اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ154 من الحرب على غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها الجوي والمدفعي على مختلف مناطق القطاع، بينما يهدد الجوع مئات الآلاف من المحاصرين شمال غزة.

يأتي ذلك بينما أفادت المعلومات عن إصابة 4 جنود إسرائيليين في عملية مزدوجة في محيط مستوطنة حومش شمالي الضفة الغربية، في حين اغتالت قوات الاحتلال مقاوما غرب جنين.

وفي جانب إيصال المساعدات، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عزم بلاده إنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر، بينما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «إسرائيل» تفاجأت من السرعة التي خططت بها واشنطن لإنشاء الميناء، وهي خطوة أخرى تشير إلى عدم الثقة بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفيما اعتبرت واشنطن ان الكرة اليوم في ملعب حماس، اعتبرت الاخيرة ان الطرح الاميركي – الاسرائيلي بهدنة مؤقتة زمنيا واطلاق الاسرى، لا يمكن القبول به بعد كل ما حصل منذ السابع من تشرين وحتى اليوم، وهو ما ادى الى فشل المفاوضات في القاهرة.

فقد اعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يواصل العمل دون توقف من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لمدة 6 أسابيع، وذلك لإعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، وتخفيف الأزمة الإنسانية.

ووجه بايدن - في خطاب لحالة الاتحاد- رسالة حادة للقادة الإسرائيليين، طالبهم فيها بعدم عرقلة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين لأغراض سياسية، وعدم استخدام ملف المساعدات الإنسانية كورقة مساومة، مؤكدا أن حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون أولوية. وقال بايدن إن من حق «إسرائيل» أن تلاحق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ يمكن لحماس أن تنهي الصراع اليوم إذا قامت بإطلاق سراح المحتجزين وإلقاء السلاح.

وأضاف أنه سيوجه الجيش الأميركي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف بحري مؤقت في البحر المتوسط على ساحل غزة، لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض. وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الحرب في غزة تسببت في خسائر بشرية أكبر من جميع الحروب السابقة في غزة مجتمعة، وأن هناك بيوتا وأحياء ومدنا في غزة دمرت وعائلات بلا طعام وماء ودواء، وأطفالا أصبحوا يتامى، ونحو مليوني فلسطيني يقبعون تحت القصف أو تحولوا إلى نازحين. وأكد بايدن دعمه لحل الدولتين معتبرا أنه الحل الحقيقي الوحيد لضمان أمن إسرائيل والفلسطينيين، وأضاف «وأقول ذلك باعتباري مؤيدا لإسرائيل مدى الحياة».

في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تكشف عن اسمه، قوله إن «إسرائيل» تؤيد إقامة الرصيف العائم المؤقت الذي تحدث عنه بايدن لإدخال المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى سكان قطاع غزة .وبحسب هذا المسؤول، فقد تم بحث هذه المبادرة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة في الماضي والاتفاق على التنسيق بينهما لتنفيذه.

من جهته قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن ان الكرة الآن في ملعب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، معتبرا انه في هذه اللحظة نركز أيضا بشكل مكثف على معرفة ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى وقف لإطلاق النار،مشيرا الى انه يجب توزيع المساعدة بشكل أكثر فعالية على الأشخاص الذين يحتاجون إليها، مؤكدا ضرورة ليس فقط الحفاظ على المعابر البرية إلى غزة بل زيادتها.

أعلنت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ أنّ إرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عن طريق إلقائها من الجو أو إيصالها عبر البحر لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يشكل «بديلا» عن إيصالها عن طريق البرّ. وقالت كاغ للصحفيين في ختام جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك «لقد تحدثت عن أهمية تنويع طرق الإمداد البرية. هذا الحل يبقى الأمثل، لأنّه أسهل، وأسرع، وأرخص، خاصة وأنّنا نعلم أنّنا بحاجة لمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية لسكّان غزة لفترة طويلة من الزمن».

من جهته قال وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون إن بناء ميناء مؤقت بغزة سيستغرق وقتا، وجدد الدعوة لـ «إسرائيل» لفتح ميناء أسدود لإيصال المساعدات.وقبل يومين قال كاميرون إنه أوضح لعضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، خلال محادثات أجراها معه الأربعاء في لندن، الخطوات التي ينبغي ل»إسرائيل» اتخاذها لزيادة المساعدات لقطاع غزة.

وكان أعلن بيان للولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية وقبرص والإمارات وبريطانيا تأييد تفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات لغزة.وأكد البيان على ضرورة أن يكون الممر البحري جزءا من جهد متواصل لزيادة المساعدات، مشيرا إلى مواصلة العمل مع «إسرائيل» لتوسيع تسليم المساعدات برا.

التطورات الميدانية

تستمر المقاومة في قطاع غزّة، لليوم الـ154 من العدوان الإسرائيلي على القطاع، باستهداف جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في محاور التصدي للتوغّل البري. وتركّزت عمليات المقاومة، خلال الساعات الأخيرة، على محوري شمالي وجنوبي قطاع غزّة. 

وفي إطار استمرار عمليات المقاومة، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أنّ مجاهديها أوقعوا قوّةً إسرائيلية راجلة مُكوّنة من 6 جنود في كمينٍ مُحكم داخل إحدى الشقق السكنية، مضيفين: «اشتبكنا مع القوّة الإسرائيلية وأجهزنا على جميع أفرادها من النقطة صفر في مدينة حمد شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة».

وأشارت «كتائب القسام» إلى أنّ مجاهديها تمكّنوا من إسقاط قذيفتين مُضادتين للأفراد عبر طائرة مسيرة على مقرّ قيادة لـ»جيش» العدو الإسرائيلي شرقي بيت حانون شمالي قطاع غزّة.وفي المحور ذاته، أي في بيت حانون شمالي القطاع، أفاد مجاهدو «القسّام» بأنّهم قنصوا ضابطاً إسرائيلياً في سلاح الإشارة.

بدورها، أعلنت «كتائب المجاهدين»، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، أنّ مجاهديها خاضوا اشتباكاتٍ ضارية مع آليات وجنود العدو الإسرائيلي في سياق التصدي للقوات الإسرائيلية المُتوغّلة في مدينة حمد في خان يونس جنوبي قطاع غزّة، مستخدمين أسلحةً متنوّعة.

من ناحيتها، بثّت «قوات الشهيد عمر القاسم»، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية مشاهد لعملية مشتركة نفّذتها بالتعاون مع «سرايا القدس» تظهر قصف تحشيدات العدو العسكرية بقذائف الهاون جنوب شرق حي الزيتون في مدينة غزّة.

غارات مكثفة

الى ذلك شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات استهدفت أماكن متفرقة بوسط وجنوب القطاع في دير البلح وخان يونس ورفح منذ ساعات الصباح الأولى، واستهدفت غارة إسرائيلية آلاف الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إغاثية عند دوار الكويت جنوب مدينة غزة.

وقالت المعلومات إن شهداء ومصابين وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بعد الغارة، في حين أشارت مصادر طبية إلى أن عددا من المصابين معرضون للموت بسبب عدم توفر غرف عمليات لإنقاذهم.

وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، أفادت المعلومات عن ارتفاع عدد شهداء غارة إسرائيلية على منزل غرب المدينة فجر اليوم الجمعة إلى 6، بينهم طفلان.وفي خان يونس، أكدت استشهاد شاب وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين بعد استهداف سيارة مدنية في منطقة العطار جنوب خان يونس.وقالت إن عددا كبيرا من المصابين وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي بعد تعرض السيارة لقصف إسرائيلي.

وفي وقت سابق، أفيد عن استشهاد 9 فلسطينيين-بينهم أطفال- وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمنطقة الحكر في دير البلح وسط قطاع غزة.

وكانت قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 4 جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح متفاوتة الخطيرة في عملية مزدوجة في محيط مستوطنة حومش شمالي الضفة الغربية، في حين اغتالت قوات الاحتلال مقاوما غرب جنين. وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية التي نفذها فلسطينيان ووقعت بين نابلس وجنين أسفرت عن إصابة 4 جنود، نقل اثنان منهم بمروحية عسكرية إلى المستشفى.

وفي التفاصيل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن العملية شملت إطلاق نار على موقع عسكري إسرائيلي وتفجير عبوة ناسفة لحظة تجمع الجنود، بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مسلحين فلسطينيين أطلقا النار على موقع للجيش في مستوطنة حومش وانسحبا من المكان.

من جهتها، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن عملية حومش تم التخطيط لها مسبقا حيث استُدرج الجنود إلى موقع زرعت فيه عبوة ناسفة.

ولاحقا قال الجيش الإسرائيلي إن «إرهابيين» فجروا عبوة ناسفة بينما كانت قواته تنفذ عملية في بلدة سيلة الظهر، مضيفا أن البحث جار عنهم.

وفي ردود الفعل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر أمني أن عملية حومش خطيرة جدا وخُطط لها مسبقا.من جانبه، قال رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية إن على الحكومة ووزير الدفاع وقادة الأمن العمل على قلب الوضع الحالي شمالي الضفة، بحسب تعبيره.

في غضون ذلك قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع بلغت 30 ألفا و878 شهيدا و72 ألفا 402 مصاب منذ 7 تشرين الأول الماضي.

وأفادت الوزارة بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر في القطاع خلفت 78 شهيدا و104 مصابين خلال الساعات الـ24 الماضية، وأكدت أن 72% من ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر هم من النساء والأطفال.

من جهتها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في يوم المرأة العالمي إن نساء قطاع غزة ما زلن يتحملن عواقب الحرب الوحشية.

وذكرت أونروا أن 63 امرأة يقتلن يوميا في غزة، منهن 37 أمّا يتركن عائلات وراءهن، في حين قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن ما لا يقل عن 8900 امرأة استشهدن في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع.

ومساء اكد الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) أبو عبيدة، ان الحرب تدخل شهرها السادس ولا يزال العدو يمارس محرقة نازية حقيقية ضد شعبنا، مشيرا ملحمة 7 تشرين الأول جاءت ردا على عدوان متواصل منذ عقود بلغ ذروته بمحاولة تهويد وهدم الأقصى، معنبرا ان قوانين المجتمع الدولي البالية مجيرة لحماية الظلم والعدوان بسطوة من الإدارة الأميركية.

واشار ابو عبيدة الى ان هذه المعركة تؤسس لمرحلة جديدة على مستوى العالم عنوانها أن الحق لا ينتزع إلا بالقوة، مضيفا ان شعبنا يقف أمام عدوان صهيوني أميركي غير مسبوق في التاريخ، فيما دول العالم تقف عاجزة أمام محتل غاصب مجرد من قيم الإنسان، معتبرا ان العربدة الصهيونية تصاعدت مع وصول أكثر حكومة تطرفا ونازية للحكم في الكيان كانت تخطط لما تقوم به.

الاردن

وامس قال الجيش الأردني إن طائرات سلاح الجو الملكي نفذت مجددا إنزالات جوية جديدة لمساعدات إنسانية لعدد من المواقع شمال قطاع غزة بمشاركة طائرات أميركية وفرنسية وبلجيكية وهولندية ومصرية.

وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل الى القطاع المحاصر تبقى شحيحة جدا، وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل برا لموافقة مسبقة من «إسرائيل».

وبعد 5 أشهر من الحرب والحصار المشدّد على غزة، باتت الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة معرضة للمجاعة، وفق الأمم المتحدة.

الأمم المتحدة

وحذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن أي هجوم بري تشنه إسرائيل على مدينة رفح -جنوب قطاع غزة- من شأنه أن يتسبب في خسائر فادحة في الأرواح، ويزيد خطر وقوع مزيد من الجرائم الوحشية. جاء ذلك في كلمة ألقاها متحدث المفوضية جيرمي لورانس في مؤتمر صحفي بمكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية. وأشار لورانس إلى أن الصراع في غزة دخل شهره السادس، وأعرب عن قلقه من تفاقم الوضع الكارثي جراء شن إسرائيل هجوما خلال شهر رمضان على رفح التي يعيش فيها نحو 1.5 مليون فلسطيني نازح في ظروف يرثى لها.

الأكثر قراءة

ماذا في رأس يحيى السنوار ؟