اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعد سلق القمح من التقاليد العريقة لا سيما في القرى حيث يزرع في السهول الواسعة ليصنع منه البرغل والنخالة وطبعا الطحين. ووفقا للاخت ريتا "يُحضر طبق "الكوليفا" او القمح المسلوق في عيد القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة، ويُزيّن بالسكر المطحون والزبيب واليانسون وبعض أنواع المطيبات الأخرى كما ان هذا التقليد متّبع في أعياد القديسين والشهداء عموما ويوزع على المؤمنين". اضافت، "وحبة القمح لا تثمر ولا تأتي بسنبلة الا إذا اندثرت والسيد المسيح يقول: "ان لم تمت حبة الحنطة فإنها تبقى وحدها وان ماتت تأتي بثمر كثير". (يوحنا 24:12)".

أقدم غذاء

وفي الإطار، اوضح اختصاصي التغذية وبطل كمال الاجسام طه مريود لـ "الديار"، "ان القمح أعرق غذاء عرفه الانسان منذ بداية الخليقة والذي استمر الى يومنا هذا لا سيما في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وتشير الحفريات الاثرية الى ان للقمح حصة جليلة من احترام البشر وتقديرهم واعتبارهم إياه رزقا مباركا موقرا ومقدسا لذلك كان ولا يزال يمتلك منزلة رفيعة الشأن في الطب القديم ويسمى حنطة".

مما تتكون حبة القمح

يتابع مفصّلا، " تتألف حبة القمح من غطاء خارجي يُطرح بعد الطحن ويشكل 9 في المئة من وزن القمح وهو ما يسمى "بالنخالة" وتلي الغطاء الخارجي طبقة رقيقة جدا حيث تؤلف 3% من وزن البذرة وهي تحتوي على مادة الآزوت. اما ما تبقّى من الحبة فهو الطبقة الداخلية النشوية وهي قوام الدقيق الأبيض الصافي، وهذه الطبقة تشكل حوالي 1.85 من وزن الحبة؛ ثم جنين القمح او "الرشيم" وهو جزء يتمركز في زاوية من زوايا حبة القمح ويشغل 4% من وزنها والذي لا يكاد يرى بالعين المجردة ولكن يمكن تمييزه إذا ابتل بشيء سائل مثل الماء او اللبن او في حال أُصيب برطوبة لأنه يظهر قرنه".

منافع "القلبة"

واستكمل موضّحا، "ان للقمح فوائد متعددة تجعله من أكثر المنتجات الاستهلاكية طلبا وتتضاعف أهميته كونه يعد مصدرا جيدا لفيتامينات المجموعة (B) وتعرف أيضا بـ "فيتامين ب كومبلكس" ووظيفتها زيادة مستويات الطاقة في الجسم وتحسين وظائف الدماغ. ولان هذه الحبوب ثرية بالكربوهيدرات فإن هذا الامر يجعلها سبباَ جيدا لإثارة النشاط الذي يحتاجه الانسان للقيام بالأعمال اليومية".

تحفيز عمليات الايض

يحسن القمح الغني بالألياف الغذائية من عمليات الأيض المختلفة في الجسم لذلك تناوله باستمرار يمنع الإصابة بالأمراض التي قد تكون مرتبطة بوظائف الايض مثل الوزن الزائد، كما يحدّ من تراكم الدهون الثلاثية ويضبط معدلات الكوليسترول الضار في الجسم".

وأضاف "للقمح فوائد كثيرة أخرى اذكر منها: التقليل من حدة الالتهابات المزمنة، والتخفيف من امكانية الإصابة بسرطان القولون، وقاية الاطفال من الإصابة بداء الربو، وهذه الحبوب الذهبية تعمل على تحسين حركة الأمعاء ممّا يؤدي إلى تنظيم عملية الهضم؛ كما تُحسن من صحة بكتيريا الأمعاء الجيدة وتحصن الدماغ من الإصابة بمرض الزهايمر وتمنع الجلد من الإصابة بالسرطان وتحمي العيون من مرض التنكس البقعي".

وقال: "يساهم استخدام القمح المسلوق في تأخير بروز علامات الشيخوخة المبكرة، لأنه يسرّع من إنتاج الكولاجين الضروري للبشرة؛ لذلك يحمي الوجه من مشاكل أشعة الشمس غير المُفيدة ويحدّ من تأثير الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، ويخلص اللحاء من الشوائب والخلايا الميتة وهذا بدوره يجعل الآدمة في حالة نضارة وحيوية".

"أيضا يقوي القمح المسلوق جهاز المناعة وهذا يؤدي إلى حماية الجسم من الأمراض والعدوى البكتيرية المختلفة؛ ويحفز نشاط الذاكرة وخلايا المخ وهذا بدوره يعزز من عملية التذكر ومعالجة أعراض النسيان ومشاكل الزهايمر؛ كما يُفيد استخدام القمح المسلوق في تنظيم إفراز العصارة الصفراوية وبالتالي يُعتبر من أفضل أنواع الأطعمة لمريض الكبد.

منافع خاصة للنساء

وأشار مريود الى "منافع هذا الغذاء للنساء الذي يقاوم سرطان الثدي، كما يحافظ على صحة الجنين اثناء فترة حمل المرأة والرضاعة وحمايتها من أي مشكلات طارئة لغناه بحمض الفوليك وفيتامينات المجموعة (B). بالإضافة الى ان تناول القمح يحمي من السمنة المفرطة ويقلص من الاعراض المزعجة المرافقة لسن اليأس، كما يحمي الهرمونات من أي خلل".

القيمة الغذائية للقمح

يحتوي القمح على، "الماء، الالياف، الحديد، الكالسيوم، الفسفور، المغنسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم، فيتامين ب، الزنك، حمض الفوليك، فيتامين ج، كما ويشتمل على كميات جيدة من البروتينات والاملاح والمنغنيز. ويتم تناول القمح المسلوق مع المكسرات النيئة ويمكن إضافة الزبيب او السمسم ومسحوق جوز الهند والعسل. لذلك يعد بمثابة سناك او وجبة خفيفة او فطور او عشاء، وكل كوب من "القلبة" يحتوي على حوالي 150 الى 200 وحدة حرارية".

وحذر مريود، "الأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة من مادة الجلوتين بالابتعاد عن تناول القمح المسلوق، أما بالنسبة لأصحاب مرض القولون العصبي فيجب عليهم عدم تناول القمح بكثرة، وذلك تجنُبا لحدوث أي تهيجات أو أعراض جانبية قد تؤثر سلبا في صحة الجسم.

أيضا قد يتسبب تناول القمح المسلوق بصورة متزايدة في تكوّن حصوات الكلى".


الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة