اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عاد الهدوء إلى المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، بعد ليلة من القصف الذي نفذته الطائرات الأميركية على البلدين، ضمن ما اعتبرت أنّه ردّ على مقتل 3 جنود وإصابة أكثر من 40 آخرين في استهداف على قاعدة التنف غير الشرعية على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية. 

فقد أكدت مصادر محلية أنّ «معبر القائم البوكمال الحدودي بين سوريا والعراق يعمل بشكل طبيعي في ظل استمرار حركة المسافرين والقوافل التجارية بين البلدين»، نافياً «تعرّض المعبر لأي استهدافات مع تعرّض مواقع أخرى قريبة من المعبر لغارات من طائرات أميركية ليلة أمس».

وكشفت المصادر أنّ «العدوان بدأ بحدود الساعة الـ 12 من منتصف الليل واستمرّ لنحو 40 دقيقة، حيث تركّز على محافظة دير الزور ضمن الحدود السورية والقائم في العراق». 

وأشارت إلى أنّه «طاول مناطق الهري والهجانة والسكك في البوكمال، وحي الحمدانية وصوامع الحبوب ومحيط مزار عين علي في الميادين، ومحيط المخبز الآلي في شارع بورسعيد ومواقع في هرابش، والجفرة في محيط مطار دير الزور وعياش عند مدخل دير الزور الغربي»، ما أدّى إلى  «ارتقاء شهداء وجرحى مع أضرار مادية في المواقع المستهدفة». 

وعدّت المصادر أنّ هذه الاستهدافات «تُعطي دفعاً معنوياً لخلايا تنظيم «داعش» التي تنشط في المناطق التي تعرّضت للعدوان الأميركي على الحدود بين سوريا والعراق»، مؤكدةً أنّ «للولايات المتحدة مصلحة في الحفاظ على وجود ونشاط داعش في هذه المنطقة تحديداً».

في غضون ذلك أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن قوات بلاده ضربت وفق توجيهاته منشآت في العراق وسوريا ردا على استهداف القواعد الأميركية بالمنطقة، في حين نددت بغداد بالضربات باعتبارها خرقا للسيادة، محذرة من تداعياتها على الاستقرار الإقليمي، وهو ما عبرت عنه أيضا مصادر إيرانية.

وقال بايدن إن المنشآت المستهدفة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني ومليشيات تابعة له لمهاجمة القوات الأميركية، مضيفا أن «ردنا الذي بدأ اليوم سيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها»، وذلك في أعقاب الهجوم الذي وقع بالأردن الأحد الماضي وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.

وأكد الرئيس الأميركي -الذي شارك في مراسم استقبال جثامين الجنود الثلاثة- أن بلاده «لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو بأي مكان آخر في العالم»، لكنه تابع قائلا «ليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا أننا سنرد».

من جانبه، قال البيت الأبيض إن الضربات التي نفذت استهدفت 3 منشآت في العراق و4 بسوريا، مؤكدا أن «الرد الأميركي بدأ ولن ينتهي». وتابع قائلا «لا نسعى إلى الصراع مع إيران أو في الشرق الأوسط ولكننا لن نتردد في الدفاع عن قواتنا». وذكر البيت الأبيض أن واشنطن أبلغت الجانب العراقي سلفا بهذه الضربات، لكنها لم تتواصل مع إيران منذ الهجوم الأخير الذي استهدف القوات الأميركية في الأردن.

من جهته علّق كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، روجر ويكر، على العدوان الأميركي الذي استهدف سوريا والعراق، قائلاً إنّ «إدارة بايدن أمضت ما يقرب من أسبوعٍ في بعث إشاراتٍ بحماقة، بشأن نوايا الولايات المتحدة»، معتبراً أنّها أمضت وقتاً يضمن إخلاء المواقع التي استهدفتها في عدوانها الأخير.

وانتقد ويكر إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تغريدةٍ نشرها على حسابه الشخصي على منصة «إكس»: «لقد حاولت إيران ووكلاؤها قتل جنودٍ أميركيين، وإغراق سفننا الحربية 165 مرة، بينما تهنئ إدارة بايدن نفسها على قيامها بالحد الأدنى».

وأضاف كبير كتلة الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أنّ «إدارة بايدن أمضت ما يقرب من أسبوعٍ في بعث إشاراتٍ بحماقة، بشأن نوايا الولايات المتحدة إلى خصومنا، مما منحهم الوقت للانتقال والتخفي»، وذلك في إشارةٍ واضحة إلى سعي واشنطن لضمان إخلاء أي مواقع ستستهدفها.

ونقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، قوله إنّ إدارة بايدن «انتظرت أسبوعاً للرد على الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية في الأردن».

وأشار جونسون في حديثه إلى أنّ الإدارة الأميركية «أخطرت العالم -بما فيه إيران- بطبيعة الرد الذي تنوي القيام به»، مُشدّداً في تصريحاته على أنّ «الإشارات المفرطة لإدارة بايدن تضعف مكانة أميركا».

وضمن أبرز التعليقات على الـ»ضربات» التي نفذتها القوات الأميركية في سوريا والعراق، قال النائب الجمهوري عن ولاية إنديانا، جيم بانكس، في بيانٍ له، إنّ «الضربات قليلة للغاية، ومتأخرة خمسة أيام»، مُضيفاً أنّ «الإيرانيين لم يحذروا قواتنا قبل قتلهم»، وذلك في إشارةٍ إلى الهجوم الذي تعرّضت له قاعدة القوات الأميركية في الأردن، الأحد الماضي.

كما صرّح النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، مايك والتز، بأنّه سيكون «مهتماً بمعرفة تأثير إرسال إدارة بايدن إشاراتٍ بشأن هذه الضربات، خلال الأيام الخمسة الماضية، على قدرتنا على فرض تكاليف حقيقية على إيران».

وقال النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا أيضاً، كارلوس خيمينيز، إنّ «الرئيس بايدن ضعيف، وأعداؤنا يعرفون ذلك»، مُضيفاً أنّ «السياسة الخارجية المُضلّلة» لبايدن، أدّت إلى الهجمات ضد الولايات المتحدة، ومعتبراً أنّه كان ينبغي على بايدن أن يتخذ إجراءاتٍ «في وقتٍ أقرب بكثير».

في ردود الفعل استدعت الخارجية العراقية القائم بأعمال السفارة الأميركية ببغداد ، ودعت الرئاسة العراقية لاجتماع الرئاسات الثلاث، لبحث الضربات الأميركية التي أصابت مواقع بالعراق وسوريا، بينما أكدت واشنطن استمرار العمليات العسكرية بالمنطقة خلال الأيام القادمة.

وسلّمت الخارجية العراقية القائم بأعمال السفارة الأميركية ببغداد مذكرة احتجاج رسمية، بشأن ما وصفته بالاعتداء الأميركي على مواقع عسكرية ومدنية في منطقتي عكاشات والقائم، مؤكدة أن الضربات تعدّ انتهاكا صارخا للسيادة العراقية.

وأضافت أن الهجمات الأميركية ستقوِّض فرص نجاح المفاوضات الجارية لتنظيم عمل التحالف الدولي، وستؤدي إلى تصعيد التوتر، وتهدد أمن المنطقة واستقرارها.

لا تنسيق

كما دعت الرئاسة العراقية لاجتماع طارئ للرئاسات الثلاث والكتل السياسية لبحث ما وصفته بـ «العدوان الأميركي» على البلاد.ونفت وجود أي تنسيق مسبق لشن الولايات المتحدة ضرباتها على العراق، واصفة ما أعلنته واشنطن بأنه ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي.

واشنطن مستمرة

وفي الولايات المتحدة، نقلت شبكة «إيه بي سي» عن مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأميركية قوله إن الضربات شملت 3 منشآت في العراق، و4 في سوريا.

كما نقلت الشبكة عن منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي جون كيربي قوله إن البنتاغون في المراحل الأولى من عملية تقييم نتائج الهجمات التي وصفها بالناجحة.وأشار إلى أن الضربات استمرت نصف ساعة، واستخدمت فيها أكثر من 25 قنبلة دقيقة التوجيه، مشيرا إلى أنها ستتواصل خلال الأيام المقبلة.

تأجيج الصراع

من جهتها، ندَّدت الخارجية السورية بالضربات الأميركية على أراضيها، وقالت إن هذا الاعتداء يؤجج الصراع بالمنطقة.وأضافت أن الولايات المتحدة هي المصدر الرئيس لعدم الاستقرار العالمي، معدّة أن القوات الأميركية تهدد الأمن والسلم الدوليين.

في حين أكدت وكالة الأنباء السورية أن الضربات الأميركية أسفرت عن مقتل مدنيين وعسكريين.

اجتماع عاجل

وأدانت موسكو الضربات الأميركية في سوريا والعراق، وعدّتها انتهاكا صارخا للقانون الدولي.واتهمت الخارجية الروسية الولايات المتحدة بأنها تريد تأجيج الصراع في المنطقة.وأضافت أنها دعت لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط على خلفية الضربات الأميركية.

إيران تندد

بدورها، نددت طهران بشدة بالضربات الأميركية ووصفتها بأنها «انتهاكات لسيادة العراق وسوريا ووحدة أراضيهما»، قائلة إن الضربات تضرب الاستقرار الإقليمي، ورأتها خطأ إستراتيجيا.وأكدت أنه لا وجود لقواعد تابعة للحرس الثوري، أو فيلق القدس في المناطق التي تعرضت لقصف أميركي في سوريا.

المقاومة الفلسطينية

وأدانت كلٌّ من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي الضربات الأميركية على سوريا والعراق.وعدَّتا الهجوم انتهاكا لسيادة البلدين، ومن شأنه تصعيد التوتر الإقليمي، وزيادة عدم الاستقرار بالمنطقة.

المقاومة العراقية

وبعد الضربات الأميركية، استهدفت المقاومة الإسلامية في العراق بطائرة مسيّرة قاعدة «حرير» الأميركية قرب مطار أربيل، بإقليم كردستان شمالي البلاد. كما استهدفت بطائرة مسيّرة قاعدة «خراب الجير» الأميركية في العمق السوري.

ماذا استهدفت واشنطن؟

وكان الجيش الأمريكي شنّ غارات على أكثر من 85 هدفا بسوريا والعراق، ردا على الهجوم الذي شنته المقاومة الإسلامية بالعراق، وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين، وإصابة آخرين بالأردن.

وقالت مصادر أمنية عراقية إن الضربات الأميركية استهدفت مخازن سلاح، ومقارا للحشد الشعبي في منطقة القائم في محافظة الأنبار.

كما استهدفت مقر قيادة عمليات الأنبار للحشد، ومقر الطبابة، ومقارا أخرى للحشد في منطقة عكاشات.

وفي سوريا، استهدف القصف الأميركي منطقة «حويجة صقر»، ووسط مدينة دير الزور، ومطار دير الزور العسكري، وحي «التمّو» في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ومنطقتي الشبلي وعين علي، في محيطها.

وفي حمص وسط سوريا، أغار الطيران الأميركي على محطة الضخ الثالثة في بادية مدينة تدمر.

أما عند الحدود السورية العراقية، فجاءت الضربات على حي الهجّانة، غربي مدينة البوكمال، وعلى قرية الهري في محيطها. وقالت مصادر محلية إن بعض المواقع المستهدفة تابعة لفصيلي «فاطميون»، و «زينبيون» المدعومين من إيران. 

الأكثر قراءة

مبادرة رئاسية فرنسية شرطها هدنة في غزة... «الرباعي» في الديمان: لن نورط سيدنا في الزواريب ونحن جزء من معادلة الرئاسة اجتماع اميركي ــ «إسرائيلي» افتراضي حول لبنان واستهداف موظفي اليونيفيل قيد المتابعة