اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يوم القادة الشهداء... لعلّه عنوان يرمز لاستثنائية مقاومة براغبها وعباسها وعمادها، بحيث كان وبقيَ الموقف سلاحاً، ووصية حفظ المقاومة تم حفظها، وإزالة "إسرائيل" من الوجود ستتم بالروح التي تقاوم من البدايات وحتى النهايات...

ماذا يعني أن تحتفل مقاومة بقادتها الشهداء؟ وهل تحمل هذه المناسبة رسائل أبعد من كونها نشاطاً ترويجياً إحيائياً يقتضيه الوفاء لرموزها؟ مصادر في محور المقاومة قالت: لكل حركة نضالية أو سياسية محطات تستعيد فيها ذاكرتها وتذكّر فيها بهويتها، لتُبقي شريان الحياة ممتداً بين أجيالها السابقة واللاحقة، والمقاومة في لبنان ليست خارج هذه القاعدة، إلا أنها تمتلك عناصر تَميِّزها، فهي لا تحتفي بيوم التأسيس ولا بميلاد قائدها ولا بحدث مفصلي واحد في تاريخها، بل تعتني أكثر بالمناسبات التعبوية ذات الدلالات المعنوية، التي تؤهِّل مسيرتها لصناعة المستقبل، ومحور هذه المناسبات هو ذكرى الشهداء بما يَضعونه من مسؤوليات على عاتق الحاملين لأمانتهم...

فيوم الشهيد هو يوم أول عملية استشهادية للمقاومة الإسلامية، ويوم القادة الشهداء هو يوم الافتخار بالنموذج القيادي، واليوم الذي تريد فيه المقاومة إظهار قيمة هويتها من خلال التذكير بتضحيات الصف الأول من قيادتها. الشيخ راغب حرب عالِم الدين صاحب البصيرة والشجاعة في الأيام الأولى لمواجهة الاحتلال، والسيد عباس الموسوي القائد الذي كان أنساً للمجاهدين في المحاور وقدوة للفقراء في الأحياء ومثالاً للعبّاد في المحاريب، والحاج عماد مغنية صدقة السر المستمرة بعبقرية التخطيط والروح التي تُقاتل.

إحياء ذكرى القادة الشهداء محطة سنوية يَحرص أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على الإطلالة فيها، وفي كل عام يُجدد السيد نصرالله وفاءه المشتمل على تقديس هذه الشخصيات، فالقادة الشهداء في ثقافة حزب الله هم ضمير القادة الأحياء وبوصلتهم ، لأنهم يُشكِّلون حجة عليهم في البذل والتضحية، وعدم الانشغال في السلطة والموارد المُتاحة لأمثالهم، وإذا أردنا أن نختصر رسالة هذه المناسبة، فهي عنوان المصداقية التي تَزيد في بصيرة مجتمع المقاومة وتُغذّيه بالثقة المطلوبة بينه وبين قيادته في زمن التجارب والمِحن.

واكدت المصادر ان هناك فرقا بين قيادة تطلب من جمهورها بذل التضحيات لتَنعم هي بالمكتسبات السياسية والاقتصادية، وقيادة تتقدّم جمهورها في ميدان المواجهة وتُضحّي من أجله، وهذا لا ينطبق فقط على قيادات الصف الأول المحتفى بهم، بل شهدت مسيرة المقاومة في جبهاتها المختلفة وحروبها المتنوِّعة استشهاد العشرات من القادة الميدانيين، الذين كانوا من المرشَّحين لتولّي مناصب قيادية متقدِّمة، وبسبب الخصوصيات الأمنية التي تحيط بحياة هؤلاء، يصعب التعرّف اليهم والى إنجازاتهم وأدوارهم الحساسة إلا بعد شهادتهم. وقد قضى جزء من هؤلاء في ميدان المواجهة المباشرة، والجزء الآخر بعمليات اغتيال نفذها العدو كشفت عن أهمية دورهم في إيذائه والانتصار عليه.

من اللافت، أن شهادة القادة رغم كونها خسارة كبيرة على مستوى الخبرات والتأثير، إلا أنها لم تؤدِّ الى تراجع اداء المقاومة، بل ساهمت في دفعها الى التطور والتقدّم وتوسيع دائرة الاستقطاب، حيث انتقلت المقاومة منذ شهادة الشيخ راغب من مرحلة التأسيس الى العمليات الهجومية بزمن السيد عباس، الى التخطيط العملي لإزالة "إسرائيل" من الوجود في زمن الحاج عماد، حيث نشهد اليوم بعضاً من حضوره في التجهيز العسكري ورعب العدو من قوّة الرضوان.

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه