اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ اللحظات الأولى لانتشار خبر الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل قياديين في الحرس الثوري ، بدأ المتابعون والمراقبون في طرح الأسئلة عن كيفية الرد الإيراني على “إسرائيل”، وكيف استطاعت الأخيرة تحديد مواقع القادة الإيرانيين بكل دقة وسهولة، خصوصا ان المواقف الصادرة خصوصا من محور المقاومة تؤكد على حتمية الرد والاقتصاص من تل ابيب، في وقت قال فيه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، على ان واشنطن تحاول التأكد من الحقائق بشأن الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق.

فقد أبلغت الولايات المتحدة إيران أن لا علاقة لها بالهجوم على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، في حين توعدت إيران إسرائيل بالرد، واستدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية لديها لإرسال “رسالة مهمة” إلى واشنطن باعتبارها “حامية” إسرائيل، كما طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم.وذكر موقع أكسيوس الإلكتروني -نقلا عن مسؤول أميركي لم يذكر اسمه- أن الولايات المتحدة أبلغت إيران أنها “ليس لها أي دور أو علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسي في سوريا”.

في غضون ذلك أكد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، أنّ كيان الاحتلال الإسرائيلي “سيتلقّى عقابه على أيدي رجالنا”، مؤكداً أنّه سيندم على جريمة اغتيال قائد قوة القدس في لبنان وسوريا بحرس الثورة، الشهيد محمد رضا زاهدي، وغيرها من الجرائم التي ارتكبها. وأضاف السيد خامنئي أنّ الشهيد زاهدي، كان “ينتظر الشهادة في ميادين الخطر والجهاد منذ الثمانينيات، ولم يخسر شيئاً بل نال أجره”، مؤكداً أنّ “خسارة الشهداء كبيرة بالنسبة للشعب الإيراني، وخاصةً بالنسبة لمن عرفوهم”.

من جهته، توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرد المناسب على الهجوم، قائلا “على الكيان الصهيوني أن يدرك أن هذه الجريمة الجبانة لن تبقى دون رد”.

وفي السياق نفسه، شدّد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، علي شمخاني، على أنّ الاحتلال الإسرائيلي “بوصفه جيشاً بالوكالة عن الولايات المتحدة، ارتكب خطأً فادحاً”، بشنّه العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، مؤكداً أنّ على الاحتلال “أن يتكبّد ثمناً باهظاً” على ذلك. كذلك، أكد شمخاني أنّ إطلاع “إسرائيل” المسبق لواشنطن على نيتها تنفيذ اعتدائها أو عدم إطلاعها “لا يؤثر في مسؤوليتها المباشرة عن هذه الجريمة”.

وفي طهران، نقلت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن وزارته استدعت فجر اليوم القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران باعتبارها راعية للمصالح الأميركية في إيران، في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية.وقال عبد اللهيان إنه “تم إرسال رسالة مهمة إلى الإدارة الأميركية بصفتها حامية للكيان الصهيوني”، مشددا على أنه ينبغي لواشنطن “تحمل المسؤولية”. ولم يكشف عبد اللهيان عن تفاصيل الرسالة، لكنه قال إنه خلال جلسة استدعاء الدبلوماسي السويسري “تم شرح أبعاد الهجوم الإرهابي وجريمة الكيان الإسرائيلي، وتم التأكيد على مسؤولية الإدارة الأميركية”.

وبالتزامن مع استدعاء الدبلوماسي السويسري، طلبت إيران عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم الذي شنته “إسرائيل” على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق. وأفادت وكالة “إرنا” بأن وفد إيران الدائم لدى الأمم المتحدة وجه رسالة إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن، وللأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عقب الهجوم.

وأوضحت الرسالة أن هذه الهجمات تشكل انتهاكا سافرا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، والمبدأ الأساسي لحصانة الأماكن الدبلوماسية والقنصلية، كما هو منصوص عليه في معاهدة العلاقات الدبلوماسية لعام 1961، واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، وكذلك اتفاقية المعاقبة على الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المشمولين بالحماية الدولية، بما في ذلك الموظفون الدبلوماسيون، لعام 1973.

وأفادت المعلومات بأن مجلس الأمن سيعقد -بطلب من روسيا- جلسة عاجلة لبحث الهجوم على القنصلية الإيرانية. وقد أدانت وزارة الخارجية الروسية الهجوم، محملة “إسرائيل” مسؤوليته، ومحذرة من تداعيات في غاية الخطورة على المنطقة.

وفي إسرائيل -التي أعلنت أنها لن تعلق على الهجوم- صدرت تعليمات للسفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم لتعزيز إجراءاتها الأمنية في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت بيانا تحذيريا للدبلوماسيين الإسرائيليين يقول “نطلب منكم الاستمرار في اتخاذ تدابير وقائية وإيلاء المزيد من الاهتمام خلال العمليات الروتينية”.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك حالة من التأهب بالفعل في سفارات “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول الماضي، لكن بعد اغتيال المسؤول الإيراني بدمشق محمد رضا زاهدي سيتم رفع حالة التأهب في تلك السفارات.

وفي وقت لاحق ، نقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: “وفقا لاستخباراتنا فإن المبنى المستهدف بدمشق عسكري وليس قنصلية وهو تابع لفيلق القدس”.

في الاثناء دانت دول عربية وإسلامية الهجوم، منها قطر والإمارات وسلطنة عمان والأردن والعراق ومصر وباكستان. كما دان الهجوم كلا من حزب الله  وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعة أنصار الله (الحوثيين) باليمن.

وحذر حزب الله من أن “إسرائيل” ستدفع ثمن قتل كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، مؤكدا أن “هذه الجريمة لن تمر دون أن ينال العدو العقاب والانتقام”.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت