اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عملية "عرب العرامشة" أثارت، بدقة التخطيط وبدقة التنفيذ، تساؤلي اذا كان حزب الله قد اخترق "اسرائيل" استخباراتياً. الاجابة من مسؤول بارز في الحزب "أجل لقد اخترقناها فعلاً". وكنا قد تحدثنا عن أزمة المؤسسسة العسكرية في "اسرائيل" لعجزها، بعدما حولت غزة الى هيروشيما القرن، عن احتواء أو تحطيم المقاومة فيها، كما توعدت في الساعات الأولى للحرب. الآن، هل هي أزمة المؤسسات الأمنية أيضاً؟

لطالما وضعت الكتب حول القدرات الخارقة "للموساد" قبل أن نفاجأ بأن هذا الجهاز، وقد زرع عملاءه في شقوق الجدران في القطاع، لم يتمكن من رصد عمليات حفر عشرات الكيلومترات من الأنفاق التي بدت على شكل شوارع، كما من كشف التدريبات الميدانية لاقتحام السور الفاصل والمزود بأحدث المعدات الالكترونية بين غزة ومستوطنات الغلاف، وهي المعدات المتصلة مباشرة برئاسة هيئة الأركان في "تل أبيب".

نعلم أيضاً أن الحزب وبوسائله الخاصة ـ بل الخارقة ـ يمتلك لائحة بأكثر الأهداف حساسية عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً، ومن الجليل حتى النقب. هذا ما يتوجس منه "الاسرائيليون" الذين خاضوا نقاشات طويلة ومعقدة، حول خيار الحرب ضد لبنان، ودون أن يتخذوا اي قرار. تركوا ذلك للتطورات الميدانية، وللضوء الأخضر الأميركي، وهو الضوء المستحيل لادراك الادارة أن باستطاعة الحزب تفجير الشرق الأوسط من أدناه الى أقصاه في وجهها.

نسأل المسؤول اذا كان الحزب سيشارك في حرب يمكن أن تندلع بين ايران و"اسرائيل"؟ أكد "مثل هذه الحرب، ان انفجرت، لا بد أن تكون لها مفاعيلها الاستراتيجية والسياسية، وحتى الوجودية على بلدان الشرق الأوسط. في هذه الحال، كيف يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي"؟

واذا كان الحزب سيقتحم الخط الأزرق، اذا شنت حكومة بنيامين نتنياهو الحرب على لبنان؟ يعقّب ضاحكاً "وهل تتصور أن هذه الحكومة ستتجرأ على التقدم خطوة واحدة على الأرض اللبنانية"؟ ليضيف "المستوطنات تحولت الى مدن للأشباح. لم يعد هناك سوى المواقع العسكرية، الوضع تغيّر على الأرض، واذا كانت "اسرائيل" تضغط ديبلوماسياً لاقامة منطقة عازلة على الجانب اللبناني، فقد تمكنت المقاومة عسكرياً من اقامة منطقة عازلة على الجانب الاسرائيلي".

بلهجة الواثق ان الاسرائيليين يعلمون أننا لن نتراجع خطوة واحدة الى الوراء مهما بلغت الضغوط، ومهما تشكلت التحالفات الدولية والاقليمية لكسرنا. هذه أرضنا ونحن أهلها".

وشدد على أن الحزب "لن ينزلق الى اي صدام داخلي، وان كان قد بدا جليّاً أن هناك قوى لبنانية تلعب، وفي وضح النهار، لحساب "اسرائيل". والحقيقة أننا نستغرب كيف أن تلك القوى التي لم تهتز لرؤية مدى البربرية الاسرائيلية، وبخلفيات ايديولوجية، ما زالت تراهن على "الاسرائيليين" في تنفيذ مشروعها تحويل لبنان الى دوقيات طائفية أو مذهبية، تفصل بينها جدران الدم وجدران النار، التي لا تعني فقط زوال لبنان بل وزوال اللبنانيين".

مسؤول حزب الله لاحظ "ان الوقائع تؤكد على ذلك الرهان القاتل. لكننا في المواقع الأمامية من أجل لبنان وبقاء لبنان، لمواجهة من قال وبالفم الملآن، بتغيير الشرق الأوسط".

اسأله... تدعون الى الحوار لاختيار رئيس الجمهورية، وأنتم تتمسكون بمرشحكم، ما ينافي حتى المفهوم الكلاسيكي للحوار؟ رده "تصور رئيساً معاديأً للمقاومة (او يشبه بشخصيته الكرسي الهزاز)، ألم يكن ليضطلع بدور المايسترو في تفجير الساحة الداخلية، تزامناً مع استنفار كل أعدائنا في الخارج، والكثيرون منهم جاهزون للوقوف عملانياً الى جانب اسرائيل".

سأل "ما هي المآخذ السياسية على سليمان فرنجية؟ هل من شك في مارونيته، أو في مسيحيته، وأيضاً وأيضاً هل من شك في لبنانيته ولبنانية عائلته؟ رجل مدّ يده حتى للذين فعلوا ما فعلوه بعائلته. ألا يفترض أن يحمل على الأكتاف الى القصر؟ لنؤكد، أننا بالمطلق مع انتخاب فوري لرئيس الجمهورية حين نكون في عين الاعصار. واذا كان هناك من رئيس، وليفهم من يراهن على الهمجية الاسرائيلية، فهو سليمان فرنجية".

يختم المسؤول البارز في حزب الله" هذا من أجل لبنان الذي يقتضي أن يبقى على عنفوانه، منتصباً ومقاوماً وصلباً كما جباله".

مَن هم على الحدود رجال بمواصفات الجبال...

الأكثر قراءة

قاسم: الأموال التي قدّمها الإتحاد الأوروبي للبنان كان من الأجدر أن يضعها في سوريا