اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أكد الجيش الروسي أنه يتقدم بعمق في الخطوط الدفاعية الأوكرانية في منطقة خاركيف  في شمال شرق البلاد، في حين قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة له لكييف، إن مساعدات أميركية بدأت في الوصول إلى أوكرانيا.

فقد قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن القوات الروسية -التي تشن حاليا هجوما بريا بمنطقة خاركيف- سيطرت على بلدة بوغروفاتكا القريبة من الحدود الروسية ومن مدينة فوفتشانسك الأوكرانية و «تقدمت بعمق في دفاعات العدو». كما قالت وزارة الدفاع الروسية إنّ أنظمة الدفاع الجوي أسقطت فوق منطقة بيلغورود، جنوب غربي روسيا، 25 صاروخا أطلقت من أوكرانيا، كما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية أيضا صاروخين و6 قنابل جوية مسيرة وموجهة فوق مقاطعة بيلغورود. وقد أصيبت امرأة بجروح خطرة، كما أدى القصف إلى ضرر كبير في المباني السكنية والمركبات، وانقطاع الكهرباء في بعض المناطق.

وأكدت وسائل الإعلام الروسية أن «العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مستمرة»، مضيفة أن الجيش الروسي «يحبط محاولات قوات كييف شن هجمات مضادة، ويتقدم على مختلف المحاور ملحقا بالعدو خسائر فادحة بالعتاد والأرواح».

في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن أنظمتها للدفاع الجوي دمرت 18 طائرة هجومية مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل على الأراضي الأوكرانية «منها منطقة كييف ومناطق الخطوط الأمامية»، مضيفة أن روسيا أطلقت صاروخا باليستيا من طراز إسكندر-إم. ولم يتضح بعد مصير الصاروخ.

قصف مكثف

كما أعلنت كييف تعرض 30 بلدة في شمال شرق أوكرانيا لقصف روسي، في حين تواصل موسكو هجومها في منطقة خاركيف؛ حيث استولت على عشرات الكيلومترات المربّعة في غضون أيام وأجبرت الآلاف على المغادرة.

وقال حاكم المنطقة أوليغسينيغوبوف: «تعرضت أكثر من 30 بلدة في منطقة خاركيف لقصف مدفعي وقذائف هاون من جانب العدو». وأوضح أنّ 5762 شخصا أخلوا هذه البلدات منذ بدء القتال. وعبرت القوات الروسية الحدود لشن هجوم باتجاه بلدتي ليبتسي، وفوفتشانسك الواقعتين على بعد حوالي 50 كيلومترا شمال شرق خاركيف ثاني مدن البلاد.

و في كلمته المسائية أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده تنفذ «هجمات مضادة» و»تدمّر مشاة ومعدات المحتل». وأضاف أن كييف لاحظت «أنشطة معادية» تشمل انتشار مجموعات تخريب وضربات على منطقتَي سومي وتشرنيغيف الحدوديتين شمال أوكرانيا.

من جهته قال رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أولكسندرليتفينينكو إن «أكثر من 30 ألف» جندي روسي يشاركون في الهجوم البري الروسي الجديد في خاركيف.

ودخلت القوات الروسية أوكرانيا قرب خاركيف لتفتح جبهة شمالية شرقية جديدة في الحرب التي تدور رحاها إلى حد بعيد في الشرق والجنوب منذ عامين تقريبا.

زيارة بلينكن

ومع استمرار القصف المتبادل استهل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم زيارة إلى كييف لم يعلن عنها من قبل لطمأنة أوكرانيا، والتأكيد على «دعم واشنطن الثابت لكييف». وأكد بلينكن في منشور له على منصة «إكس» أن واشنطن «ستواصل دعم أوكرانيا التي تدافع عن حريتها ضد العدوان الروسي».

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ حزمة مساعدات عسكرية أميركية بدأت بالوصول إلى أوكرانيا، وسيصل مزيد منها قريبا، مشيرا إلى أنّ هذه الدفعة ستحدث فارقا حقيقيا في المواجهات مع الجيش الروسي. وجاءت تصريحات بلينكن خلال محادثات أجراها مع الرئيس الأوكراني فولوديميرزيلينسكي في كييف التي وصلها في زيارة لم يعلن عنها من قبل.

من جانبه، قال زيلينسكي إنّ بلاده بحاجة إلى بطاريتين للدفاع الجوي لاستعمالهما في المعارك الدائرة في خاركيف الآن، مؤكدا أن العجز الأكبر لدى أوكرانيا هو في الدفاع الجوي.

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن سيلتقي في كييف الرئيس زيلينسكي، إلى جانب مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى. وأضاف ميلر أن الزيارة ستتخللها مباحثات حول تأثير المساعدات الأمنية والاقتصادية الأميركية الجديدة، وجهود دعم التعافي الاقتصادي لأوكرانيا.

يشار إلى أن زيارة بلينكن إلى كييف هي الرابعة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط عام 2022، وتتزامن مع مواجهة كييف حاليا هجوما روسيا جديدا شمال شرقي البلاد.

وأعلنت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي حزمة أخرى من المساعدات العسكرية لكييف يبلغ مجموعها نحو 400 مليون دولار.

وتشمل تلك المساعدات ذخيرة لنظام الدفاع الجوي باتريوت، وقاذفات صواريخ متعددة إضافية من طراز «هيمراس» مع الذخيرة، إضافة إلى صواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات وذخيرة مدفعية عيار 155 و105 مليمترا.

وأكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان أن الإدارة الأميركية تحاول تسريع وتيرة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، إلا أنها لن تنقل حزم المساعدات العسكرية إليها أسبوعيا.

وقال سوليفان خلال مؤتمر صحفي «إن  التأخير لمدة 6 أشهر في تقديم المساعدة لأوكرانيا، وضع الأخيرة في مأزق». مضيفا أن واشنطن تعتزم مساعدة كييف على «الخروج من هذا المأزق في أقرب وقت ممكن».

يذكر أن روسيا تسيطر حاليا على نحو 18% من أوكرانيا، وتحرز تقدما منذ فشل كييف في تحقيق تقدم كبير في هجومها المضاد على القوات الروسية العام الماضي. 

الأكثر قراءة

احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة! «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة