اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، يشتد الخناق على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه جملة من الأزمات السياسية الداخلية بدأت بالتصاعد تزامنا مع أزمته غير المسبوقة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

ورغم أن الولايات المتحدة شكلت شبكة أمان لحماية «إسرائيل» في المؤسسات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن، إذ استخدمت الإدارات الأميركية المختلفة حق الفيتو 42 مرة ة «إسرائيل» منها 15 مرة لحمايتها من الإدانة، فإن واشنطن امتنعت عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن طالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، لتسجل موقفا استثنائيا لم يسبق لإدارة أميركية أن فعلته و «إسرائيل» في حالة حرب.

ففي اليوم الـ172 للحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة واليوم الـ16 من رمضان، سقط عشرات الشهداء في قصف للاحتلال على محيط مجمع الشفاء ورفح ومخيمات النازحين في المواصي غرب خان يونس.

وقد أجبرت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر على إخلاء مستشفى الأمل، في الوقت ذاته أكد المكتب الإعلامي الحكومي استشهاد 18 فلسطينيا غرقا وتدافعا بسبب أخطاء خلال إنزال المساعدات من الجو.

ميدانيا، أعلن جيش الاحتلال إصابة 31 عسكريا في معارك غزة خلال الساعات الـ48 الماضية. كما ذكر أن 288 عسكريا لا يزالون يتلقون العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة.

سياسيا، ما زالت أزمة قانون التجنيد تتفاقم داخل الحكومة الإسرائيلية، وكشفت صحيفة هآرتس عن تأجيل الجلسة الحكومية المخصصة لمناقشة القانون. فيما أوعز وزير الدفاع يوآف غالانت لموظفي مكتبه بعدم التعاون مع مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن القانون.

فقد حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اجتماع في واشنطن من مخاطر اجتياح رفح، مجدّدا التأكيد على رفض الولايات المتحدة لمثل هكذا عملية عسكرية واسعة النطاق.وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إنّ بلينكن «كرّر دعم الولايات المتّحدة لضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، لكنّه كرّر معارضته لعملية برية واسعة النطاق في رفح».وأضاف المتحدث أنّ الوزير الأميركي «شدّد على وجود بدائل أخرى غير غزو برّي واسع النطاق لرفح، من شأنها أن تضمن بشكل أفضل أمن إسرائيل وتحمي المدنيين الفلسطينيين».

وعقد الاجتماع بين بلينكن وغالانت في مقر وزارة الخارجية في واشنطن الاثنين بعيد ساعات من إلغاء إسرائيل زيارة كان مقررا أن يقوم بها وفد رفيع المستوى إلى العاصمة الأميركية. وألغت «إسرائيل» الزيارة احتجاجا على عدم استخدام واشنطن حقّ الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وقبيل الاجتماع بين الوزيرين قال ميلر للصحفيين «أنا واثق من أننا سنجد سبلا أخرى للتعبير عن هواجسنا». وتابع «نرى أن هذا النوع من الغزو الواسع النطاق سيكون خطأ، ليس فقط بسبب الأضرار التي يمكن أن يلحقها بالمدنيين والتي يمكن أن تكون تكلفتها هائلة». ولفت إلى وجود نحو 1,4 مليون شخص في رفح حاليا وعدم تقديم «إسرائيل» خطة إجلاء متّسقة.

إضافة إلى كل ذلك، قال ميلر إن «هذا النوع من الغزو من شأنه أن يضعف أمن إسرائيل وسيجعلها أقل أمانا وليس أكثر أمانا ومن شأنه أن يقوّض مكانتها في العالم».

في غضون ذلك، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) تمسكها بمطالب وقف إطلاق النار الشامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وعودة النازحين وتبادل حقيقي للأسرى. وقالت الحركة في بيان أنها أبلغت الوسطاء بتمسكها برؤيتها التي قدمتها في 14 آذار، لأن رد الاحتلال لم يستجب لأي من مطالبها. وحملت الحركة في بيانها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته كامل المسؤولية عن إفشال كل جهود التفاوض وعرقلة التوصل لاتفاق.

وأشارت حماس أيضا إلى أنها تريد أن يكون تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين جزءا من اتفاق شامل لوقف إطلاق النار ينهي الحرب.

ورد مكتب نتنياهو على اقتراح حماس قائلا إنه لا يزال  يستند إلى «مطالب غير واقعية»، متوعدا بالمضي قدما في هجومها البري حتى القضاء على حماس.

الى ذلك نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر مطلع قوله، إنّ محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى مستمرة، كاشفاً أنّ مسؤولي «الموساد» ما زالوا في العاصمة القطرية الدوحة.كما أفادت الوكالة عن المصدر نفسه، بأنّ الفريق الصغير من «الموساد» سيعود من الدوحة إلى «إسرائيل» للتشاور بشأن تطورات المحادثات التي جرت.

وكان مصدر قيادي في المقاومة أكّد ، في وقت سابق، أنّ جولة المفاوضات في الدوحة، «لم تفضِ إلى أي شيء جديد»، مشيراً إلى أنّ الموقف الإسرائيلي «متعنّت جداً، ولم يقدّم جديداً، سوى أنه وافق على عودة متدرجة ومشروطة للنازحين».

وفي السياق، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن عرقلة «إسرائيل» مفاوضات صفقة الأسرى مع حركة حماس، مشيرةً إلى أنّ الأسرى الإسرائيليين يدفعون حياتهم ثمناً مع مرور الوقت. وذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أنّه «بعد أن وافق الكابينت من حيث المبدأ على ذهاب فريق التفاوض إلى الدوحة، انتهى النقاش قبل أن يتمكّن جميع الوزراء من التعبير عن آرائهم».

ميدانيا أكد مصدر في المقاومة الفلسطينية أنّ قواتها تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات «جيش» الاحتلال الإسرائيلي المتوغِلة في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة.  وأضاف أنّ الاشتباكات تتركز في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية من محيط المستشفى، فيما يشنّ الاحتلال قصفاً مروحياً ومدفعياً عنيفاً ولا يتوقف هناك.  وشدّد المصدر على أنّ المقاومة استهدفت، القوات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدروع وقذائف «الهاون».  وتواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للتوغل البري لقوات الاحتلال في مختلف محاور القتال داخل القطاع.

ونشرت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مشاهد توثق استهدافها دبابة وجرافة إسرائيلتين بقذيفتي «الياسين 105» شمالي شرقي بيت حانون شمالي قطاع.  وأعلنت كتائب شهداء الأقصى إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية من طراز «2 Skylark» رقم 773، موضحةً أن المسيّرة كانت في مهمة استخباراتية في سماء  مدينة بيت حانون شمالي القطاع.  كذلك، أكدت المعلومات أنّ المقاومة تخوض اشتباكات في منطقة الحي الياباني والسطر الغربي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت المعلومات إنّ الاحتلال يستهدف بالمدفعية مناطق غربي خان يونس. وقد استهدفت طائراته الحربية محيط حي العمور شرقي خان يونس أيضاً . كذلك، شنّ الاحتلال غارات عنيفة على المنطقة الوسطة من القطاع، ولا سيما شمالي مخيم النصيرات وشرقي مخيمي البريج والمغازي، وبلغ القصف المدفعي الإسرائيلي شرقي جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع. 

العدوان على المستشفيات

وبشأن عدوان الاحتلال على القطاع الصحي في غزّة، يواصل «جيش» الاحتلال لليوم التاسع على التوالي حصار مجمع الشفاء الطبي، إذ أشارت المعلومات إلى أنّ الأوضاع هناك غاية في الخطورة والصعوبة، مضيفاً أنّ قوات الاحتلال تمارس عمليات إعدام ميداني ضد الفلسطينيين داخله أسواره وخارجها. وتابعت أنّ مئات المحاصرين في المنازل المحيطة بمستشفى الشفاء يتلقون تهديدات من الاحتلال الذي يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى أماكن القصف الإسرائيلي.  وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني خروج مستشفى الأمل في خان يونس جنوبي القطاع عن الخدمة بشكل كامل، بعدما أجبر الاحتلال الأطقم الطبية على إخلائه واستهدفه بالقصف.  وأوضحت أن آلة الحرب الإسرائيلية تجدّد استهدافها للمراكز الطبية والمستشفيات التي تحاول استعادة تقديم خدماتها بالإمكانات المتوفرة. 

خسائر الاحتلال

أقرّ «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تواصل المقاومة مواجهاتها، بإصابة 31 جندياً في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية في مختلف حاور القتال في القطاع خلال اليومين الماضيين. واعترف قبل يومين بمقتل جندي خلال المعارك الدائرة في محيط مجمع الشفاء. 

وعقب ذلك، تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية إلى العدد المرتفع لقتلى «الجيش» الإسرائيلي في المعارك التي يخوضها مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مؤكدةً أنها تعادل حجم لواءٍ في «الجيش».وقال المعلّق العسكري في القناة الـ»12» الإسرائيلية، نير دفوري، إنّ «جيش» الاحتلال فَقد في هذه الحرب 600 مقاتل، فضلاً عن إصابة 3000 جريح، وهو ما لم يفقده منذ عشرات السنين. 

وامس اعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أنه لا بد من الوصول إلى زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار «حيا أو ميتا»، للتمكّن من إعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع. وقال هرتسوغ «في ما يتعلق بالمفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن، الحقيقة هي، وهذا أمر علينا والعالم أن نواجهه، أن كل شيء يبدأ وينتهي مع يحيى السنوار». وأضاف «في النهاية ليس هناك خيار، يجب أن نواصل القتال، ويجب أن نصل إلى السنوار حيا أو ميتا، حتى نتمكن من رؤية الرهائن في الوطن».

من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي خلال اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي، ان الولايات المتحدة لن ترتاح إلى حين عودة جميع الرهائن الإسرائيليين، معتبرا ان حماية الفلسطينيين من الأذى أمر أخلاقي واستراتيجي مشيرا الى ان عدد الضحايا المدنيين في غزة مرتفع جدا والمساعدات منخفضة جدا.

هنية في طهران

أكدت حركة حماس في بيان لها، أنّ رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وصل اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد رفيع المستوى من قيادة الحركة.وبحسب البيان، من المقرر أن يجري رئيس الحركة والوفد المرافق سلسلة من اللقاءات والمباحثات مع القيادة الإيرانية بشأن التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بالحرب الدائرة على غزة ومجمل المتغيرات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.وكانت وكالة «إرنا» الإيرانية قد ذكرت أنّ هنية سيلتقي خلال زيارته وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

الخارجية الفلسطينية

حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مخاطر أي تفسيرات أو طرح آليات بهدف إفراغ قرار مجلس الأمن الذي اعتمد بالأمس من مضمونه، مطالبةً بتنفيذ القرار فوراً وبآليات عمل ملزمة تتسق تماماً مع منطوقه. ورأت الوزارة أنّ قرار مجلس الأمن الدولي يُشكل أرضية صالحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار و «حل الأزمة برمتها بالطرق السياسية والدبلوماسية، وهو ملزم وواجب التنفيذ».

الصين

قالت وزارة الخارجية الصينية إن قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة «مُلزِم»، داعية المجلس إلى اتخاذ إجراءات لضمان تنفيذه «كاملا». وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن قرارات مجلس الأمن ملزمة، وندعو الأطراف المعنية إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ الإجراءات الواجبة وفقا لما يتطلبه القرار.وأضاف «يجب على مجلس الأمن أن يواصل متابعة الوضع في غزة عن كثب، وأن يستعد لاتخاذ المزيد من الإجراءات عند الضرورة، لضمان التنفيذ الكامل وفي الوقت المناسب للقرار». 

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة