشوبا تحديداً، ومقاتلوها ليسوا لبنانيين ولا من أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، فهل تصل التحقيقات قريباً الى معرفة هوية هذا الفصيل الذي دخل على خط المقاومة من بوابة شبعا؟

 


الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة