اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الإنفتاح على الخصم السياسي، هو مفهوم يعبر عن قدرة الفرد على قبول وتقبل وجهات نظر وآراء الخصم السياسي ، دون أن ينخرط في الصراعات أو التوترات الناتجة عن الخلافات السياسية. ويعتبر الإنفتاح على الخصم السياسي من أهم السمات التي تحتاجها المجتمعات لتحقيق التنمية والتقدم وفي الأخص في مجتمعاتنا العربية وفي لبنان على الخصوص.

يعبر الإنفتاح على الخصم السياسي عن رقي الفكر وتطور الوعي السياسي لدى الأفراد، حيث يساعد على تحقيق الحوار والتفاهم بين الأطراف المتنازعة ويسهم في إيجاد حلول سلمية للنزاعات السياسية. فالقدرة على الاستماع لآراء الآخرين وتقبلها، دليل على النضج الفكري والاحترام لحقوق الآخرين في التعبير عن آرائهم.

نشهد مؤخرا على العديد من الإتصالات واللقاءات السياسية لأخصام الماضي القريب، وهذا دليل عافية إذ أن الإختلاف في الرأي السياسي والمشروع الحزبي لا يفسد في الود قضية، ولا يمنع من التلاقي على الكثير من النقاط المشتركة والبناء معا ،للتوصل مستقبلا الى نقاط مشتركة اخرى. في الكثير من الأحيان يكون التقوقع السياسي هو الحاجز الاول لعدم معرفة الآخر، فالتقوقع في اي مجال هو جهل بامتياز. إذا ما على الاخصام السياسيين او في اي مجال كانوا، ان يبدأوا بأنفسهم والخروج من شرنقة العزلة والتشبص بالرأي (انا او لا احد)، والمضي الى استماع الرأي المقابل المختلف. وبهذه يكون الشخص قد خطا اول خطوة من مشوار معرفة الآخر وتقبله والتفاعل معه.

علاوة على ذلك، يعتبر الإنفتاح على الخصم السياسي أحد أسس الديموقراطية ونجاح العملية السياسية، فهو يعزز مبادئ الحوار والتفاهم، ويسهم في بناء جسور التواصل بين الأطراف المتصارعة. كما أنه يساعد على إحداث التغييرات الإيجابية في المجتمع من خلال التفاوض والتعايش السلمي.

من الضروري أن تنتهج كل الأحزاب اللبنانية سياسة الانفتاح على الآخر، وتعزيز ثقافة التعرف على الخصم السياسي، وتشجيع النقاش بين افراد القواعد الحزبية لديها، من خلال اللقاءات الحوارية والتثقيف السياسي وتبادل الافكار والخبرات، لبناء القدرات على كافة المستويات.  بالإضافة الى التبادل الثقافي بين الأفراد، من خلال تعزيز قيم الاحترام والتسامح والاحتفاء بالتنوع الفكري. ويجب أن تكون هذه القيم جزءا من الثقافة السياسية للمجتمع، لأنها تعزز الاستقرار والتعايش السلمي بين الفئات المختلفة. ففي الامارات العربية مثلا هناك وثيقة المليون متسامح، اطلقت الكترونيا لنشر ثقافة التسامح بين الشعوب، لحث كل فرد ان يبدأ هذا المشوار مع نفسه ومع محيطه ومن ثم مجتمعه.

وإذا عدنا الى السنوات القليلة الماضية، نستعيد ما قد قام به رجال السلام والتلاقي البابا فرنسيس وشيخ الازهر، فقد جسدت وثيقة الأخوة الانسانية التي ابرمت بين الطرفين اعلى مراتب التسامح والإنفتاح والسلام بين الشعوب.

 الإنفتاح على الخصم السياسي موهبة جميلة ونعمة ربانية فهي سمة إيجابية، تعكس رقي الفكر وتطور الحضارة، وهي تعزز الديموقراطية وتعكس قدرة المجتمع على التعايش والتفاهم وبناء علاقات انسانية . لذلك، يجب على الأفراد والمجتمعات السعي نحو تعزيز هذه القيم وتحقيق التنمية الشاملة من خلال الحوار والتفاهم بين الجميع.

نعم، حوار الفكر بين الشعوب ضرورة في حياة اي بلد كان، لذا يجب أن نربي أنفسنا وأولادنا على ثقافة الحوار، فالحوار هو لغة الرسل والأنبياء.

 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»