اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعدّ السكري أحد الأمراض المزمنة الخطرة التي باتت تؤرق المجتمعات كافة، بيد أنّ إصابة الأطفال بهذا المرض تشكل هاجسًا كبيرًا على كافة المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية. ففي السابق، كان يُنظر إلى السكري على أنه مرض يصيب كبار السن، إلا أنّ الإحصائيات الحديثة تُشير إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات إصابة الأطفال بالسكري على مستوى العالم، وهو ما يُنذر بخطرٍ جسيمٍ يهدد صحة أجيالنا المقبلة.

أسباب تزيد من خطر إصابة الأطفال بالسكري

السكري مرض مزمن طويل الأمد يؤثر في كيفية استخدام الجسم للسكر أو الغلوكوز في الدم للحصول على الطاقة. يُعدّ السكري من الأمراض الشائعة بين البالغين، لكنه للأسف أصبح يشكل هاجسًا متزايدًا بين الأطفال أيضًا. وفي حديث خاص لـ "الديار"، كشف اختصاصي طب الأطفال الدكتور نيكولا عيد،  أسباب تزيد من خطر إصابة الأطفال بالسكري أهمها:

- زيادة الوزن والسمنة: قلة النشاط البدني والاعتماد على الأطعمة السريعة والمصنعة يزيدان من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري يزيد من احتمالية الإصابة به.

- قلة الرضاعة الطبيعية: يُعدّ حليب الأم الغذاء الأمثل للرضع، حيث يوفر له العناصر الغذائية اللازمة لنمو سليم، وقد أظهرت الدراسات ارتباطًا بين قلة الرضاعة الطبيعية وارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول.

- أسباب أخرى: قد تؤدي عوامل أخرى دورًا في الإصابة بالسكري، مثل التعرض للفيروسات أو بعض الأدوية.

دور الآباء في التعامل مع مرض السكري

إنّ تشخيص إصابة الطفل بالسكري يُعد صدمة للآباء، لكن مع المعرفة والمتابعة الطبية والتأقلم مع الوضع، فبحسب اختصاصي طب الأطفال، يمكن للآباء تأدية دور رئيسي في مساعدة أطفالهم على التعايش مع المرض والعيش حياة طبيعية قدر الإمكان من خلال:

- التعرف الى مرض السكري: من الضروري للآباء فهم ماهية السكري وأنواع العلاج المتاحة ومراقبة مستويات السكر في دم الطفل بشكل منتظم.

- التغذية الصحية: اتباع نظام غذائي صحي متوازن يحد من السكريات والدهون المشبعة والاعتماد على الألياف والبروتين والخضراوات والفواكه.

- النشاط البدني: تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بانتظام، حيث يساعد النشاط البدني على تحسين حساسية الجسم للأنسولين.

- الدعم النفسي: يُعدّ التعايش مع مرض مزمن مثل السكري أمرًا صعبًا على الطفل، لذلك فهو بحاجة إلى دعم نفسي ومعنوي من أهله ومحيطه. لذا، يجب على الآباء إظهار الحب والتفهم لطفلهم، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره ومخاوفه، وتقديم المساعدة والدعم له في جميع الأوقات.

فمع تضافر الجهود من قبل الآباء والأطباء والمجتمع، يمكننا مساعدة الأطفال المصابين بالسكري على العيش حياة صحية وسعيدة ونُمكنهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.

الفرق بين السكري من النوع الأول

والنوع الثاني عند الأطفال

واكد عيد إن مرض السكري هو من الأمراض المزمنة التي تُعيق قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل فعال للحصول على الطاقة. يُصنف مرض السكري إلى نوعين رئيسيين، وهما النوع الأول والنوع الثاني، ويمكن أن يُصيب كلا النوعين الأطفال. مع ذلك، توجد اختلافات جوهرية بينهما من حيث الأسباب والأعراض وطرق العلاج.

- مرض السكري من النوع الأول: يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. الأنسولين هو هرمون ينقل السكر من مجرى الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة. بدون الأنسولين، يرتفع مستوى السكر في الدم. السبب الدقيق وراء مهاجمة جهاز المناعة للخلايا غير معروف، ولكن يعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تؤدي دورا.

- مرض السكري من النوع الثاني: يحدث عندما لا ينتج الجسم كمية كافية من الأنسولين أو لا تستطيع الخلايا استخدام الأنسولين بشكل صحيح. على عكس النوع الأول، لا يرتبط النوع الثاني بخلل في المناعة. يعتبر الوزن الزائد وقلة النشاط البدني من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسكري من النوع الثاني.

إلى ذلك، يُعد فهم الاختلافات بين مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني عند الأطفال أمرًا بالغ الأهمية، لضمان تشخيص دقيق ووضع خطة علاج مناسبة. في حال وجود أي قلق بشأن إصابة طفلك بالسكري، يُنصح باستشارة الطبيب على الفور.

الأكثر قراءة

«حبس انفاس» بانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة والردّ الإيراني صمود المقاومة براً يضع حكومة العدو أمام خيارات «أحلاها مرّ» قائد الجيش «مُستاء» ويكشف معطيات عن الإنزال: تعرّضنا للتشويش