اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يزال خطر اندلاع حرب شاملة على لبنان جدّيا، وهو ما تُثبته الوقائع. ففي منتصف الشهر الماضي، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالين تناولت فيهما ما حدث في المؤتمر الافتراضي الذي نظّمته حركة يمينية متطرفة، دعت فيه إلى إقامة مستوطنات في جنوب لبنان. والأخطر في هذا المؤتمر هو التداولات التي تمّت فيه والتي تُظهر أن النيات الإسرائيلية تجاه لبنان سيئة، وهي تعتمد استراتيجية القضم المستمر وسياسة الأمر الواقع (العسكرية).

وفي التفاصيل، نظّمت حركة «أوري تسافون» (ترجمتها إلى اللغة العربية: أيقظوا الشمال) ندّوة افتراضية بعنوان «نماذج ناجحة للاستيطان من الماضي ودروس لجنوب لبنان» شارك فيها ما يفوق مئة شخصية، من بينها شقيق زوجة رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الذي قال حرفيًا بحسب ما نقلته الصحيفة «نحن لسنا متطرفين، ولا نريد مترا وراء نهر الفرات»! كذلك حضر المؤتمر عدد من الباحثين والأكاديميين، من بينهم «يوئيل إليتسور» الذي تحدّث عن نصوص من العهد القديم تذكر لبنان كجزء من أرض الميعاد الذي ورد في سفر التكوين والذي شمل كل الأراضي حتى نهر الفرات. وبحسب صحيفة هآرتس، فهذه ليست المرّة الأولى التي يتمّ الحديث فيها عن بناء مستوطنات جنوب لبنان حيث كانت حركة «غوش إيمونيم» (ترجمتها باللغة العربية: كتلة الإيمان) أول من دعا إلى العودة إلى وطن قبيلة أشير وذلك في العام 1982.

والصادم في أحد المقالين الواردين في الصحيفة العبرية هو ختم الكاتب لمقاله بالعبارة الاتية: «إن المتطرفين المتدينين والقوميين أثبتوا بالفعل أن أوهام اليوم هي سياسة إسرائيل في الغد، وستصبح في اليوم التالي هي الواقع».

وهنا نطرح سؤالًا جوهريًا على معارضي محور المقاومة: من يستطيع منع «إسرائيل» من بناء مستوطنات في جنوب لبنان الذي يضمّ مسيحيين ومسلمين على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلّة؟ هل هو المجتمع الدولي الذي لم يستطع تطبيق القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن؟

من هذا المنطلق نرى أن أبناء الجنوب، سواء أكانوا مسيحيين أم مسلمين، لن يتهاونوا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي أثبت ويُثبت كل يوم أن الديبلوماسية لا تنفع معه، بل إن مقاومته التي هي واجب أخلاقي وإنساني وحقّ مكتسب للشعب اللبناني ومكرّس في شرعة الأمم المتحدة، هي الرادع الوحيد.

العدوان مستمرّ...
والمقاومة بالمرصاد

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وعلى جنوب لبنان مستمرّ ،مع ما يواكب ذلك من جرائم يرتكبها جيش «العدوان» الإسرائيلي تُخلّف ضحايا من أطفال ونساء على مرّ الأيام. فأمس توِفيَ طفل في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح نتيجة الجفاف وسوء التغذية اللذين يتعرّض لهما الاف الأطفال الفلسطينيين يوميًا جراء الحصار الغاشم على القطاع وسكانه. وأدّت غارة قام بها طيران العدو إلى مقتل 5 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة استهدفت منزلًا في منطقة مصبح شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما قصفت مدفعية جيش العدو أطراف بلدة الجبين في القطاع الغربي. ونسف جيش العدو فجر أمس المزيد من المباني السكنية في المغراقة في المنطقة الوسطى، وأصدر أوامر إخلاء للسكان من الأحياء الجنوبية لمدينة خانيونس والنزوح إلى منطقة المواصي.

في المقابل، استهدف مجاهدو حزب الله العدو الإسرائيلي في نقطة الجرداح بالأسلحة الصاروخية وحققوا إصابات مباشرة شملت العتاد والعتيد. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن جيش العدو استشبه بإطلاق مُسيّرة من لبنان نحو منصة حقل كاريش ولكنه (أي جيش العدو) لم يستطع معرفة ما إذا كانت هذه المُسيّرة مفخخة أم للاستطلاع فقط. كما تمّ رصد إطلاق صاروخ من جنوب لبنان باتجاه عرب العرامشة في الجليل الغربي. إلى هذا، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن ضابط «إسرائيلي» قوله إن الإسرائيليين فُوجئوا «بقدرة حماس الهندسية، كالمصاعد وفهم التربة وكيفية ترابط الأنفاق».

من جهته، أعلن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنطوني بلينكن أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل «بشكل مكثف كل يوم لإتمام محادثات وقف إطلاق النار في غزة».

حسابات ضيقة

في حديث لصحيفة «الديار»، أشار مصدر سياسي مطلع أن الحسابات السياسية الضيقة خصوصًا «المسيحية»، تشكل العائق الأكبر أمام التقدّم في ملف الانتخابات الرئاسية. وإذ أشار المصدر إلى أن الثنائي الشيعي ينفّذ مصلحته، إلا أنه من الحق له المشاركة في إيصال رئيس الى قصر بعبدا لا يكون أداة في يد الخارج لضرب المقاومة من الداخل. وأضاف المصدر، أن جدّية المرشّح المطروح من قبل المعارضة هي الوحيدة التي تفكّك العقد أمام انتخاب رئيس للجمهورية، مرجّحًا تراجع الثنائي عن موقفه الحالي إذا ما رأى جدّية المرشّح المطروح من قبل المعارضة.

وعن الاصطفاف السياسي القائم وكيفية تخطّيه، اعتبر المصدر أن كل فريق سياسي يقوم بتنفيذ مصلحته بالدرجة الأولى وبما أن الانتخابات النيابية الأخيرة لم تُفرز كتلا بمواقف متقاربة، لذا هناك صعوبة في تخطّي الأزمة، اللهم إلا إذا ما تخلّى بعض الزعماء المسيحيين عن تحصيل مكاسب سياسية على حساب الوطن وقبلوا واقع الأمر أن لهم شريكا في الوطن يجب التحاور معه، وفي الوقت نفسه يُقرّ الثنائي الشيعي بدور الشريك الآخر في الوطن.

المؤسسة العسكرية

في هذا الوقت عادت المؤسسة العسكرية لتحتل الواجهة الإعلامية على بعد أكثر من 5 أشهر من انتهاء ولاية العماد جوزف عون. وتدور الأنظار حول مصير تعيين رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء حسان عودة حيث هناك مبادرة يقوم بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي يسعى إلى نشر مرسوم تعيين اللواء عودة. إلا أن هذه المبادرة لا تزال تواجه الرفض البرتقالي (حتى الساعة) من منطلق أنه «تمّ تخطّي وزير الدفاع» و «لا للتعيينات في غياب رئيس للجمهورية».

إلا أنه وبحسب المعلومات الصحافية، فإن البرتقالي عالق بين رغبته في تولّي اللواء بيار صعب مهام قيادة الجيش بالإنابة وبين إقصاء العماد جوزف عون عن السباق الرئاسي. وبالتالي لم تصل الأمور بعد إلى النضوج بانتظار معرفة «مصير الاتصالات التي يُجريها التيار البرتقالي مع الثنائي»، بحسب ما أكّده مصدر لجريدة «الديار»، إذ يتأمّل التيار البرتقالي أن يتخلّى الثنائي عن ترشيح فرنجية لكي يوافق على تثبيت اللواء عودة في منصبه، وبذلك يكون نجح في إقصاء مرشحيْن هما الأكثر حظًا في السباق الرئاسي.

ضرب الودائع من جديد

ماليًا، تستمرّ المؤامرة ضدّ المودعين عبر دراسة السلطة لخطّة «نهوض مالي» جديدة عمادها «شطب الودائع»، كما صرّح بذلك خبير اقتصادي. وتنص هذه الخطّة في أحد بنودها، على تحويل الودائع ما فوق مئة ألف دولار أميركي إلى ودائع بالليرة اللبنانية على سعر يتراوح بين 26850 و35800 ليرة لبنانية للدولار الواحد. ويؤكّد الخبير الاقتصادي أن الاقتطاع من الودائع سيكون على مستويين: الأول ناتج من سعر الصرف المستخدم لتحويل الودائع بالدولار إلى ودائع بالليرة اللبنانية (65% اقتطاع)، والثاني على مستوى سعر الصرف في السوق حيث إن تحويل ما يوازي الـ 40 مليار دولار أميركي سينتج منه كتلة نقدية بالليرة اللبنانية أكثر من 25 مرّة الكتلة النقدية الحالية الموجودة في الأسواق، وهو ما يعني كارثة تؤدّي إلى شطب أكثر من 90% من قيمة الودائع. 

الأكثر قراءة

لبنان في «عين العاصفة» ورسائل الردع بلغت «كاريش» السلطة تدرس خطّة خروج من الأزمة عمادها شطب الودائع؟