اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بات واضحاً أن خلفية عملية رفح كما يطرحها "الإسرائيلي" ومن خلفه الأميركي على اختلاف الأسلوب، هي تنفيذ المخطط الجديد - القديم القاضي بتهجير أهل غزة الى سيناء، ما يعني العودة الى بدايات الصراع، مع عدم الأخذ بالاعتبار اختلاف الظروف على ما يبدو. فبغض النظر عن ردة فعل محور المقاومة، وكيف يمكن أن يتعامل مع هذا الحدث الخطر، وكيف يمكن أن يمنعه، فإن الموقف الرسمي المصري الملتبس لا يُلغي الحساسية المصرية من هذا المخطط، ليس حباً بالفلسطينيين وليس التزاماً بالقضية الفلسطينية، وإنما خوفا من عدم قدرة استيعاب واحتواء مئات آلاف الغزاويين الحاملين للروح الإنتقامية، والمؤهَلين لتحويل سيناء الى جبهة قتال لتحرير غزة من جديد، وتشكيلهم وقوداً لتحريك الرأي العام المصري.

خطورة العملية والضجة التي أثيرت حولها، دفعت بالأميركي للخروج بتصريحات الإدعاء بحرصه على المدنيين، فهو يعمل على إعادة "ركلجة الإسرائيلي"، باعتبار أن رؤيته في رفح ليست تأجيل المعركة، وإنما يريد أن تكون عملية رفح بالنموذج الذي يرسمه، أي بضربات مركَّزة وليس باجتياح وعملية بالمعنى الواسع كما يريد "الإسرائيلي"، فرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يريد الاجتياح حتى لو حصلت إتفاقية تتعلّق بالأسرى، وفق هدنة يسعى للوصول إليها ويضغط بها على الوسطاء.

فالخطة "الإسرائيلية" من خلال تصريحات المسؤولين، تُعتبر سياسية وتندرج في إطار ممارسة الضغوطات بعدة اتجاهات:

١- الضغط على المصري والقطري بتسريع التفاوض مع حماس حول الأسرى.

٢- استعجال الذخيرة الأميركية.

٣- رسالة للداخل "الإسرائيلي" تقول إن نتنياهو مصمِّم على إستعادة الأسرى والقضاء على حماس.

هذا لا يعني أن نتنياهو ليس مُربَكاً برؤيته لعملية رفح، لأن التباين ظاهر للعيان في الكيان، خاصة من جهة الجيش لناحية إذا كان هناك مبررات كافية للعملية، أم أنها ستزيد الضغط الدولي على "إسرائيل" الذي بدأ منذ الإعلان عنها.

عدا عن أن الإرباك الحاصل في الحكومة لا يقتصر على رفح، وإنما بسبب طرح الإعتراف بدولة فلسطينية بحال تم إعلانها من جانب واحد، وهذا ما يسعى إليه الأميركي لإحراج نتنياهو، باعتبار بايدن يسعى لإنجاز التطبيع السعودي- "الإسرائيلي". كما أن هذه الخطوة بالرؤية "الإسرائيلية"، قد تجر الى حرب أوسع لا يستطيعون خوضها من دون الاتفاق مع الأميركي، الذي لديه رؤية مختلفة حيث تكمن نقطة الخلاف بينهما.

هذه من الناحية "الإسرائيلية"- الأميركية، أما ما قد تسببه هذه العملية لناحية إستفزاز الشارع الفلسطيني وعدم إدراك ردة فعل محور المقاومة، فإنها قد تكون فتيل التفجير في المنطقة غير مضمون النتائج "إسرائيلياً" وما يُدعِّم قلق العدو، وهذا ما ما كرّره الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير أن "إسرائيل" يجب أن تَخرج من هذه المعركة مهزومة.

الأكثر قراءة

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات الورقة الفرنسيّة لـ«اليوم التالي» قيد الإعداد حماس تؤكد: لا اتفاق من دون وقف نهائي لإطلاق النار!