اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يأت تصعيد "التيار الوطني الحر" مؤخرا ضد حزب الله في موضوع وحدة الساحات من العدم، بل جاء على خلفية تراكمات كثيرة في العلاقة، وعتب عوني تفاقم في الملف الرئاسي وتغطية ممارسات الحكومة، كما قال النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي. لكن المفارقة ان التصعيد العوني الذي هدد سقف "تفاهم ما مخايل" لم يشمل الرئيس نبيه بري، الذي بدا واضحا النية بتحييده عن الإشتباك الأخير، مما طرح تساؤلات عن سر الهدنة المفاجئة مع عين التينة بعد تاريخ من التشنجات، وهل فعلا تم توجيه ونقل المعركة السياسية من موقع الى آخر؟ او ان تصعيد التيار ضد الحزب غيمة عابرة ستمر بسرعة لتعود الأمور الى ما كانت عليه، خصوصا ان الوضع اللبناني المهدد باندلاع الحرب لا يحتمل الخضات الداخلية.

من الصعب كما تقول مصادر سياسية الجزم بمسار العلاقة المقبلة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، لكن المؤكد ان المواقف الأخيرة المنسقة بين الرئيس السابق ميشال عون والنائب باسيل لم يكن وقعها مريحا في صفوف فريق ٨ آذار، خصوصا لجهة التوقيت غير المناسب من العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان. ويعتبر كثيرون ان تركيز الهجوم على موضوع توريط لبنان بالحرب من قبل التيار، هو لاشاعة النظر عن الأسباب الحقيقية لتفجير العلاقة بين الحليفين.

العلاقة بين حزب الله والتيار تعرضت لانتكاسات كثيرة، تضيف المصادر، وتدهورت على خلفية الاستحقاق الرئاسي، ودعم الحزب لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، ومشاركة وزراء الحزب في جلسات الحكومة، التي أدت الى تعيينات وإقرار التمديد في مجلس النواب.

ومع ان "الثنائي الشيعي" وحزب الله عمم على جمهوره واعلامه بالتزام معايير معينة بالتخاطب، فالمؤكد ان حزب الله ليس ممتنا حيال ما يحصل، فأولوية حزب الله اليوم هي حرب غزة والجبهة الجنوبية، وهو حاليا ليس في حالة "ترف" تسمح له بالتلهي بالخلافات والذبذبات الداخلية.

صحيح ان العلاقة بين الحزب والتيار تعرضت لندوبات سياسية محددة منذ التمديد لقائد الجيش جوزف عون، الذي ازعج الحليف العوني بالصميم، الذي رد بطرح مقايضة التسوية الرئاسية بالصندوق السيادي واللامركزية الموسعة، الأمر الذي لم يعجب "الثنائي الشيعي" في حينه.

ومع ان حزب الله يتفهم هواجس حليفه المسيحي المتعلقة بالشارع المسيحي، الرافض ربط لبنان بصراع الساحات وفتح الجبهة الجنوبية للمشاغلة عن غزة، خصوصا ان التيار يعاني من اشكاليات تتعلق بالشعبية في شارعه المسيحي، لكن الحزب لم يكن مرتاحا لهذا التصعيد المفاجىء.

وفق المصادر، فإن ما جرى تم استيعابه، ويتفهم "الثنائي الشيعي" الهواجس جميعها، لكن المؤكد كما تقول مصادر ٨ اذار، ان الثنائي لا يمكن ان ينقسم، ففي مرحلة الخلاف العميق بين التيار و"أمل" لم تتأثر علاقة التيار وحزب الله، وقام الأخير بلعب أدوار لترتيب العلاقة بين عين التينة وميرنا الشالوحي.

وتؤكد المصادر ان باسيل وجه اشارات إيجابية تجاه عين التينة، وصار اكثر تجاوبا مع الحوار المشروط بعقد جلسات انتخاب مفتوحة، إلا ان بري باق ايضا على طرحه الحواري من دون تعديلات أساسية، وبشرط الوقوف عند رأي الأطراف الأخرى. من هنا تتخوف المصادر ان لا يؤدي النفس الإيجابي الذي ولد فجأة للوصول الى طاولة حوار، او تحقيق إختراق في الملف الرئاسي المعقد. ومع ذلك فان التواصل والتنسيق بين عين التينة وميرنا الشالوحي وطي صفحة الماضي، تبقى في أسوأ الأحوال أفضل مما كان يحصل في الماضي غير البعيد.

الأكثر قراءة

بطة عرجاء لتسوية عرجاء