اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



حسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ما ستكون عليه جبهة الاسناد لغزة من جنوب لبنان، وفي بقعة جغرافية محدودة وقواعد اشتباك مدروسة بعدم توسع الحرب، الا اذا لجأ العدو الاسرائيلي الى ذلك، فان المقاومة مستعدة لاي تطور عسكري في الميدان.

فالعمليات العسكرية لن تتوقف في الجنوب بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي، قبل وقف الحرب "الاسرائيلية" التدميرية على غزة، التي ومنذ حوالى ثمانية اشهر لم يحقق الجيش "الاسرائيلي" اهدافه، التي وضعتها له حكومة الاحتلال الاسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يغرق في وحل غزة ويريد انتصارا لن يحصل عليه، كما قال السيد نصرالله الذي بدا متفائلا بانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، كما في الضفة الغربية والاراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 ، اضافة الى ساحات المقاومة في كل من لبنان والعراق واليمن وايران وحتى سوريا ايضا.

 وقد اكد السيد نصرالله أن الكيان الصهيوني يمر في اخطر مرحلة منذ اغتصابه لفلسطين قبل 75 عاما، اذ بات الجيش "الاسرائيلي" في حالة تآكل وضعف بالرغم من الدعم الاميركي له،فهو لم يعد الجيش الذي لا يهزم وفق ما يؤكد السيد نصرالله، الذي كان خطابه في الذكرى الثامنة لاستشهاد مصطفى بدر الدين مفصليا في عرضه لما آلت اليه عملية "طوفان الاقصى"، التي نفذتها "كتائب القسام" الجناح العسكري المقاوم لحركة حماس، اذ بين السيد نصرالله الانتصارات التي تحققت منذ 7 تشرين الاول 2023 على كل المستويات، فحلت القضية الفلسطينية في اعلى الاهتمام الدولي الرسمي والشعبي، بعد ان ظن العدو الاسرائيلي وحلفاؤه انها ستنسى مع الوقت ويتم تثبيت الكيان الغاصب، بعد ان استسلمت له انظمة عربية واقامت التطبيع معه.

واظهر السيد نصرالله في خطابه الانجازات التي حققتها المقاومة الفسلطينية وتضامن ساحات المقاومة معها، والتي لن يتم التخلي عنها وتركها وحيدة في المعركة الوجودية، اذ قرأت مصادر حزبية متعددة في خط المقاومة في خطاب الامين العام لحزب الله انه يقترب من اعلان الانتصار كما في خطاب التحرير في 25 ايار 2000 في بنت جبيل،  او ذلك الذي اعلنه بعد توقف الحرب صيف 2006 ، التي هزم فيها الجيش "الاسرائيلي". واكدت المصادر ان ما ورد في موقف السيد نصرالله بذكرى الشهيد بدر الدين، هو رسم المشهد الذي ستنتهي اليه الحرب على غزة والمواجهة العسكرية في جنوب لبنان، فكشف السيد نصرالله عن ان الموفدين الدوليين الذين اتوا الى لبنان لوقف الاعمال العسكرية وتهدئة الوضع في الجنوب للتخفيف عن "اسرائيل"، تبلغوا بان لا فك لارتباط بين الجبهتين في غزة والجنوب، وان المعركة فتحها حزب الله اليوم التالي لعملية طوفان الاقصى وبدء الحرب "الاسرائيلية" على غزة، ولن يوقفها قبل انتهاء اسبابها.

وقطع السيد نصرالله الطريق على كل من اتى وسيحضر الى لبنان لتنفيذ القرار 1701 وعودة الهدوء الى الجنوب، بان هذا الموضوع خارج البحث والنقاش، وان وقف الحرب يبدأ في غزة وتتوقف العمليات العسكرية مباشرة في جنوب لبنان، وفق ما قالت المصادر التي تابعت خطاب السيد نصرالله وخلصت الى انه يتحدث من موقع القوة وليس من الضعيف، فلبنان لم يطرح وقف اطلاق النار او العمليات العسكرية، بل العدو الاسرائيلي هو الذي استنجد باميركا وفرنسا خصوصا ودول اخرى، كي يمارسوا ضغطا على لبنان لثني حزب الله عن استمرار المعارك في الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، وطلب قادة العدو وعلى رأسهم نتانياهو الحل السياسي والعمل على تطبيق القرار 1701 لجهة عدم وجود مسلحين جنوب نهر الليطاني، وان يمارس الجيش اللبناني مع القوات الدولية مهامه بمنع وجود مسلحين واقامة "حزام امني" يحمي امن "اسرائيل"، لكن لبنان رفض الطلب "الاسرائيلي" الذي حمله الموفدون، وعادوا بجواب واضح من حزب الله عبر الوسطاء اللبنانيين ومنهم الرئيس نبيه بري ،الذي طلب ان يبدأ تنفيذ القرار من جانب العدو الاسرائيلي.

من هنا، فان خطاب الفصل للسيد نصرالله كان واضحا وصريحا وجريئا، بان جبهة الجنوب لم يفتحها حزب الله مساندة لغزة واشغال العدو الاسرائيلي كي يقفلها، في وقت يستمر الجيش "الاسرائيلي" في القتل والتدمير والتهجير، ولم تتمكن الادارة الاميركية ولا الرئاسة الفرنسية من فرض وقف اطلاق النار في غزة على نتنياهو ، المصر على استمرار الحرب ولو كلفته نهايته السياسية الحتمية واندحار جيشه.

فما اعلنه السيد نصرالله في خطابه، وتقديمه قراءة لما يجري في غزة والاحتمالات الممكنة والمتوقعة، فانه وضع خارطة طريق لمستقبل الصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني، الذي توقع له الامين العام لحزب الله الزوال، وهذا ما يعلن عنه قادة سياسيون وعسكريون و"حاخامات اسرائيليون" بان "اسرائيل" تعيش زمن خرابها الثالث.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»