اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

جدد رئيس الوفد الروسي إلى مباحثات فيينا حول الأمن والتسلح قسطنطين غافريلوف تأكيد استعداد روسيا لأي سيناريو في مواجهة قوات «الناتو» التي قد يرسلها الحلف إلى أوكرانيا، تزامنا مع أعلان وزارة الخارجية الروسية مطالبتها أوكرانيا بتسليم جميع الأشخاص المتورطين في الأعمال الإرهابية التي وقعت في روسيا، بما في ذلك رئيس جهاز الأمن الأوكراني،في وقت رجّحت فيه صحيفة The Standard البريطانية انهيار القوات الأوكرانية مطلع الصيف المقبل على وقع الضربات القاضية التي يوجهها لها الجيش الروسي، وتصدّع جبهة الغرب الذي أنهكه دعم كييف.

فقد اعلن غافريلوف في تصريح بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس حلف «الناتو»، أنه إذا قرر الحلف ارتكاب «المحرمات» بإرسال قوات إلى أوكرانيا لاختبار قدرات روسيا، سيتعين على استراتيجيي الحلف في واشنطن وبروكسل إدراك أن روسيا مستعدة لأي تطور للأحداث.

وقال: «لقد حذرنا مرارا وتكرارا من أن تورط «الناتو» المتزايد في المواجهة المسلحة محفوف بصدام عسكري مباشر بين القوى النووية، مع كل ما يحمله ذلك من عواقب كارثية ستقع مسؤوليتها على عاتقهم. من الواضح أن هذا كله يتناقض مع مضمون البيان المشترك للقوى النووية حول منع نشوب حرب نووية وهو ما تلتزم به روسيا».

وأكد أن تصريحات «الناتو» حول استعداده لإرسال عسكريين إلى أوكرانيا ليست سوى محاولة لـ»تحويل انتباه دافعي الضرائب عن تبديد أموالهم على نحو عبثي في الثقب الأسود للفساد الأوكراني، ومحاولة لإعداد الرأي العام لصالح إحياء اقتصاد الصناعات الدفاعية».

وشدد غافريلوف على أن سياسات «الناتو» تجاه روسيا ستؤدي إلى تدهور كامل للوضع العسكري السياسي في أوروبا، وأن هذا «لا يمكن أن يستمر طويلا».

وكانت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين قد قالت مؤخرا إنها «لا تستبعد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا»، وذلك بعد تصريحات مماثلة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية مطالبتها أوكرانيا بتسليم جميع الأشخاص المتورطين في الأعمال الإرهابية التي وقعت في روسيا، بما في ذلك رئيس جهاز الأمن الأوكراني.

وفي رد فوري على الطلب الروسي، رفض جهاز الأمن الأوكراني الطلب ووصفه بأنه «لا معنى له»، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية الروسية «تغافلت» عن حقيقة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية.

ونقل البيان الصادر عن الوزارة قائمة بالحوادث العنيفة التي شهدتها روسيا منذ حرب القوات الروسية على أوكرانيا في شباط 2022، بما في ذلك تفجيرات أسفرت عن مقتل ابنة قومي بارز ومدون متخصص في شؤون الحرب، بالإضافة إلى حادث آخر أدى إلى إصابة كاتب بجروح خطيرة.

وأضافت الوزارة أن التحقيقات في هذه الحوادث أظهرت أن آثار هذه الجرائم تقودهم إلى أوكرانيا.وأوضح البيان أن من بين المطلوبين للتسليم رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك، الذي يعترف بأن جهازه كان وراء الهجمات على الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي منذ حرب الكرملين على أوكرانيا في شباط 2022.

كما أشار البيان إلى أن روسيا تطالب السلطات في كييف بالوقف الفوري لكل دعم للنشاط الإرهابي وتسليم المذنبين وتعويض الضحايا عن الأضرار. وأضاف أن أي انتهاك من جانب أوكرانيا لالتزاماتها بموجب اتفاقيات مكافحة الإرهاب سيؤدي إلى محاسبتها بموجب القانون الدولي.

مطالب روسيا بلا معنى

وأكد جهاز الأمن الأوكراني أن المطالب الروسية تبدو مثيرة للسخرية لأنها تأتي من «الدولة الإرهابية نفسها»، وبالتالي فإن أي تصريحات تصدر عن وزارة الخارجية الروسية لا تحمل أي معنى لأوكرانيا.

وأشار بيان الجهاز إلى وجود مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد بوتين بشأن نقل أطفال أوكرانيين إلى روسيا، مضيفا أن «المحكمة في لاهاي تنتظره».

وأشار البيان الروسي بطريقة غير مباشرة إلى حادث إطلاق النار الذي وقع في شهر آذار الماضي على حشد من الأشخاص في قاعة للحفلات الموسيقية خارج موسكو، مما أسفر عن مقتل 144 شخصا.

ونقلت وكالات أنباء روسيةعن رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين أن الجهات المختصة تعمل على تحديد المسؤولين عن الهجوم.

على صعيد آخر رجّحت صحيفة The Standard البريطانية انهيار القوات الأوكرانية مطلع الصيف المقبل على وقع الضربات القاضية التي يوجهها لها الجيش الروسي، وتصدّع جبهة الغرب الذي أنهكه دعم كييف.

وكتبت الصحيفة: «يدرك الحلفاء الغربيون أكثر فأكثر أن أوكرانيا تخسر في النزاع العسكري مع روسيا، وقد تنهار حتى مطلع الصيف القادم».

وأضافت أن الجيش الروسي يوجه ضربات قاضية للقوات الأوكرانية على طول الجبهة، فيما أصبحت القوات الأوكرانية منهكة ومحبطة.وأكدت أن الغرب أصبح أقل استعدادا لدعم أوكرانيا بينما ترغب بعض دوله في إنهاء النزاع عبر المفاوضات.

وختمت الصحيفة: «لسوء الحظ فإن العلامات التي نشهدها في أوكرانيا تشير إلى أن الأوان قد فات». 

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة