في بلدة ريحا البقاعية، التي تشكّل عمقًا عشائريًا واجتماعيًا لعشيرة آل زعيتر، كُتب مشهد جديد في تاريخها المحلي: انتخاب مختارين شابين، هما يحيى كرم زعيتر وعلي سعدون زعيتر، لم يتجاوزا الخامسة والثلاثين من العمر، بنسبة تأييد قاربت الـ80% من أصوات الناخبين.
الحدث بحد ذاته ليس مجرد رقم انتخابي أو مفارقة زمنية، بل هو نقلة نوعية في الوعي الجماعي لبلدتنا، التي لطالما اعتادت أن يكون المختار من كبار السن، استنادًا إلى منطق الخبرة والمكانة الاجتماعية المتوارثة. اليوم، ريحا تقول بثقة: الشباب أهل للمسؤولية، والقيادة ليست حكرًا على جيل دون آخر.
لكن الأهم، وهنا جوهر التقدّم الحقيقي، أن هذا التحوّل لم يأتِ على حساب العادات والتقاليد التي نعتز بها ونتمسك بها كأبناء مجتمع عشائري راسخ في انتمائه. بل على العكس، إن تمسكنا بهذه الثوابت هو ما منح التجربة مصداقية، وهو ما جعل الناس يختارون التجديد من داخل البيت العشائري، لا من خارجه.
لقد أثبتت ريحا أن احترام الأعراف لا يتناقض مع التطور، وأننا قادرون على صوغ نموذج متوازن: نمنح فيه الشباب دورهم الطبيعي في القيادة، دون أن نتخلى عن هيبة الكبار، ولا عن نسيجنا الاجتماعي المتماسك.
في ريحا، الشباب لم ينتزعوا موقعهم، بل نالوه بتزكية مجتمعهم. وهذا، بحد ذاته، يفتح باب الأمل واسعًا أمام تجربة يمكن أن تلهم قرى وبلدات أخرى تبحث عن تجديد داخل إطار الثوابت.
ولا يمكن الحديث عن ريحا دون أن نذكر أنها بلدة مقاومة، قدّمت أبناءها شهداء وجرحى في مواجهة العدو الإسرائيلي، وكانت دومًا حاضنة للخط الوطني المقاوم. واليوم، فإن الجيل نفسه الذي حمل السلاح دفاعًا عن الأرض والكرامة، يتحمّل مسؤولية خوض معركة من نوع آخر: معركة الإنماء والحداثة، وبناء الدولة من قلب المجتمع، لا من هوامشه.
يتم قراءة الآن
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
هل سيستقبل لبنان الشيباني بعد تهديدات الشرع؟ موسم الاصطياف ينعش لبنان رغم شائعات الحرب قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى والجنوب محاصر بالمسيّرات
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:58
وكالة "سانا": رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع يتوجه الى أذربيجان في زيارة رسمية
-
11:48
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: حالياً يعيش نحو مليون وربع المليون شخص في القطاع حالة جوع كارثي
-
11:48
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: يعاني 96% من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي بينهم ما يزيد على مليون طفل
-
11:45
مكتب الإعلام الحكومي بغزة: خطر المجاعة يتفاقم والموت يهدد مئات الآلاف بينهم 650 ألف طفل وسط صمت دولي مخز.
-
11:45
مكتب الإعلام الحكومي بغزة: مليون وربع يعيشون جوعا كارثيا ويعاني 96% من السكان مستوى حادا من انعدام الأمن الغذائي.
-
11:41
الجيش الإسرائيلي: هاجمنا 250 هدفا في غزة خلال 48 ساعة
