اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاسبة جميع المسؤولين عن الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى في صالة حفلات موسيقية بإحدى ضواحي موسكو مساء الجمعة، كما أعلن يوم حداد وطني غدا الأحد، واصفا الهجوم بأنه «عمل إرهابي همجي»، فيما أعلن الكرملين اعتقال 11 شخصا، بينهم المنفذون الأربعة المتورطون بشكل مباشر في الهجوم الذي استهدف قاعة للحفلات في موسكو وأسفر عن مقتل 143 شخصا ونحو 150 مصابا، وبينما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم توالت الإدانات الدولية والعربية له، فيما أكدت أوكرانيا أنه لا علاقة لها به.

فقد قال بوتين في خطاب متلفز إن المسلحين الأربعة الذين نفذوا الهجوم على صالة كروكوس في ضاحية كراسنوغورسك شمالي غربي العاصمة قد اعتقلوا قبل أن يتمكنوا من عبور الحدود إلى أوكرانيا. وتابع «كانوا متجهين نحو أوكرانيا حيث كانت لديهم نافذة لعبور الحدود، وفقا لمعلومات أولية». وأضاف بوتين «سنحدد هوية كل من وقف وراء الإرهابيين وكل من أعدّ الهجوم»، وتابع «سيواجهون مصيرا لا يحسدون عليه».

وفي وقت سابق، قال الكرملين إن جهاز الأمن الفدرالي يعمل على تحديد الجهة المتواطئة مع الذين ارتكبوا الهجوم.

من جانبها، قالت لجنة التحقيقات الروسية نقلا عن بيانات أولية إن ما لا يقل عن 143 قتلوا في الهجوم، ونبهت إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع. كما أصيب حوالى 150 شخصا.

وقالت السلطات الروسية إن مسلحين أطلقوا النار خلال حفل لموسيقى الروك في قاعة «كروكس سيتي» للحفلات الموسيقية قرب موسكو وأشعلوا حريقا في القاعة.

وأفادت وزارة الطوارئ الروسية بأنه تم إجلاء نحو 100 شخص من قاعة الحفلات، في حين قالت وكالة تاس إن سقف المسرح انهار بسبب اندلاع النيران، ولا يزال مدنيون داخله. وأعلن الحرس الوطني الروسي أنه موجود في مكان الحادث ويبحث عن الجناة.

بدوره، قال متحدث باسم لجنة التحقيق إنه من السابق لأوانه قول أي شيء عن مصير المهاجمين، بحسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية عنه. ودخل المهاجمون المبنى وهم يرتدون زيا مموها، وفتحوا النار وألقوا قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، وفق ما أفاد صحفي في وكالة ريا نوفوستي للأنباء في مكان الواقعة.

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الحريق - الذي اندلع في قاعة الحفلات - امتد إلى مساحة 12 ألفا و900 متر مربع، مشيرة إلى أنه لم تتم السيطرة عليه حتى الآن.

وفتحت السلطات «تحقيقا جنائيا في عمل إرهابي»، فيما يتلقى الرئيس فلاديمير بوتين تحديثات «مستمرة»، وفق ما أفاد المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف لوكالات الأنباء الروسية.

اعتقالات

وأشارت لجنة التحقيقات إلى أن المشتبه فيهم اعتقلوا في مقاطعة بريانسك الروسية قرب الحدود الأوكرانية. وتم اعتقال 11 شخصا، بينهم 4 يشتبه في أنهم المنفذون.

وقال جهاز الأمن الفدرالي إن المشتبه في تنفيذهم الهجوم خططوا لعبور الحدود، وكانوا على تواصل مع أشخاص على الجانب الأوكراني.

وحسب التقارير الروسية، فقد اقتحم المهاجمون صالة كروكوس خلال حفل لموسيقى الروك وهم مسلحون بأسلحة آلية، وأطلقوا النار على عناصر الأمن عند مدخل الصالة ثم بدؤوا إطلاق النار على الجمهور. وقالت لجنة التحقيقات الروسية إنهم أشعلوا النار في المبنى بواسطة «سائل قابل للاشتعال».

في الأثناء، نفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم. كما نفت وحدة من المقاتلين الموالين لكييف الذين كانوا نفذوا في الآونة الأخيرة عمليات توغل مسلحة داخل الأراضي الروسية أي مسؤولية لها.

وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك في منشور على منصة إكس إن «الروايات التي تقدمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة».

واتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الكرملين وأجهزته الخاصة بتدبير الهجوم لإلقاء اللوم على أوكرانيا وتبرير «تصعيد» الحرب.

من جانبه، أكد الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف أن موسكو ستقضي على القادة الأوكرانيين إذا تبيّن تورطهم في هذا الهجوم.

من ناحية أخرى، نشر تنظيم الدولة الإسلامية عبر إحدى قنواته على تليغرام صورة لمن قال إنهم عناصره الذين نفذوا هجوم موسكو، وذلك بعدما تبنى التنظيم الهجوم في بيان أصدره . وقال التنظيم إن الهجوم يأتي في سياق الحرب المستعرة بين التنظيم والدول التي تحارب الإسلام. وكان قد ذكر أن مقاتليه هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي موسكو، ثم عادوا إلى قواعدهم بسلام.

من ناحية أخرى، نفى مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي وجود أي «مؤشرات على تورط أوكرانيا» في الهجوم.

وقال كيربي في تصريحات أدلى بها إنه من السابق لأوانه إجراء أي تقييم، لكن «لا يوجد حاليا أي مؤشر على تورط أوكرانيا أو الأوكرانيين في هذا الهجوم، حيث إن الأخبار لا تزال جديدة جدا».

وكانت السفارة الأميركية في روسيا قد حذرت مواطنيها قبل أسبوعين من أن «متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك حفلات موسيقية». وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تشاركت هذه المعلومات مع السلطات الروسية.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «إذا كانت لدى الولايات المتحدة أو إذا حصلت على بيانات موثوق بها حول هذا الموضوع، فيجب عليها نقلها على الفور إلى الجانب الروسي».

الأكثر قراءة

اكثر من حجمه