اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ214 من عدوانه على غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مناطق في القطاع المحاصر، وأعلن أن قواته سيطرت «بالكامل» على معبر رفح، في حين قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قصفت قوات الاحتلال المتوغلة شرقي المعبر بقذائف هاون من العيار الثقيل.

فعملية رفح، التي بدات مع انتهاء الاحتفالات بعيد الفصح، تزامنا مع الاعلان،الذي طرح الكثير من التساؤلات، لاسماعيل هنية عن القبول بالمبادرة المصرية- القطرية لوقف النار، جاءا ليكشفا حقيقة مخططات نتانياهو الخبيثة، حيث يقوم بعملية قضم لمدينة رفح، في ظل تواجد حوالي مليون ونصف فلسطيني في داخلها، بعدما الطوق عليها من كل الجهات وسيطر على المعابر، في وقت بدا واضحا التآمر الاوروبي والاميركي،وصمت عربي مريب، مع اكتفاء تلك الدول باصدار البيانات والاستنكارات اللفظية، فيما شحنات الاسلحة تستمر بالتدفق الى تل ابيب.

من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن أي هجوم عسكري على رفح جنوبي القطاع ستكون له تداعيات كارثية وسيكون خطأ إستراتيجيا، داعيا كل من له تأثير على «إسرائيل» للعمل على ثنيها عنه، وفق تعبيره.

كما جددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تحذيراتها من أن الهجوم على رفح سيفضي إلى آثار مدمرة، وأن كارثة الجوع ستزداد سوءا إذا توقف دخول الإمدادات، خاصة في شمالي القطاع.

وتأتي هذه التطورات في ظل ترقب لاستئناف مفاوضات القاهرة بعد إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح الوسيطين القطري والمصري لوقف إطلاق النار، في حين أكدت تل أبيب أن المقترح «يتضمن ثغرات كبيرة».

فقد نقل عن مسؤول أميركي قوله إنه لا يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب يتعاملان مع مرحلة المفاوضات الأخيرة بحسن نية. وفيما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الموافقة على الصفقة فاجأ حكومة نتنياهو، حذرت مصر من عواقب سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح؛ على المفاوضات.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن رد حماس على الصفقة كان جدّيا، والأمر الآن متروك ل»إسرائيل» لتقرِّر ما إذا كانت ستدخل في اتفاق، مشيرة إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز قد يصل إلى القاهرة لحضور المحادثات. يأتي ذلك فيما دانت مصر العملية الإسرائيلية في معبر رفح جنوبي قطاع غزة، وحذّرت من أنها تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة.ونقل موقع أكسيوس عن عضو بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي أن غزو رفح سيحرك محادثات الرهائن في الاتجاه الخطأ، مشيرا إلى أن نتنياهو تخلى عن الأسرى، ويفضل على ما يبدو إطالة أمد الحرب.

وكان مكتب نتنياهو أعلن أن أحدث اقتراح لحماس لا يلبي مطالب «إسرائيل» لكنها سترسل وفدا للقاء المفاوضين لمحاولة التوصل إلى ما وصفها بصفقة مقبولة.وأضاف أن مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح، وأوضح أن الهدف من ذلك هو الضغط العسكري على حركة حماس، بهدف التقدم في مساعي الإفراج عن الأسرى وتحقيق أهداف الحرب.

في غضون ذلك قال مسؤول إسرائيلي إن المقترح الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه هو نسخة «مخففة» من اقتراح مصري يتضمن عناصر لا يمكن ل»إسرائيل» قبولها. وذكر المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أنّ «هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق».

وقال مسؤول آخر اطلع على المقترح إن حماس وافقت على اقتراح قدمته «إسرائيل» في 27 نيسان يتضمن مراحل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، وذلك مع تغييرات طفيفة فقط لا تؤثر على البنود الرئيسية في الاقتراح.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن ستناقش ردّ حماس مع حلفائها في الساعات المقبلة وإن الاتفاق يمكن جدا التوصل إليه.

كذلك، اعلن منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن تعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة المقترحة وتناقشه مع شركائها في المنطقة، معتبرا أن التوصل إلى اتفاق هو أفضل نتيجة بالنسبة للرهائن وللشعب الفلسطيني، على حد قوله.

مسار المفاوضات

وكانت قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في غزة إن المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة يتضمن 3 مراحل، ويشمل انسحابا كاملا لقوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين، وتبادلا للأسرى.

وضمن الاتصالات التي يجريها رئيس المكتب السياسي لحماس، أطلع هنية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال على موافقة الحركة على مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته من الوسطاء. كما اتصل هنية بوزير الخارجية الإيراني، حسن أمير عبد اللهيان وأبلغه موافقة الحركة على المقترح المقدم لوقف إطلاق النار في غزة.

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن حركة حماس أرسلت إلى الوسطاء ردّا على مقترحاتهم بشأن الهدنة وأضاف أن الرد يمكن وصفه بالإيجابي.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية أن الوفد القطري توجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة، مضيفا أن دولة قطر تأمل أن تتوج جولة التفاوض باتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

الى ذلك قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إن الاجتياح الإسرائيلي لمعبر رفح جنوبي قطاع غزة يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، وذلك بعدما أعلن جيش الإحتلال أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الواقع على الحدود بين مصر والقطاع المحاصر.

واعتبرت حماس الخطوة الإسرائيلية «تصعيدا خطيرا ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاق المعبر ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع ممنهج من قبل الاحتلال النازي».

من جانبها، طالبت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة بالتدخل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها.

وفي السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن «إسرائيل» تسعى إلى تأزيم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، بإغلاقها معبر رفح البري وإخراج المستشفيات عن الخدمة. وأضاف المكتب الإعلامي أن الاحتلال يقوم بذلك من خلال قتل المزيد من المدنيين والأطفال والنساء، والذين زاد عددهم خلال 12 ساعة إلى أكثر من 35 شهيدا، وإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، وإخراج المستشفيات عن الخدمة واستهداف المدارس التي تضم مئات آلاف النازحين. كما طالب بتدخل دولي فوري وعاجل والضغط على الاحتلال لوقف هذا العدوان، ووقف شلال الدم المتدفق، ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء.

وحمل المكتب الفلسطيني الإدارةَ الأميركية والمجتمع الدولي، والاحتلال الإسرائيلي، كامل المسؤولية عن هذا العدوان المتواصل ضد المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، وعن استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تنخرط فيها الإدارة الأميركية ويفشل في إيقافها المجتمع الدولي.

الموقف الأميركي

الرئيس الاميركي جو بايدن اكد، في ذكرى «المحرقة اليهودية»، ان دعم واشنطن ل»إسرائيل» ثابت ولن يتغير رغم الخلافات،مشيرا الى ان كراهية اليهود لا تزال مستمرة حتى الآن وما حدث في 7 تشرين دليل على ذلك، معتبرا ان حماس ارتكبت أفعالا رهيبة بحق الإسرائيليين ونحن لن ننسى أبدا، فقد «رأينا صعودا مرعبا لمعاداة السامية في العالم وأميركا ومواقع التواصل الاجتماعي»، مشيرا الى ان حماس قتلت عشرات اليهود في أفظع مجزرة بعد المحرقة التي حدثت في الحرب العالمية الأولى، وتابع ان الدرس الأكبر من المحرقة بحق اليهود أن الكراهية لا تختفي بل تختبئ، مؤكدا عاى ان إدارته تعمل على مدار الساعة لإطلاق سراح من بقي من «الرهائن» في غزة، داعيا كل الأميركيين أن يقفوا متحدين ضد معاداة السامية في أي مكان.

في المقابل، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة لم تؤيد الهجوم البري الإسرائيلي على رفح منذ البداية، وإن موقفها لا يزال ساريا. وأضاف كيربي -في مؤتمر صحفي - أن بلاده على علم بالتقارير التي تفيد بأن «إسرائيل» تستعد لهجوم بري على رفح، بغض النظر عما إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس، لكنه لا يستطيع التحدث نيابة عن الجيش الإسرائيلي وأن القرار يخص «إسرائيل».وأشار إلى أن الولايات المتحدة أبلغت الجانب الإسرائيلي عدة مرات عن مخاوفها بشأن رفح، وبشكل علني.واعتبر كيربي أن قيام «إسرائيل» بعملية برية في رفح من شأنه أن يعرض حياة الكثير من المدنيين للخطر، وأنهم لا يريدون رؤية ذلك. ولفت إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تُقيّم موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار مع «إسرائيل» الذي قدمته قطر ومصر، داخليا ومع حلفائها بالمنطقة، وإلى أنها تنتظر الرد الإسرائيلي.

إدانة مصرية

وأفاد إعلام مصري بأن القاهرة طالبت «إسرائيل» بوقف تحركاتها العسكرية في معبر رفح من الجانب الفلسطيني، فورا.جاء ذلك وفق ما ذكره وفد أمني مصري لنظرائه في» إسرائيل»، بحسب ما نقلته قناة «القاهرة» الإخبارية الخاصة عن مصدر لم تسمه.وجاءت التصريحات المصرية عقب إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وما نتج عنه من تعليق لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

غوتيريش

من جهته حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن اجتياحا إسرائيليا لمدينة رفح بجنوب قطاع غزة ستكون له عواقب إنسانية مدمرة، وتأثير مزعزع على استقرار المنطقة.وخلال استقباله الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في نيويورك، حث غوتيريش حركة حماس و»إسرائيل» على بذل ما في وسعهما للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ من التحركات العسكرية الإسرائيلية في رفح، قائلا إن اجتياح المدينة سيكون أمرا غير مقبول، ولا يمكن احتماله بالنظر إلى وجود نحو 1.5 مليون نازح في المنطقة.

لبيد

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قال إنه لو كان رئيسا للوزراء لأرجأ العملية العسكرية في رفح 48 ساعة لإعطاء فرصة لإبرام صفقة تبادل أسرى. وفي تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، وجه لبيد انتقادا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مخاطبا إياه بقوله «لقد انتظرت شهرين فلما تخاطر؟ فقد تصيب قذيفة مبنى غير مقصود، وتنسف الأمل في إبرام صفقة»، وفق تعبيره.

ميدانيا ، وفيما اعلن ابو عبيدة عن مقتل رهينة اسرائيلية في القصف الاسرائيلي،كثّفت المقاومة الفلسطينية، استهدافها التحشيدات الإسرائيلية في مدينة رفح، بالتزامن مع بدء الاحتلال عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزّة. وأعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، استهداف تحشدات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114 ملم.

وفي بيانٍ آخر، أعلنت كتائب القسّام أنّ مجاهديها استهدفوا دبابةً إسرائيلية من نوع «ميركافا» بقذيفة من طراز «الياسين 105»، ما أدّى إلى اشتعال النيران فيها، وكذلك، اشتبكوا مع جنود تحصّنوا داخل بناية بالقرب منها، في حي الشوكة شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة.

في السياق نفسه، دكّت كتائب القسّام قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق معبر رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

من جانبها، أعلنت قوات الشهيد عمر القاسم استهدافها بالتعاون مع كتائب شهداء الأقصى - فلسطين قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور «نتساريم» بصواريخ قصيرة المدى.

من ناحيتها، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية انطلاق صفارات الإنذار في منطقة كرم أبو سالم، مضيفةً أنّه جرى إطلاق 6 قذائف هاون باتجاه محيط الموقع.

وأكّد قيادي في المقاومة الفلسطينية، أنّ احتلال معبر رفح «يهدّد بانهيار المفاوضات»، مؤكّداً أنّ حماس تعدّ ذلك «عملاً استفزازياً متعمّداً لعرقلة المفاوضات».

يأتي ذلك بعدما اقتحمت دبابات الاحتلال الإسرائيلي مرافق معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، ما أدّى إلى توقّف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى قطاع غزّة. وكانت نفّذت المقاومة الفلسطينية عدّة عمليات مستهدفةً محور «نتساريم»، ومستوطنات «غلاف غزة»، وموقع «زيكيم» الإسرائيلي، وموقع «صوفا» العسكري.

وفي وقت سابق، أعلنت حركة حماس أنّ أيّ عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهةً لـ «جيش الاحتلال الفاشي»، مُشدّدةً على أنّ المقاومة على أتمّ الاستعداد للدفاع عن شعبها، وإجهاض مخططات الاحتلال، وإفشال أهدافه.

على صعيد آخر قالت مجلة بوليتيكو -نقلا عن مسؤول أميركي- إن إدارة الرئيس جو بايدن علقت إرسال نوعين من القنابل الدقيقة من صنع شركة بوينغ إلى «إسرائيل»، مشيرة إلى أن واشنطن تتخذ إجراءات لتأخير نقل الأسلحة إلى تل أبيب بهدف «إرسال رسالة سياسية».

الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة