أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، "أننا نسعى إلى اعتماد نهج مالي جديد وتجديد السياسة النقدية والبدء بتنفيذ إستراتيجية التعافي والتوصُّل إلى اتفاق بشأن خطة إصلاح شاملة".
كلام ميقاتي جاء خلال كلمته في مؤتمر "الأمن الاقتصادي العربي في ظل المتغيرات الجيوسياسية" في فندق فينيسيا.
وفي بداية كلمته، عبّر ميقاتي عن "التقدير إلى اتحاد المصارف العربية الذي دعا، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين، إلى عقد هذا الملتقى، تعبيرًا عن ثقته المستمرة بلبنان وبما يختزنه هذا الوطن من طاقات تميزه بين سائر الدول وتجعله قبلة الانظار".
ورأى أنّه "فمهما عصفت بوطننا المحن والمصاعب، يبقى يختزن الكثير من الطاقات والقدرات والقيم والموارد البشرية والميزات الجغرافية، ما يمكنه من استعادة عافيته ومكانته وفق قدرة مجتمعه، وبتعاون اشقائه واصدقائه في العالم العربي والعالم باسره".
ولفت ميقاتي إلى أنّ "لبنان مرّ بمحطّات مُشرقة من الاستقرار والنمو والازدهار وبناء السلام. لكن البلد يُكابِد اليوم في مواجهة أزمات عديدة ومتداخلة، ومناخ إقليمي حافل بالتوترات والتحدّيات والتهديدات والحروب العدوانية. هذه التحديات تُرخي بثقلها على الشعب اللبناني الذي يُعاني من أزمة اقتصادية ومالية وإنسانية غير مسبوقة، ومن فقدان المقوّمات الاساسية المعنوية والمادية التي تُمكّنه من الصمود، ثم النهوض والتعافي".
وقال: "تكمُن أُولى التحدّيات الوطنية في شغور رئاسة الجمهورية وتَعَذُّر انتخاب رئيسٍ جديدٍ للبلاد، وما يستتبع ذلك من عدم استقرار مؤسسي وسياسي، ومِن تفاقُمٍ للأزمة الاقتصادية والمالية، وتَعَثُّر في انطلاق خِطط الإصلاح والتعافي الاقتصادي والمالي الذي يُعوِّل عليه اللبنانيون لإنقاذ البلد من الأوضاع الصعبة، وإعادة بناء الدولة والمؤسسات والأجهزة، وتعزيز دور القطاع الخاص والشركات الناشئة، وصولاً إلى استعادة الثقة، وإعادة جذب الاستثمارات الخارجية، وعودة السياحة إلى ربوعنا".
وأضاف ميقاتي "أنتم تعلمون أن الاستثمارات المجدية لا تكون الا من رحم الازمات التي نعيشها لهذا ادعوكم جميعا الى ان تكون لكم ثقة بهذا البلد. وتزداد التحدّيات وتتفاقم حدّتها مع استمرار احتلال إسرائيل لمساحاتٍ من أرضنا في الجنوب اللبناني، ومواصلة عدوانها واعتداءاتها وانتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، وخرقها لموجبات قرار مجلس الأمن 1701".
,شدد على أنّه "يبقى هدفُنا العمل على تَجنُّب الانزلاق نحو حربٍ إقليمية شاملة، بموازاة ترسيخ السلم والسلام والأمن في المنطقة،وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل التراب، حتى الحدود المعترَف بها دولياً"، موضحًا أنّه "لا يفوتني هنا أن أذكُر، ومن باب التحدّيات أيضًا، موجات النزوح المتتالية التي طالتنا في لبنان عبر العقود الماضية، وتطالُ تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية كافة مظاهر الحياة في البلد".
وأشار إلى أنّ "التحدّي الإقليمي الأبرز فيتمثّلُ بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يرزح تحت الاحتلال، ويُصارع لنيل حقوقه وفيما تزداد الحاجة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، نُعيد مجدّدًا تأكيد تمسّكنا بالسلام العادل والشامل المستنِد إلى حلّ الدولتيْن والمرجعيات الدولية. وأُكرّر اليوم أمامكم التذكير بمبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت في العام 2002، والتي طرحنا فيها أُسس السلام المنشود".
وذكر ميقاتي أنّ "في المجال الاقتصادي المالي والتنموي، وبمواجهة هذا الكم الهائل من التحدّيات، نحن حريصون على تهيئة البيئة الاستثمارية الحاضنة للفُرص الواعدة، بما يشمل تنشيط الدورة الاقتصادية وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول العربية، التي تُعدّ الشريك التجاري الأساسي لنا، مع إمكان التوجّه مستقبلاً نحو أسواق جديدة، في قطاعات تنافسية مُحدّدة"، وقال: "أودُّ تسجيل ارتياح لبنان للاستقرار والتطوّر والنمو ومسار بناء المستقبل في دول الخليج العربي، التي يدينُ لبنان وشعبه لها بالكثير من الشكروالامتنان، والعرفان والتقدير".
وأشار ميقاتي إلى أنّ "الاقتصاد اللبناني في المنطقة والعالم خدماتي بامتياز، وعلينا العمل على تطويره وجعله خدماتيا وإنتاجيًا وتَنافُسيًا، في ظل السعي إلى تفادي المزيد من الحروب والصراعات، وتقليص المخاطر، وتنويع الاستثمارات، وصولًا إلى الميزان التجاري الإيجابي".
وأضاف "يُعدُّ القطاع المالي والمصرفي أحد أهم دعائم الاقتصاد اللبناني. وفيما نعمل على تعزيز الاستقرار، واستعادة الثقة، ومساعدة الأُسَر الفقيرة والمحتاجة على تعزيز قوّتها الشرائية، وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب، فاننا نسعى إلى اعتماد نهج مالي جديد، وتجديد السياسة النقدية، والبدء بتنفيذ إستراتيجية التعافي، والتوصُّل إلى اتفاق بشأن خطة إصلاح شاملة لوضع الاقتصاد اللبناني على مسار الإنقاذ والنهوض والتعافي بالتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي ومؤسساته، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والجهات المانحة، والأشقاء، والأصدقاء".
ولفت إلى أنّ "هدفُنا الاستمرار في العمل تدريجيًا على حل الأزمة الاقتصادية- المالية الحالية، وإنقاذ البلد، وفق جدول زمني مُحدَّد، يشمل إقرار الإصلاحات والقوانين والتشريعات الضرورية، وتوزيع الخسائر المالية، وإقرار وتنفيذ قانون "الكابيتال كونترول"، والمحافظة على أموال المودعين في المصارف اللبنانية، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي على نحو مُنصِف وعادل. كما يشمل ذلك أيضاً الوفاء بالتزاماتنا المالية المحلية والعالمية، وإعادة جدولة الديون، وبناء الاحتياطي بالعملات الأجنبية، وتخفيض الانفاق، وتعزيز الواردات، وجذب الاستثمارات الخارجية والأهم رُبّما، تعزيز مسار المساءلة والمحاسبة، ومكافحة الفساد وتبييض الأموال والجرائم المالية، ومواجهة التطرُّف والإرهاب".
الكلمات الدالة
يتم قراءة الآن
-
العلويّون ضحايا العلويين
-
"Soft landing" فرنجية : فتّش عن المحيطين "كفانا خسارة"! جنبلاط نسق مع بري وقطع الطريق على جعجع القوات تنتظر بري وناقشت كلّ الخيارات منها المقاطعة
-
الانتخابات الرئاسية: الكواليس الداخلية تشتعل في سباق الحسم بري يعوّل على انتخاب الرئيس في 9 كانون 2... ودعوات للسفراء بعد الميلاد المعارضة لم تتفق على تسمية المرشح وجعجع يضغط لتأخير الحسم
-
وفد درزي سياسي – ديني في دمشق اليوم يلتقي الشرع جنبلاط سيقدّم مُذكرة حول العلاقة اللبنانيّة – السوريّة تطالب بإصلاحها
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:15
عصو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله عن الملف الرئاسي: المطلوب الاتيان برئيس يرضي كل المكونات السياسية، ويجب على الجميع الالتزام بعدم تعطيل نصاب الجلسة في 9 كانون الثاني، وترشيحنا للعماد جوزاف عون جاء من منطلق المصلحة الوطنية ولعدم كسر التوازن في لبنان.
-
22:10
قوات العدو "الإسرائيلي" تقطع طريق عام بنت جبيل – عيترون بمكعبات إسمنتية بعد قطعها سابقاً بسواتر ترابية.
-
21:16
المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية: نحاول إرسال بعثات طبية وآخر بعثة تأجل دخولها لغزة بسبب القصف، ومعظم الخدمات الصحية في قطاع غزة قد تعرضت للتدمير.
-
21:15
المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية: نحاول يوميا إيصال المساعدات الطبية لقطاع غزة، وسلطات الاحتلال ترفض طلباتنا للدخول للمساعدة في قطاع غزة، ونطلب بصورة يومية من سلطات الاحتلال التوجه للمساعدة لكنها ترفض.
-
21:14
استشهاد طفل بنيران الاحتلال "الإسرائيلي" داخل مدرسة تؤوي نازحين شمال غربي مخيم النصيرات، وقصف مدفعي "إسرائيلي" يستهدف منطقة السكافي بمشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
-
21:13
حماس: ندعو أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم للتحرك والضغط بكافة الوسائل لوقف الإبادة الوحشية بقطاع غزة، وما يتعرض له شمال قطاع غزة والقصف الصهيوني على مستشفى كمال عدوان جرائم غير مسبوقة بحق الإنسانية.