اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تطرق امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في اول اطلالة له الى كل الملفات، وقال: قررنا تسمية هذه الحرب «معركة اولي الباس» كما ثبت استمرار نهج السيد حسن نصرالله في كل الميادين والبقاء في مسار الحرب ضمن التوجهات المرسومة والتعامل مع تطورات المرحلة بحسبها، داحضا كل ما ساد الحياة السياسية في لبنان مؤخرا من كلام عن تبدلات في مواقف حزب الله وخطاباته، وان السرعة في التعيين الهدف منه ادارة المفاوضات القادمة، لكن الشيخ نعيم حدد الامور بوضوح وقال: اذا قرر الاسرائيلي وقف اطلاق النار فنحن نقبل لكن بالشروط التي نراها مناسبة ومؤاتية، لا نستجدي وقف اطلاق النار من احد، وكل الحراك السياسي الان هو «قرقعة بلا طحين»، ووجه الشيخ قاسم، رسائل للاسرائيلي والاميركي بعدم الرهان على هزيمة المقاومة، «والميدان هو الحكم بيننا وبينكم» مخاطبا الجميع بالقول «المقاومة بالف خير، لقد استعادت عافيتها سريعا، متحكمة في الميدان ولن تتراجع وستنتصر حتما والمطلوب فقط الصبر» وتحدث الشيخ قاسم عن صمود المقاومة الاسطوري في غزة ولبنان «ملحمة العزة» التي ستصنع مستقبل اجيالنا، واكد على الاستمرار بالقتال لايام واسابيع واشهر ولن اقول اكثر من ذلك، والمقاتلون على الجبهات ينتظرون الالتحامات، والمواجهات تحصل على الخطوط الامامية والعدو خائف، مؤكدا ان حزب الله لايقاتل نيابة عن احد بل من اجل لبنان وحمايته، وكما قلنا مرارا، لا نريد حربا لكن اذا فرضث علينا سنواجهها وننتصر، وطرح الشيخ نعيم قاسم كل المواضيع بثقة وجراة وصلابة «وراديكالية» واعطى اجوبة على كل الأسئلة، وخص النازحين وصمودهم بقسم كبير من كلمته، وجدد التاكيد بان الرئيس نبيه بري مفوض من قبل الحزب بالتفاوض السياسي، وان الحزب لديه الامكانيات لحرب طويلة، وجزم بان العدو لن يتمكن من تحقيق أهدافه بفضل لمقاومة، وليس بإمكانه المراهنة على الوقت لهزيمتنا ولا على ضغف قدراتنا وفصل الناس عنا، وتوجه الى نتنياهو متهكما «ربما أجلك لم يحن بعد» وراى، ان هذه المواجهة ستكشف زيف القيم الغربية «هؤلاء جماعة كذابين» وختم خطابه مستشهدا بكلام السيد حسن نصرالله «ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات» ونحن منتصرون، فاصبروا وصابروا.

وتحدثت معلومات عن هجوم سيبراني عطل البث التلفزيوني المباشر لقناتي الميادين والمنار أثناء إلقاء الشيخ نعيم قاسم كلمته لبعض الوقت فقط، وتم العودة بعد دقائق.

زوار موسكو

ينقل زوار موسكو ومن تواصل مع المسؤولين فيها وتحديدا بعد زيارة الوفد الروسي الرسمي الى تل ابيب عشية الضربة العسكرية على ايران، اجواء قاتمة وسوادوية جراء ما سمعه الوفد الروسي من رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو عن قراره بمسح حماس عن خارطة غزة واخراج مقاتليها الى اي دولة في العالم، وانهاء وتصفية حزب الله وابعاده الى ما قبل نهر الاولي، اي مسافة 45 كيلومترا وتسليم سلاحه وترحيل ما تبقى من قياداته العسكرية الى اي دولة وخلق منطقة عازلة في الجنوب بمسافة 5 كيلومترات، وحمل نتنياهو حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله وخلفهم ايران مسؤولية كل التوترات في المنطقة، رافضا كل ما حمله الوفد الروسي من مقترحات للوصول الى وقف للنار قبل انجاز القضاء على حماس وحزب الله مؤكدا استعداده لخوض حرب استنزاف طويلة لتصفية المقاومات واجتثاث القضية الفلسطينية وبناء الشرق الاوسط الجديد.

وحسب الزوار، فقد لاحظ المسؤولون الروس مدى القلق الذي يتحكم بنتنياهو عندما سالوه عن العملية العسكرية في الجنوب وطرحوا عليه سؤالا، ماذا لو صمد حزب الله على الأرض ؟ ماذا لو ارتفع قتلى الجيش الاسرائيلي وعمليات النزوح من المستوطنات الشمالية نتيجة القصف المتواصل لحزب الله ؟ وهنا ظهر القلق الواضح على نتنياهو ورد بان اسرائيل قادرة على تحمل الخسائر.

وحسب ما سمع الزوار، فان الطريق الوحيد لدفع نتنياهو للنزول عن الشجرة والقبول بالمفاوضات ووقف النار هو الصمود في الجنوب فقط وليس الاتصالات السياسية كونه يخشى فعليا الغرق بالرمال اللبنانية وتكرار التجارب المرة كما حصل بعد اجتياح 1982 وحروب 93 ـ 96 ـ 2000 ـ 2006.

هذه الاجواء عن جنون نتنياهو واصراره على الحسم بالميدان مهما كانت النتائج ورفضه الاتصالات الدبلوماسية ينقلها ايضا سفراء عرب وأجانب في بيروت مؤكدين استفادته من انشغال الإدارة الأميركية المطلق بالانتخابات وضعف الموقف الأوروبي والصمت العربي «المشبوه» وبالتالي فان الظروف مثالية لنتنياهو لفعل ما يريد.

في ظل هذه الاجواء، تؤكد مصادر عليمة ومتابعة للتطورات في بيروت، ان كل التسريبات والتصاريح عن اتصالات واجتماعات في الدوحة ومجيء هوكشتاين وماكغورك الى اسرائيل اليوم لإعلان وقف النار ليست الا ملهاة وغير صحيحة، واقصى ما يمكن التوصل اليه هدنة تريدها ادارة بايدن لاهداف انتخابية في الولايات المتارجحة التي تخشى فيها اصوات الناخبين اللبنانيين والعرب والمسلمين والنخب في الحزب الديموقراطي الرافضين لما تقوم به اسرائيل في غزة، والسؤال، هل يعطي رئيس الحكومة الاسرائيلية هذه الورقة لهاريس قبل الثلاثاء؟ الأمور مرهونة بالساعات والايام القادمة، رغم استبعاد هذا الاحتمال من قبل العديد من الدول الاوروبية والعربية كونهم تبلغوا اصرار نتنياهو على استسلام حزب الله وحماس وعدم اعطائهما اي فرصة لالتقاط انفاسهما، فرئيس الحكومة الاسرائيلية يطرح شروطا قاسية لوقف النار تضع لبنان تحت الوصاية الاسرائيلية سياسيا وامنيا مع حصار بري وبحري وجوي ونشر القوات الدولية لتنفيذ الحصار تحت الفصل السابع بعد زيادة عديدها بقوات المانية و بريطانية واميركية، ونشر 8 الاف جندي لبناني على الحدود واختيار عناصرهم بدقة والامرة تكون للقوات الدولية.

الحسم للميدان

الحسم للميدان والكلام للميدان حتى اشعار اخر والحرب طويلة واسرائيل بدات تدفع «الفاتورة»، والمقربون من محور المقاومة لديهم كل المعلومات عما يريده نتنياهو ويخطط له، واعدوا كل العدة لحرب طويلة وقاسية ولن يتراجعوا، وكل متر يتوغل فيه الجيش الاسرائيلي في الاراضي اللبنانية سيكلفه قتلى ودماء كثيرة، فاسرائيل غرقت في الرمال اللبنانية والوحل اللبناني ولن تخرج منها سليمة مطلقا وما انجزته سيتبخر على الارض، لان ما كانت تخشاه وتتجنبه قد وقع عبر التدخل البري الذي يواجه بمقاومة أسطورية ادت الى تعثر التقدم الاسرائيلي والوقوع بالكمائن اليومية واصطياد الجنود الاسرائيليين «كالعصافير»، وهنا يطرح السؤال على نتنياهو، ماذا بعد ؟ وماذا سيفعل لتغيير المعادلات على الأرض ودفع مقاتلي حزب الله الى الانسحاب من الجنوب ؟ هل يلجأ الى الفتنة الداخلية، ام الضغط على لبنان للتوقيع على الاستسلام، او الاستمرار بالحرب الى النهاية ومن دون افق، أو استخدام الاسلحة المحرمة دوليا وربما اللجوء إلى السلاح النووي ؟ كلها احتمالات صعبة امام نتنياهو، لكن مصادر دبلوماسية متعددة في بيروت تؤكد، انه اختار الاستمرار بالحرب والقصف والمجازر حتى لو كانت من دون اي معنى، هذا الخيار يشكل البداية للمازق الاسرائيلي والبدء بالنزول عن الشجرة بعد العجز عن اقامة المنطقة الامنة بالقوة وهزيمة مقاتلي حزب الله. ّ

الأرض المحروقة

في ظل هذه الاجواء، واصلت اسرائيل جنونها وسياسة الأرض المحروقة في بعلبك وصور والنبطية ومعظم قرى الجنوب، كما استهدفت

المسيرات المعادية سيارات عدة على طرقات عاريا وبشامون والقماطية مما ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، فيما واصل مجاهدو المقاومة الإسلامية تصديهم للقوات الإسرائيلية على مشارف مدينة الخيام واعلن الجيش الاسرائيلي عن سقوط 10 قتلى في المواجهات، كما قصفت المقاومة المستوطنات الاسرائيلية ووصلت صواريخها الى حيفا والخضيرة وعكا وصفد واصابت قواعد عسكرية اسرائيلية ذات استراتيجية هامة كما اعترف الإعلام الاسرائيلي.

محور المقاومة

وفي المقابل، فان محور المقاومة وبعد الاجتماعات العلنية والبعيدة عن الاضواء استعد لكل الاحتمالات والسيناريوات وانجز المطلوب لجهة:

1 ـ ترميم الاوضاع، ومعالجة ما اصاب المقاومة بين منتصف أيلول واواخر تشرين، وظهر ذلك على الأرض واضحا من خلال السيطرة والقرار والقتال الاسطوري، وترجم ذلك بانتخاب الشيخ نعيم قاسم امينا عاما لحزب الله.

2 ـ المقاومة لن ترفع الإعلام البيضاء وقرارها القتال والحرب الطويلة ومرتاحة للتطوات العسكرية على الارض، والتواصل بين القيادة واخر مقاتل في الجنوب والبقاع مؤمن لحظة بلحظة.

3 ـ الإمدادات للمقاتلين يومية، والقيادة تؤمن كل الاحتياجات البشرية واللوجيستية

4 ـ قرار محور المقاومة واحد من لبنان الى اليمن بالقتال والصمود

5 ـ ايران تخلت عن الصبر الاستراتيجي وتؤمن كل ما تحتاجه جبهات القتال، ورفعت من مستويات الدعم الى اقصى الحدود ولن تترك الساحات من اليمن الى بيروت.

6 ـ سوريا في قلب المواجهة وستقاتل في حال تقدم الجيش الاسرائيلي من الجولان باتجاه المصنع مع الاف المقاتلين من العراق واليمن وفصائل المقاومة وصولا الى باكستان، وهناك الاف الاسئلة عن الدور التركي، ولماذا لايتدخل للجم المسلحين في ادلب الذين ينفذون العمليات اليومية على الجيش السوري ويستغلون الاوضاع في الجولان للهجوم على حلب مجددا.

7 ـ هناك غرفة عمليات موحدة لقوى المقاومة تقود المواجهات وتعرف ماذا تريد وتحدد التوقيت.

8 ـ كل ما يسرب عن محور المقاومة وتراجعه وعقده الصفقات والتسويات لاعلاقة له بالواقع لامع اميركا ولا مع غيرها، والكلام للميدان فقط مهما طال امد المعارك .

لبنان لن يستسلم

في ظل هذه الاجواء، يتصاعد الضغط الاسرائيلي على لبنان للقبول بالشروط الاسرائيلية الاميركية التي توازي الاستسلام،

وفي المعلومات، ان الرئيس نبيه بري الذي يقود المفاوضات مع الرئيس نجيب ميقاتي ابلع موقفه للموفدين وهو ينتظر الاجوبة، لكنه لن يتنازل عن حق واحد من حقوق لبنان لو ضغط عليه العالم كله، ولن يبدا المفاوضات قبل وقف النار،. وسيدافع عن المقاومة حتى الرمق الاخير مهما بلغت التهديدات، وهو يعرف كيف يقود ويجري الاتصالات «ومدوخ» بحنكته السياسية الجميع، ويعرف حجم المهام الملقاة عليه جنوبا وبقاعا وما اصاب الضاحية الجنوبية «ربع الوطن» وصولا الى كل لبنان بعد استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ويعرف ما اصاب اهله وبيئته من ويلات لا يتحملها العقل البشري منذ قيام دولة الاحتلال، وتؤكد المعلومات، ان بري لا ينحني امام الضغوط والتهويلات الداخلية والخارجية مهما بلغ حجمها، وهو امين على المقاومة وتضحياتها وحريص على دورها. ولايتراجع امام مندوب ورسائله، ويتعامل بصبر وحكمة ونفس طويل وسعة صدر، ويعرف التركيبة اللبنانية ومع تطبيق الـ 1701 كما طبق عام 2006 بما يحفظ كرامة لبنان، وقادر على حماية السلم الداخلي بالتعاون مع الجميع، ويبقى السؤال، لماذا الإضاءة في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فقط على الحوادث الفردية في بعض القرى بين المقيمين والنازحين واستغلالها والتبشير بالفتنة والحرب الاهلية ؟ لماذا التحريض على النازحين من الباب الطائفي والمتغيرات الديموغرافية ؟ لماذا الدعوات الى عدم بيع الاراضي حاليا والخوف من تملك الشيعة في المناطق التي نزحوا اليها؟ والسؤال، لماذا يتم تجاهل الحالات الايجابية وكيف تم استقبال النازحين في كل المناطق اللبنانية وكيف فتحت المنازل لابناء الجنوب وكيف استضاف الاف اللبنانيين النازحين في منازلهم دون اي مقابل مادي ؟ لماذا يتم تجاهل اجواء الوحدة والتلاقي، وكيف تم تأسيس الجمعيات واللجان وتنظيم التبرعات لدعم النازحين؟ لماذا يتم تجاهل التقديمات الإنسانية للقوات اللبنانية والكتائب والاحرار في مناطق كسروان وجبيل والمتن وبشري ودير الاحمر التي فتحت كنائسها؟ لماذا تجاهل ما يقدمه التيار الوطني الحر من مساعدات وهذا الامر يسري على كل الشخصيات والفاعليات المسيحية ومن كل المناطق ؟ لماذا لاتتم الإضاءة على ما يقوم به جنبلاط وارسلان في مناطق الجبل ومتابعتهما لادق التفاصيل بشان النازحين وتامين حاجياتهم بدلا من التركيز على حوادث فردية وتعميمها من اجل خلق الفتن، هذه الاجواء الايجابية في كل المناطق، تؤكد ان الوحدة الوطنية بالف خير وأبواب الفتنة أقفلت وانتهت، والحرب الداخلية لن تعود مهما فعل زوار السفارات والاجهزة الخارجية، وهذا الامر موضع توافق داخلي بين جميع القوى السياسية رغم الخلافات على رئاسة الجمهورية وغيرها من القضايا.  

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال