اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لطالما اعتبرت النشوة الجنسية تجربة إنسانية جوهرية تُعرف بتأثيراتها الجسدية والنفسية المُرضية. وفي هذا الصدد، كشفت دراسة جديدة أن ذروة النشوة الجنسية تساعد على تجديد الدماغ بطرق تشجع على الترابط طويل الأمد. ورسم باحثو جامعة تكساس خريطة لأدمغة ذكور وإناث فئران الحقل (تشكل أزواجا مدى الحياة) خلال مراحل التودد الثلاثة: التزاوج والترابط و "الحفاظ على الروابط".

هذا وأظهرت الدراسات أن النشوة الجنسية تُحفز إفراز العديد من المواد الكيميائية في الدماغ، بما في ذلك:

- الدوبامين: يُعرف باسم "هرمون السعادة" لارتباطه بالمشاعر الإيجابية مثل المكافأة والتحفيز.

- السيروتونين: يساعد على تنظيم المزاج والنوم والشهية.

- الأوكسيتوسين: يُعرف باسم "هرمون الحب" لتعزيزه مشاعر الارتباط والترابط.

- الاندروفين: يُخفف من الشعور بالألم ويُحسّن المزاج.

وأظهرت الدراسات أن كلا من فئران الحقل والبشر تفرز الأوكسيتوسين "هرمون الحب" سواء بين الأزواج أو بين الأم وصغيرها. ووجدوا أن 68 منطقة مختلفة من الدماغ خضعت لتغييرات كبيرة خلال هذه المراحل، حيث تم تجديد وتشكيل اتصالات جديدة، ويبدو أن أكبر التغييرات تحدث عندما يصل الذكر إلى ذروة النشوة الجنسية.

وقال فريق البحث إن هذا يعني أن النشوة الجنسية تعزز تجديد الدماغ بما يتجاوز مجرد ممارسة الجنس، وهو أمر قد يكون صحيحا بالنسبة للبشر أيضا. ويمكن أن تعكس هذه التغييرات التكيفات التطورية التي تزيد من احتمال البقاء على قيد الحياة. وأوضحت الأبحاث السابقة أن الهرمونات الجنسية مثل هرمون الاستروجين والتستوستيرون، تؤدي أدوارا مهمة في الترابط والجنس. ووجد الفريق أن العديد من المناطق الدماغية التي تغيرت أثناء الترابط والتزاوج، لم تكن معروفة من قبل بأنها ترتبط بالنشوة الجنسية حقا.

وقال معد الدراسة ستيفن فيلبس، أستاذ علم الأحياء التكاملي في جامعة تكساس، أوستن: "إن الهرمونات الجنسية، مثل هرمون التستوستيرون والإستروجين والبروجستيرون مهمة للسلوك الجنسي والعدواني والأبوي، لذلك كانت الفرضية السائدة هي أن نشاط الدماغ أثناء التزاوج والترابط سيكون مختلفا بين الجنسين".

كما يمكن أن تؤدي تأثيرات تجديد الدماغ إلى العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك:

- تحسين الذاكرة والتعلم: تساعد الخلايا العصبية الجديدة والوصلات العصبية القوية على تحسين الذاكرة والتعلم.

- تعزيز الصحة النفسية: تساعد المواد الكيميائية المحسّنة للمزاج على تقليل أعراض القلق والاكتئاب.

- تحسين جودة النوم: يساعد الأوكسيتوسين على تنظيم النوم، مما يؤدي إلى نوم أكثر راحة وعمقًا.

- تقوية جهاز المناعة: تساعد المواد الكيميائية المفرزة أثناء النشوة الجنسية على تقوية جهاز المناعة.

الأكثر قراءة

مُراقصة المستحيل في جنوب لبنان