اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في اسبوع الآلام عند المسيحيين في العالم، يجد مسيحيو لبنان انفسهم يعيشون مرارة واحباط، لكونهم غير قادرين على انتخاب رئيس للجمهورية بسبب تأثير التطورات الاقليمية على الملف الرئاسي، الى جانب التناحر الداخلي بين القوى السياسة، الذي انسحب فقط على الرئاسة الاولى، وعليه لم يطبق الدستور والقانون في هذا الصدد. مسيحيو لبنان يستطيعون التعبير عن آرائهم فقط، انما يعجزون عن ترجمة اقوالهم ومطالبهم الى افعال، وهذا امر سلبي جدا لان الخلل في التوازنات بين مكونات المجتمع اللبناني، وشعور طائفة بالغبن حيث الشغور الرئاسي اجتاز سنة ونصف سنة.

اذا تكلمنا على الخطوات التي يتم اتباعها لانتخاب رئيس في لبنان، وهي انعقاد مجلس النواب ودعوته الى جلسة مفتوحة ودورات متتالية، نرى ان العملية الانتخابية سهلة وبسيطة، وبالتالي لا يجب ان يكون هناك صعوبة في احترام المهلة الدستورية، وقيام النواب بالتصويت ليفوز المرشح الذي ينال اكثرية الاصوات، ضمن اللعبة الديموقراطية التي يتميز بها لبنان.

ولكن الواقع مختلف جدا عما ذكرناه اعلاه، فالتجاذب والصراع الداخلي الذي يحصل حول الرئاسة الاولى، ناهيك بتأثير اي تطور او حدث اقليمي في الملف الرئاسي تحديدا، جعل من الاستحقاق الرئاسي مهمة صعبة ومعقدة ومتشعبة، وبات انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في هذا الشرق، يتطلب تسوية اقليمية ودولية لتحقيق ذلك.

وفي هذا السياق، اوفدت فرنسا وزير خارجيتها السابق جان ايف لودريان للبحث في الموضوع الرئاسي، والعمل على تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين، انما للاسف لم يصل الى نتيجة مثمرة، والسبب ان ليست كل القوى السياسية قرارها وطني، وليست كلها سيادية غير مرتهنة للخارج.

ومؤخرا تحاول "اللجنة الخماسية" احداث خرق في الجمود الرئاسي بطرحها الخيار الثالث، كحل توافقي ينهي الانقسام العمودي الحاصل بين الاحزاب السياسية اللبنانية، ولكن حتى الآن كل هذه الجهود لم تغير في الواقع السياسي السائد.

هكذا ضاعت سنة ونصف سنة لامكانية انتخاب رئيس، لتعامل عدة قوى سياسية بأنانية وشخصانية في الملف الرئاسي، فافشلت كل المحاولات والمبادرات لعدم ترك لبنان دون رأس.

هذه هي الحقيقة المجردة والمؤلمة التي يشهدها المسيحيون في لبنان. فهل ستبقى الامور على حالها في ظل غياب رئيس للجمهورية؟ ام ستحتدم اكثر فاكثر بين القوى السياسية، وتنتقل الى انفجار في الشارع؟

ان الاستهتار بالرئاسة الاولى وبشجون المسيحيين ليس امرا سليما، وستأتي تداعيات هذه المسألة على مكونات المجتمع اللبناني كافة، وستزداد الاصوات التي تطالب بالفديرالية عند المكون المسيحي، وربما تصل الى افكار التقسيم.

الأكثر قراءة

طوفان الأجيال في أميركا