اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

خالد عرار

تباينت الآراء والتحليلات حول الرد الإيراني على قصف الكيان المحتل السفارة الايرانية في دمشق ، حتى قيل عنه انه مسرحية ، وحاول الاعلام الاميركي وبعض القنوات العربية تسخيفه ووصفه بالهزيل، في حين اوجد هذا الرد قواعد اشتباك ومعادلات ردع جديدة تجاوزت تعبير الرد في الزمان والمكان المناسبين، وانهى حدود الصبر الاستراتيجي، لكنه كان رداً مدروساً بإتقان، بحيث لا يفضي الى تصعيد كبير يقود الى حرب مفتوحة، وهذا ما ابلغت به ايران الادارة الاميركية عبر السفارة السويسرية، الا ان الرد الايراني اصاب الاهداف التي حددتها قيادة الحرس الثوري الايراني، وباعتراف اميركي – "اسرائيلي" استغرق اياما قليلة جداً، وبدأت نسبة التصدي للصواريخ الايرانية والطائرات المسيرة تنخفض من ٩٩٪ الى ٨٤٪ ، وفقاً للتصريحات "الاسرائيلية".

وفق مراقبين مطلعين، فان الرد الايراني شكل رد اعتبار، وحمل مضامين تجبر "اسرائيل" على اعادة حساباتها في أي اعتداء مستقبلي على الارض الايرانية، وما قيل عن رد "اسرائيلي" مزعوم فجر يوم الجمعة الماضي، دليلُ واضح على التزام العدو الاسرائيلي قواعد الاشتباك الجديدة التي رسمها الرد الايراني.

حاولت وسائل التواصل والمواقع الاخبارية المرتبطة بالولايات المتحدة الاميركية في الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة ان تضخم الرد "الاسرائيلي"، حيث وصفته بـ "المدوي والكبير" للحفاظ على ماء وجه "اسرائيل"، في حين وصفته ايران بالعمل الامني التخريبي قامت به خلايا مرتبطة بـ "اسرائيل" منتشرة بالارياف الايرانية وبجوار اراضيها، وستتم معاقبة المخربين ، ومع تقدم ساعات يوم الجمعة تكشفت الحقائق، وبدأ الصهاينة ينتقدون حكومتهم على ضعفها وتضليلها، وعلى رأسهم كبير المتطرفين وزير الامن بن غفير.

وبالعودة الى الرد الايراني واهمية برنامج الصواريخ البالستية، التي دفعت الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الى اتخاذ قرار الغاء الاتفاق النووي، الذي ابرمته اميركا مع ايران في عهد الرئيس اوباما، لانه لا يتضمن اتفاقاً حول البرنامج البالستي الايراني. وفي هذا الشأن يقول ضابط اميركي سابق إن قاعدة نفاتيم الجوية موطن طائرات F-35 "الاسرائيلية"، وموطن لما هو اهم من تلك الطائرات، ففيها يتمركز الرادار الاميركي Antpy- 2X band، هذا الرادار مصمّم لاكتشاف اطلاق الصواريخ الايرانية، وهو مرتبط بشبكة الاقمار الصناعية التي تراقب ايران باستمرار ، وهذا يعني أن "اسرائيل" لا يمكن ان تؤخذ على حين غرة، وترتبط تكنولوجيا المراقبة هذه بأكثر انظمة الدفاع تطوراً، وهي متخصصة بمواجهة الصواريخ البالستية (سهم ٢، سهم ٣، مقلاع داود، الباتريوت المطور).

وهذا يعني ان قاعدة نفاتيم هي المنطقة الاكثر تأميناً على هذا الكوكب، حيث اطلقت ايران سبعة صواريخ على هذه القاعدة، خمسة منهم اصابوا اهدافهم ودمروها تدميرا كاملا، واعترف الضابط الاميركي السابق ان ايران لم تستخدم احدث تقنياتها الصاروخية، فالصواريخ التي استخدمتها ايران هي من الجيل القديم، لكنها صممت لتشويش الرادار، وهذا التصميم يبدأ بانفصال الرأس الحربي عن جسم الصاروخ، مما يجعل الرادار في حالة فوضى وارتباك، لانه لا يستطيع تتبع شيئين: الاول يدور بشكل Uper وخارج عن السيطرة ويحاول الردار تتبعها، والثاني صغير الحجم يتحرك للداخل.

ويقول الضابط الاميركي: يختارون الهدف الاصغر ويبدؤون بالمعايرة واطلاق الصواريخ للقضاء عليه، وفجأة هذا الرأس الحربي يطلق مجموعة كاملة من القنابل الصغيرة التي تحمي الرأس الحربي، وبهذه الحالة يصبح الردار مجنوناً، فبدلا من تتبعه لهدف واحد يصبح هناك عشرون هدفاً ويعم الارباك الراداري الكبير، في هذه الاثناء يشعل الرأس الحربي محركه الخاص، وينطلق في الثانية الاخيرة ولا يمكن اسقاطه ، حيث تقف كل طبقات منظومات الدفاع الجوي الاميركي و "الاسرئيلي" المتطورة عاجزة عن فعل اي شيء.

وختم الضابط الاميركي السابق بالاشارة ان لدى ايران صواريخ بالستية افضل بكثير من التي استخدمتها في ردها على "إسرائيل"، من هنا جاء الضغط الاميركي على "اسرائيل" بعدم القيام بمغامرات غير محسوبة. وهنا ندرك أيضا إصرار إيران على تمسكها ببرنامجها الصاروخي البالستي، وهنا ايضاً يكمن سر الغاء دونالد ترامب الاتفاق النووي.

الأكثر قراءة

لا تهينوا الطائفة الجريحة