اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


إنها القرى الجنوبية الحدودية، التي كانت وما زالت تدفع الاثمان الباهظة، والضريبة العسكرية والشهادة عن كل القضايا العربية. والقصة تتكرّر كل فترة، وآخرها الحرب التي تشن على جنوب لبنان وغزة، حيث يتوالى سقوط الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، مع الدمار الهائل أمام عيون العالم أجمع التي تتفرّج بصمت، وتكتفي ببعض بيانات الاستنكار والدعوات الى وقف العمليات العسكرية، من دون اي تنفيذ على ارض الواقع، فيما تتفاقم الاعتداءات "الاسرائيلية" اليومية على البلدات الجنوبية وتحديداً الحدودية منها، الى ان توسّعت لتشمل بعلبك وبعض بلدات البقاع الشمالي، كما حصل أول من امس الثلاثاء، الى جانب الغارات اليومية على بلدات الجنوب، حيث الحركة خجولة والمدارس مقفلة والأشغال متوقفة.

لكن ووسط كل هذا، فقد عادت نسبة كبيرة من الاهالي الى قراهم، وبات النزوح يقتصر فقط على العائلات التي تضمّ أطفالاً ومسنّين، وفق ما أشار بعض اهالي بلدة رميش لـ "الديار"، ولفتوا الى انّ الأشغال والمصالح كلها متوقفة، حتى عمل المزارعين، إذ لا يستطيعون العمل في أرزاقهم بسبب خطورة الوضع الامني.

وعلى خط مغاير، برز إشكال حصل يوم اول من أمس الثلاثاء، بين شبان من البلدة وعناصر من خارجها لم تعرف هوياتهم، ارادوا وضع منصّة للصواريخ لقصف شمال "اسرائيل"، لكن مخافة ان تتعرّض البلدة للاعتداءات "الاسرائيلية"، رفض الشبان ذلك وسرعان ما تطور التلاسن الى إشكال كبير، واستدعى بعض التدخلات السياسية منعاً لتفاقم الوضع، الذي سرعان ما اشتعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال طابور خامس كما يحصل عادة وبأسماء وهمية، وعن طريق الاستعانة بالوتر الطائفي والتهديد بحرب اهلية، وبشعارات تندّد بـما أسموه "عدو الداخل"، الامر الذي أدى الى تفاقم المواجهات الطائفية والتحريضية على مدى ساعات وساعات.

الى ذلك، نفى حزب الله في بيان "الاخبار الكاذبة والمغرضة التي تم تداولها في وسائل الاعلام، عن محاولة مجاهدي المقاومة الاسلامية إطلاق صواريخ على العدو الصهيوني من داخل بلدة رميش، أو من جوار مدرستها أو من جوار البلدة عموماً، وهي أخبار ملفقة لا أساس لها من الصحة على الاطلاق".

وشدّد البيان على "أن الجهات التي أصرّت وتصرّ على إطلاق هذه الشائعات الكاذبة واتخاذ المواقف على أساسها، هي جهات مفترية ومحرّضة على الفتنة بين اللبنانيين، وتعمل في خدمة العدو وأهدافه، من حيث تعلم أو لا تعلم، محذرين اللبنانيين منها ومن مساعيها الخبيثة وأهدافها البغيضة".

في غضون ذلك ، وللإضاءة على ما جرى، أوضح كاهن رعية مار جرجس - رميش الاب نجيب العميل لـ "الديار" أنّ الوضع عاد الى طبيعته، ولم نعرف هوية المسلحين، وحزب الله نفى علاقته بما جرى، فنحن بلدة منفتحة على جيرانها وعلى كل البلدات، وقال: "أجرينا اتصالات مع قيادات في الحزب والمخابرات والسفير البابوي وبعض السياسيين، والجيش يقوم بدوريات الى جانب قوات الطوارىء الدولية، والوضع مستتب وهادئ.

وحول نسبة النزوح من البلدة بسبب الوضع الامني، قال الاب العميل: "على العكس تماماً فقد تراجعت نسبة النزوح كثيراً، لانّ معظم الاهالي عادوا الى رميش، ويوم الاحد الماضي احتفلنا بالشعانين وكان العدد بما يقارب الـ 3500 شخص، وقد نقلت معظم وسائل الاعلام المرئية احتفالاتنا، ويوم غد الجمعة سنحيي درب الصليب في البلدة ونطوف في الشوارع، والاحد المقبل سنحتفل بالفصح المجيد وبقيامة السيّد المسيح، ولن يستطيع أحد ان يثنينا عن حبنا للحياة والاعياد، او يخيفنا بسبب قصفه العشوائي على قرانا".

وعن رأيه في الاوضاع السياسية عامة في البلد، اعتبر أنّ الاوضاع السياسية مقلقة جداً، وهنالك أسئلة نردّدها ككل اللبنانيين، ما هو المصير المرتقب؟ ولا شك في أنّ المخططات السياسية تخيفنا، وخصوصاً المخططات "الاسرائيلية" من إمكانية تهجيرنا من قرانا، لانّ "لإسرائيل" مخططات جهنمية، وهي الشيطان الاكبر.

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة