اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن مخاوف عميقة تكمن وراء ارتفاع مستويات التوظيف في أوروبا رغم ركود النمو الاقتصادي فيها.

وبينت أنه في خضم طفرة التوظيف، تظهر الشيخوخة الديموغرافية كعامل مهم يسهم في نقص القوى العاملة؛ ما يدعو إلى تنمية القوى العاملة وجاذبية المهن.

واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها الاقتصادية أن طفرة التوظيف الملحوظة في أوروبا، وتحديدًا فرنسا، التي أضافت 1.2 مليون وظيفة بين عامي 2019 - 2023، تخفي مخاوف أعمق.

في حين توفر زيادة فرص العمل فترة راحة للحكومات، التي تتصارع مع القيود المفروضة على الميزانية، فإنها تهدد في الوقت نفسه الإنتاجية والقدرة التنافسية بسبب ركود النمو

ولفتت إلى أنه في حين توفر زيادة فرص العمل فترة راحة للحكومات، التي تتصارع مع القيود المفروضة على الميزانية، فإنها تهدد في الوقت نفسه الإنتاجية والقدرة التنافسية بسبب ركود النمو.

وأكدت أن الانفصال بين نمو تشغيل العمالة والتوسع الاقتصادي يتحدى النظريات الاقتصادية التقليدية، حيثُ كانت معدلات النمو المستدامة تعتبر ضرورية للتخفيف من حدة البطالة، إلا أن واقع اليوم يتحدى ذلك المنطق.

وأشارت إلى أن اختلال التوازن الديموغرافي أدى إلى تفاقم الضغوط على الخدمات والقطاعات العامة؛ الأمر الذي يتطلب تدخل الدولة لتجنب الأزمات، محذرًا من "التراخي".

وقالت إن نشوة زيادة فرص العمل لا ينبغي لها أن تحجب التهديد، الذي يلوح في الأفق والمتمثل في تضاؤل الإنتاجية وتقييد فرص الاستثمار، داعية الحكومات لإعطاء الأولوية لمبادرات تنمية القوى العاملة ومعالجة التحديات الهيكلية مثل التحولات الديموغرافية، من أجل تخفيف تلك الضغوط.

وشددت على أنه من خلال تعزيز القوى العاملة الماهرة وتحفيز الابتكار، يمكن للدول أن تبحر في التوازن الدقيق بين التوسع في التوظيف والنمو الاقتصادي المستدام.

وختمت "لوموند" افتتاحيتها الاقتصادية بالقول: إنه في حين تحتفل أوروبا بمستويات البطالة المنخفضة تاريخيًا، فإن التحديات الأساسية تتطلب حلولًا دقيقة، لافتة إلى أن تحقيق التوازن بين ضرورات نمو تشغيل العمالة، وتحسين الإنتاجية، والاستقرار المالي يتطلب اتباع نهج متعدد الأوجه يرتكز على البصيرة والقدرة على التكيف، حيث تكمن الضرورة الحتمية في معالجة الأسباب الجذرية لنقص القوى العاملة مع تعزيز بيئة مواتية للحيوية الاقتصادية المستدامة.

الأكثر قراءة

العباءة الملكيّة على كتفيّ جعجع