اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


معاناة الكثيرين مع ارتفاع الكوليسترول، ورفضهم لتناول الأدوية، أو رغبتهم في إيقافها، يطرح تساؤلًا هامًا: ما هو الإجراء الصحيح؟ الجواب هو لا يجوز إيقاف دواء خفض الكوليسترول دون استشارة الطبيب، بل يجب على المريض استشارة الطبيب أولاً للتأكد من إمكانية خفض الكوليسترول عبر الحمية الغذائية. ففي حال موافقة الطبيب، يجب على المريض التأكد من التزامه بالحمية الغذائية بشكل كامل، فقط بعد تأكيد التزام المريض بالحمية، يمكن إيقاف الدواء تحت إشراف الطبيب.

أما إذا كان الشخص قد تم تشخيصه حديثا بارتفاع الكوليسترول، فعليه استشارة الطبيب أيضا، الذي قد يقرر أنه يجب خفض الكوليسترول بالحمية، وإذا لم يتجاوب جسمه معها، فعندئذ سيصف له الطبيب العلاجات. فلا إيقاف لدواء الكوليسترول دون استشارة الطبيب.

يتم علاج ارتفاع الكوليسترول بعقاقير تسمى الستاتين. وعقار الستاتين فعال، ويعد آمنا بالنسبة لمعظم الأشخاص، ولكنه قد يسبب آثارا جانبية، وتشمل آلاما في العضلات ومشاكل في الكبد، والضباب العقلي (التشويش) واحتمالية الإصابة بداء السكري.

وقال دونالد هينسرود، أستاذ مساعد في التغذية والطب الوقائي في كلية مايو كلينك للطب "لا يريد أي شخص البدء في تناول الدواء"، مضيفا "نحن جميعا نكبر في العمر، وعادة ترتفع أمور مع السن: الكوليسترول والوزن وضغط الدم. وفي وقت ما، يتعين علينا مواجهة هذا الأمر".

والكوليسترول مادة شمعية، مشابهة للدهون توجد في الدم، وينتجها الكبد ومن الطعام الذي نتناوله. وهناك نوعان من الكوليسترول: البروتين الدهني منخفض الكثافة، وهو النوع السيئ، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة، وهو النوع الجيد. كما أن الدهون الثلاثية تعد نوعا آخر من الدهون يسهم في تراكم الكوليسترول.

ولا يعد الكوليسترول سيئا بطبعه، حيث إن الجسم يستخدمه لصنع الخلايا والفيتامينات وهرمونات معينة، ولكن الكثير من البروتين الدهني المنخفض الكثافة يمكن أن يتراكم داخل الشرايين، مما يزيد من خطورة حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية. في حين أن ارتفاع مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة يساعد في حماية القلب من خلال حمل البعض من البروتين الدهني المنخفض الكثافة بعيدا عن الشرايين وإعادته إلى الكبد، حيث يتكسر ويتم التخلص عنه.

وبالنسبة للذين يرفضون الأدوية، يقول الخبراء إن أفضل وسيلة للسيطرة على الكوليسترول هي النظام الغذائي المنضبط والعادات الصحية مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم. ولكن هناك تحذير واحد: التأكد من استشارة الطبيب قبل الإقلاع عن الدواء. كما أن الطبيب يمكن أيضا أن يطلب إجراء اختبارات دم من حين الى آخر لمراقبة مستوى الكوليسترول.

وقال ديفيد كاتز، الرئيس السابق للكلية الأميركية لطب نمط الحياة والمدير المؤسس لمركز البحث الوقائي في جامعة ييل "عندما يكون الأشخاص على استعداد للالتزام بنظام غذائي مثالي، سيكون ذلك بلا شك أفضل من أي دواء توصلنا إليه". وأوضح أنه توجد منافع صحية أخرى، مثل خسارة الوزن وخفض "ضغط الدم وغلوكوز الدم، وهذا من شأنه الحد من خطورة الإصابة بأمراض القلب بصورة منفصلة عن الكوليسترول".

هذا ويوصي الخبراء باتباع نظام غذائي نباتي غني بالألياف القابلة للذوبان، مثل التي في نخالة الشوفان والتفاح والبازلاء والحمضيات والفاكهة والجزر والشعير وبذور الكتان، بالإضافة إلى المكسرات. كما يحث الخبراء المستهلكين على تجنب الدهون المشبعة، خاصة الموجودة في اللحوم الدهنية والمصنعة والزبدة والزيوت الاستوائية مثل النخيل وجوز الهند، واستخدام الزيوت غير المشبعة أو المشبعة المتعددة مثل الذرة والكانولا ودوار الشمس والسمسم. وقال الخبراء إن الدهون المشبعة تتسبب برفع مستوى الكوليسترول بصورة أكبر من الكوليسترول الطبيعي الموجود في البيض والمحار.

وأشارت بعض الأبحاث بشكل مفاجئ إلى أن تناول الجبن غير المصنع بصورة معتدلة يخفض من خطورة الإصابة بأمراض القلب. وقال هينسرود "ربما يكون ذلك الاستثناء الوحيد لقاعدة خفض الدهون المشبعة، في حال عدم تناولها بإفراط".

ويوصى الكثير من الخبراء بنظام بورتفوليو النباتي، الذي صممه ديفيد جينكيز، الأستاذ في إدارة علوم التغذية والطب في كلية تيميرتي للطب في جامعة تورونتو. ويركز هذا النظام على تناول الألياف القابلة للذوبان والستيرول النباتي، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة. وقد خلصت دراسة أجراها جينكيز وزملاؤه سابقا إلى أنه بالمقارنة بين تأثير حمية بورتفوليو لخفض الكوليسترول والأدوية لم يتم رصد اختلافات كبيرة. 

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت