اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الراهبة الراية

الراهبة مايا زياده، في دعوتها الى الصلاة من أجل الجنوب، كانت تستحضر يسوع بيننا بالفعل الحيّ، لا بالسرّ المقدّس. كلماتُها على مسامع الذين أحبّهم وامثالهم يسوع، لا تقبل التأويل. انّها حدٌّ فاصل بين الالتباس والمداهنة والمداجاة من جهة، والوضوح واليقين و"نعم نعم ولا لا"، والاستنكار المحايد من جهة مقابلة.

"صلّوا من اجل الجنوب"! لَكأنّها تدعو الى التجديف على الروح. فكان من الطبيعي ان يستجلب موقفها المسيحيّ الطبيعيّ غضبَ الكتبة والفريسيين الجدد، ومَن والاهم من مُضلِّلين ومن مُضلَّلين على حدٍّ من السوء سواء.

مايا زياده هي عند العطاش الى البِرّ، الراهبّةُ المُذخّرةُ بتعاليم من دعا الى السير في النور: نورِه طريقاً الى الحقّ والحياة. تصدّت بذخيرتها لأخلاق التوراة: اخلاق أعداء النور والحياة. مايا زياده في دعوتها الى ما دعت اليه، كانت الوفيّة لما نذرت نفسها من اجله. كانت تشهد للحق ولو بالصلاة وبالدعوة الى الصلاة.

بلى، ليس غريباً ان تتعرّض، على مثال معلّمها مثلِها الاعلى، لهذا الهجوم اليهوهي البغيض. وأبغض ما فيه انّ كباراً من قادته يتدرّأون خلف ذريعة انّ الكنيسة تنأى بنفسها عن السياسة. قُصارانا في موضوع الأخت مايا زياده دعاءٌ نرفعه الى مَن دعانا الى معرفة الحقّ سبيلاّ الى التحرّر والتحرير، هاتفين من امتلاء الروح: اللهمّ ! ارحمنا بأن تنعم علينا في الكنيسة وفي خارجها، بالمزيد من مثيلات مايا زياده.

مايا زياده الراهبة اليوم وامسِ وما قبلهما، هي بعد اليوم راية. ومَن يعمل على اسقاطها لا تختلف خطيئته، عند الذين يعبدون الله بالحق والروح، عن خطيئة المجدِّفين على الروح القدس.

الأكثر قراءة

كيف منعت إيران الحرب ضدّ لبنان؟