البيت هو المدرسة الأولى للطفل

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قيل لنابليون... في اي سن يجب ان تبدأ تربية الطفل؟ أجاب: "قبل أن يولد بعشرين سنة..."  المقصود تربية امه. وقال شاعر النيل حافظ ابراهيم: الأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراق". فلكي يبقى عالم الام والطفل عالماً شعرياً فلنهيء "أما" تهيئة صالحة تستطيع هي، بدورها ان تهيء طفلا يغدو، فيما بعد مواطناً صالحاً وانساناً كريماً، يمكن القول ان الطفل صورة أمه.

فالبيت هو المدرسة الاولى للطفل، والام فيه، هي المعلم الاول لطفلها. فالام مدعوة لان تخاف على طفلها، فالطفل بهجة الدنيا هذا العنوان يختصر الابتسامة الامل، والفرحة شعار الاهل اولاً وآخراً.

بلسم الجراح وفلذة الاكباد، ومتى ساءت تربية الطفل ـ غدا للوطن، في المستقبل مواطنون اردياء... اما المساعد الاكبر في التنشئة في مسلسل الطفولة الرائع، فهو المدرسة ربما لم تقل رعاية المدرسة للطفل عن رعاية الأم له، فكلتاهما مؤهلة لان تمثل دورها بنجاح كبير اذا كانت هناك الارادة الطيبة، وكان الحرص على الوفاء للعمل الرسولي هذا! فالمعلمة هي لتلميذها الأم الثانيةّ! ذلك يعني انها المعلمة، المربية! فهي مدعوة ايضاً بالحاح، لان تربيه وتهذبه فتنمي في اعماقه بذور الحب، والحق والجمال والكرم والشجاعة والذوق والعنفوان، هذه قيم انسانية، يجب ان يتدرب المرء على التحلي بها منذ طفولته، الى جانب سعيه وراء شتى العلوم. الام والمدرسة مؤسستان تصغر دونهما جميع مؤسسات الارض، مؤسسات الدنيا كلها لا تستطيع ان تطلع مثل الذي تطلعه الام والمدرسة.

من هنا رعاية الطفل تبرز في طليعة من تجب رعايته. من المعروف ان الطفل يتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه، وان حب الام له وحنانها وعطفها عليه والتفاهم العائلي، وعلى العلوم البيئة التي حوله، هي الوحيدة التي تحميه من الاضطرابات النفسية وخيبة الأمل التي يمكنها ان تؤثر على سلوكه ونشأته، اذ ان الطفل قادر على التحكم بعواطفه وانفعالاته في محيط يشعر فيه بأنه محبوب ومرغوب فيه وهو يميز ايضاً بين الحب الحقيقي  والحب الكاذب. لذلك يجب ان يشعر طفلك  بالحب الكامل المملوء بالاحترام لشخصه ولحريته، وبأنه يمكنه أن يثق بك ويعتمد عليك عند اللزوم دون ان يكون حبك له حباً خانقاً ومكبلاً او مانعاً او ملتصقا به وله. وأهم ما يمكنك ان تبذلي لطفلك هو العناية بتربيته وطرق حل مشاكله والحب وقبول ما هو عليه وتوجيهه تدريجا في الحياة.