اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بعد الارتفاعات المطردة للذهب وتسجيله مستويات قياسية وغير مسبوقة في الشهر الحالي، تأتي الرياح التضخمية من الولايات المتحدة لتكبده خسائر طفيفة وتبعده عن مستويات قريبة من القمة.

ويعتبر مستثمرون ومراقبون هذه الرياح التضخمية إشارات قد تعطي مزيداً من الوقت لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لخفض أسعار الفائدة والذي كان متوقعاً في حزيران المقبل.

فبعد أن لامس الذهب أدنى مستوياته عند 1616 دولاراً للأونصة في تشرين الاول 2020، اتجه لاختبار مستوياته التاريخية 2078 دولاراً للأونصة في ايار 2023، ثم شهدنا موجة تصحيح نحو 1811 دولاراً في ايار 2023، ليبدأ الذهب حينئذ رحلة الصعود نحو مستويات تاريخية جديدة عند 2195 دولاراً للأونصة في شهر اذار الحالي.

مستقبل المعدن الأصفر

في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" قال نضال الشعار، كبير الاقتصاديين في شركة "ACY" بأستراليا: "مستقبل الذهب على المدى الطويل يتجه نحو الارتفاع شئنا أم أبينا بسبب محدودية العرض واستمرار الطلب، لكن وصول الذهب إلى مستوى 2200 دولار للأونصة أمر مبالغ فيه، ويعود هذا الارتفاع إلى رغبة المصارف المركزية بالاحتفاظ بالذهب بسبب الحرب المخفية والظاهرة على الدولار".

وأضاف: "يعنى هذا أن الذهب أصبح منافساً للدولار وللعملات الرقمية وبالتالي هناك مستثمرون يعتقدون أن الذهب ما دام يتمتع بخاصية محدودية العرض واستمرارية الطلب فهو أفضل من السندات الأميركية وأفضل من أي سلعة أخرى، لذلك لاحظنا هذا الارتفاع في سعره".

لكن السؤال: هل سيستمر الذهب في الارتفاع في خلال عام 2024؟

يجيب الدكتور الشعار عن هذا السؤال بقوله: "إن سعر الذهب وصل إلى عتبة لا يمكن تجاوزها إلا بصعوبة أو بنوع من المضاربات التي يمكن أن تحصل في أي وقت أو في حال رغبة بعض المصارف المركزية الاحتفاظ بالمعدن الأصفر وبالتالي يصعب جداً التنبؤ بأسعار الذهب بشكل واضح لكن من السهولة جداً التنبؤ بهامش التغير في السعر، وأرجح أن يتراوح الهامش خلال أعوام 2024 و2025 و2026 بين 1600 و2700 دولار للأونصة، أي نتحدث عن هامش بمقدار 1000 دولار.

وأكد أن هذا الهامش الكبير لا ينزع عن الذهب صفته بأن له قيمة دائمة لدى الأفراد والمصارف المركزية وبالتالي وضع رقم معين يصل إليه الذهب هو "محاولة عبثية".

ورداً على سؤال حول تأثير ارتفاع معدل التضخم في سعر الذهب قال كبير الاقتصاديين في شركة "ACY" بأستراليا: "ارتفع معدل التضخم بنسبة بسيطة جداً وتأثير ذلك في الذهب انخفاض قليل جداً ويكاد لا يذكر، فالعلاقة العكسية التاريخية التي تعودناها  بين سعر الذهب وسعر صرف الدولار، لم تعد هي العلاقة المسيطرة على أسعار الذهب إلا في حال كان ارتفاع سعر صرف الدولار بالنقاط... ثلاث أو أربع نقاط على سبيل المثال، لكن التغيرات الطفيفة لم تعد تعكس هذه العلاقة، بسبب العوامل الأخرى المحددة للطلب وهي شراء الذهب من قبل المصارف المركزية، والتنافس ما بين العملات الرقمية والذهب، بالإضافة إلى أن أغلب المستثمرين بات لديهم قناعة أن الذهب وصل إلى عتبة لا يمكن تجاوزها.

الذهب يستفيد من العزوف عن السندات

ويرى الشعار أن "انخفاض سعر الذهب خلال الأسبوع بين 35 إلى 40 دولاراً للأونصة لا يعكس انخفاض او ارتفاع سعر صرف الدولار، إذ ان مؤشر الدولار لا يزال مستقراً وكذلك التضخم لا يزال شبه مستقر.

كما أن الاستقرار النسبي في أسعار الذهب ما بين 2150 و2200 دولار للأونصة يعود أيضاً إلى عزوف المستثمرين عن السندات بسبب توقعات انخفاض أسعار الفائدة ذلك أن أغلب المستثمرين لا يفضلون حالياً شراء سندات وبالتالي السيولة الفائضة في السوق ذهبت باتجاه المعدن الأصفر والعملات الرقمية والأسهم".

فسهم إنفيديا مثلاً وصل إلى 900 دولار وهذا الرقم لا يعبر عن أي قيمة اقتصادية لإنفيديا ولكن هناك سيولة فائض تبحث عن منافذ للاستثمار، بحسب الشعار.

بدوره، قال محلل أول لأسواق المال في مجموعة إكويتي، أحمد عزام في حديثه لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": "يبدو أن عام 2024 يحمل معه الكثير لتداولات الذهب، حيث ان الارتفاعات الأخيرة وصولاً إلى مستويات تاريخية كانت مدفوعة من كون الذهب ملاذاً آمناً في ظل الأزمات والتوترات وأنه أحد الأدوات المفضلة مع حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق، حيث سجل الذهب ارتفاعات متسارعة بعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وصولاً إلى أزمة البحر الأحمر ما أعطى المعدن الأصفر الأولوية لتوجهات المستثمرين كونه ملاذا آمنا".

كما أن اختلاط الأوراق بين تفاؤل الأسواق بتوجه البنوك المركزية لتخفيضات الفائدة بشكل سريع في عام 2024 وبين توقعات البنوك المركزية لعدد تخفيضات الفائدة؛ جعل الذهب أداة استثمارية مناسبة انتقل لها المستثمرون من أسواق الدخل الثابت، بحسب تعبيره. 

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تواصل التهويل: انسحاب حزب الله او الحرب الشاملة تعديلات بالشكل لا بمضمون «الورقة الفرنسية» لا بروفيه وامتحان موحد لـ«الثانوية»