اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لم تهدأ جبهة الجنوب اللبناني التي تشهد منذ ايام تصعيدا ملحوظا، حيث استطاع حزب الله زيادة وتيرة ومستوى ضرباته ورده على الاعتداءات الاسرائيلية بعد ادخال اسلحة جديدة الى المعركة باستخدام المسيرات القاصفة والانقضاضية في ان معا باستهداف احدى القواعد العسكرية الحيوية الاسرائيلية، وتكثيف قصفه بصواريخ ثقيلة مواقع وتجمعات جنود العدو.

صواريخ دفاع جوي لحزب الله؟

وعكست وسائل الاعلام الاسرائيلية امس ظهور قدرات متنامية للحزب في المواجهات الدائرة، وتحدثت عن معلومات حول حصوله على صواريخ حديثة مضادة للطائرات والاهداف الجوية، محذرة من تأثيرها في المعركة.

واشنطن لعدم توسيع جبهة لبنان

في هذا الوقت نقلت محطة الحدث السعودية عن مصادر اميركية ان ايران ابلغت مسؤولين اميركيين ان حزب الله خط احمر، وان واشنطن يهمها منع امتداد الصراع وعدم شن «إسرائيل» حربين في غزة ولبنان.

واكدت المصادر الاميركية «ان لا اسرائيل ولا حزب الله يريدان الدخول في حرب مفتوحة»، معتبرة ان الاوضاع على الحدود ما زالت تحت السيطرة لكن التصعيد قد يفجر الوضع.

وقالت ان ادارة الرئيس بايدن تحاول استباق تفجر الاوضاع بين لبنان و «إسرائيل» بالتوصل الى تفاهمات بينهما.

مصدر لبناني: لدى حزب الله مفاجآت جديدة بالمعركة

وفي شأن الوضع على جبهة الجنوب اللبناني، قال مصدر لبناني مطلع لـ «الديار» امس ان هناك تصعيدا متناميا في المواجهات منذ ايام، وهناك توسعا جغرافيا واضحا في الاستهدافات المتبادلة، فمقابل الاغتيالات الاسرائيلية لمقاومين وقياديين ميدانيين في عمق الجنوب والبقاع، نفذ حزب الله ضربات بالصواريخ والمسيرات في مناطق بعيدة منها القاعدة العسكرية الاسرائيلية في منطقة طبريا على بعد ٣٥ كيلومترا من الحدود بالاضافة الى قاعدة اخرى للعدو في عمق الجولان.

واضاف المصدر ان هذا التصعيد لا يزال ضمن قواعد الاشتباك بالمعنى العسكري، مستبعدا تحول الوضع لحرب واسعة او انفلات هذه المواجهات.

لكنه اضاف «ان التصعيد مرشح للاستمرار، وربما ياخذ مداه في المرحلة المقبلة. وان حزب الله يملك قدرات وسيكون لديه مفاجآت اخرى مثلما فاجأ العدو منذ اندلاع المعركة وحتى اليوم».

وعلى الصعيد الميداني، نفذ حزب الله امس سلسلة من الضربات والاستهدافات لمواقع وتجمعات جنود العدو، واستهدف بمسيرة هجومية انقضاضية تموضعا لجنود العدو في ثكنة راميم وحقق اصابات مباشرة.

كما قصف بالصواريخ والمدفعية مواقع العدو وتجهيزات تجسسية وعسكرية في مواقع: الناقورة، راميا، الراهب، تجمع للجنود بمحيط ثكنة برانيت، ومقر كتيبة ليمان.

ونفذت مسيرة اسرائيلية غارة صباح امس مستهدفة دراجة نارية في الناقورة ما ادى الى جرح مدني يعمل صيادا.

واستهدفت غارة اسرائيلية اخرى سيارة مدنية في منطقة المصنع على الحدود مع سوريا من دون ان يبلغ عن خسائر بشرية.

كما اغار طيران العدو على مناطق وبلدات حدودية.

الملف الرئاسي: ماذا بعد بيان اللجنة الخماسية؟

وعلى صعيد الملف الرئاسي، تترقب الاوساط السياسية اجواء التحركات والاتصالات في الايام المقبلة بعد بيان اللجنة الخماسية الاخير الذي دعا الكتل السياسية الى «مشاورات محدودة النطاق والمدة « لتحديد مرشح او قائمة قصيرة من مرشحي الرئاسة ثم الذهاب فورا الى جلسة انتخابية بجولات متعددة لانتخاب الرئيس الجديد، وحدد مهلة لانجاز هذه المشاورات في نهاية ايار الجاري.

وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان اللجنة لم تحدد طبيعة تحركها في ضوء هذا البيان، لكنها اشارت الى ان السفراء الخمسة سيكون لهم تحركات منفردة لحث الاطراف اللبنانية على الشروع في عقد هذه المشاورات.

مصادر بري لـ «الديار»: الامر الثابت في بيان اللجنة هو الحوار

وقالت مصادر مقربة من الرئيس بري لـ «الديار» أمس: «ان هناك امرا ثابتا في البيان وهو الحوار في شان الملف الرئاسي، وان تاكيد اللجنة على ضرورة التشاور بين الكتل ينطبق على مبادرة دولة الرئيس بري كما طرحها، لكن يبقى الحضور الجامع لنجاح المبادرة».

وحول تحديد البيان لمهلة نهاية ايار، قالت المصادر» انه امر ممكن جدا، خصوصا بعد ما جرى في المجلس بشان ملف النازحين السوريين والتوصية بشأنه، فالجميع التقوا بعد ان كلف الرئيس بري النائب علي حسن خليل دعوة الكتل التي لبت الدعوة وحضرت اللقاء التشاوري. انها تجربة مشجعة تؤكد ضرورة الحوار والتشاور في ملف الرئاسة.

وردا على سؤال رفضت المصادر المقربة من الرئيس بري ما يقال عن ان احدا من اعضاء اللجنة الخماسية يعرقل اجماع اللجنة على الحضور الى طاولة الحوار.

ماذا حصل في اجتماع السفراء وما هو اقتراح البخاري؟

وفي شأن ما دار في اجتماع السفراء الخمسة الاخير في عوكر الذي صدر بعده البيان، كشفت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان نقاشا دار بين السفراء حول عدد من النقاط، ومنها موضوع التوجه للاطراف اللبنانية لحثهم على حسم الملف الرئاسي، وموضوع الحوار.

واضافت ان السفير السعودي وليد البخاري هو الذي بادر الى استخدام عبارة «مشاورات محدودة المدة والاطار بين الكتل» بدلا من كلمة حوار رغبة في تحسين فرصة التوافق بين الكتل على هذا التوجه، مع العلم ان بعض السفراء طرح عبارة الحوار بين الكتل.

وبنتيجة النقاش اعتمدت كلمة المشاورات مع التاكيد على ضرورتها قبل الذهاب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، لكن اللجنة لم تدخل في تفاصيل عقد جلسة المشاورات والدعوة اليها وترؤسها، تاركة هذا الامر للاتصالات والتحركات التي ستجريها، لكن جميع السفراء اكدوا على مشاركة الجميع في التشاور المزمع عقده.

وقالت مصادر نيابية امس لـ «الديار»: ان بعض العبارات في بيان اللجنة الخماسية يمكن تفسيرها باشكال مختلفة، وان هذا الاسلوب يحمل تساؤلات ويستلزم تفسيرات من اللجنة.

ولم يتضح حتى الامس ما اذا كانت اللجنة مجتمعة ستعقد لقاءات في الايام المقبلة مع الرئيس بري والكتل النيابية او الاطراف السياسية. وردا على سؤال في هذا الصدد، قالت مصادر عين التينة للديار ان لا موعد محدد حتى الان، مشيرة الى انه يمكن ان يتضح ذلك مطلع الاسبوع.

السفير الفرنسي وجعجع ومصادر القوات

وامس زار السفير الفرنسي هيرفي ماغرو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعرض معه نتائج اجتماع اللجنة الخماسية، وشرح موقفها الذي صدر في بيانها عن اللقاء. وتطرق الحديث الى ملف النازحين والورقة الفرنسية بشأن الوضع في الجنوب.

وقال مصدر نيابي قي القوات اللبنانية لـ «الديار» ردا على دعوة اللجنة الى التشاور قبل جلسة انتخاب الرئيس ومن يترأسها « ان موقفنا معروف ولا جديد في هذا الشأن».

والمعلوم ان القوات اللبنانية ترفض عقد طاولة حوار او تشاور يدعو اليها ويرأسها الرئيس بري.

لماذا حددت اللجنة مهلة غير واقعية؟

وقال مصدر قيادي على صلة مباشرة في اجواء عمل اللجنة الخماسية لـ «الديار»: «ان التعويل على بيان اللجنة الخماسية مبالغ فيه جدا»، لافتا الى ان تحديد مهلة نهاية ايار «لا يستند الى وقائع او معطيات ايجابية جديدة تؤشر الى انتخاب رئيس الجمهورية في المدى القصير». واضاف «ان اجواء عواصم الدول الخمس تؤكدا ان الملف الرئاسي ما زال في دائرة المراوحة والجمود، ومن المستبعد حسمه في ظل ارتفاع اصوات المدافع في غزة والجنوب اللبناني».

واعرب عن خشيته من ان يكون تحديد موعد نهاية ايار في بيان اللجنة هو اشارة الى انها تتجه الى تجميد عملها او التلويح بانها مهمتها، معتبرا ان ما ورد في بيانها لا يعدو كونه محاولة جديدة للضغط على الاطراف اللبنانية لاتخاذ مواقف حاسمة والتشاور من اجل الذهاب بعد ذلك لانتخاب الرئيس الجديد، وان خلفيته شعور بعض اعضاء اللجنة من ان التصعيد الحاصل في المنطقة مرشح لان يستمر لفترة طويلة تبعد الاستحقاق الرئاسي اذا لم يتم انتخاب الرئيس في فترة قصيرة الى ما بعد الخريف المقبل.

الاتصالات الفرنسية الايرانية قائمة وليست جديدة

وذهب مصدر نيابي الى القول لـ «الديار»: ان اللجنة الخماسية في بيانها تمارس ضغطا اعلاميا ليس له اي تأثير في الواقع، وان فكرة حث الاطراف اللبنانية لانتخاب الرئيس في ايار ليست جديدة، بل طرحها الجانب الفرنسي مع الجانب الاميركي منذ اكثر من شهر.

وحول ما ذكر عن تواصل مرتقب بين الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع مسؤولين ايرانيين، قال المصدر «ان التواصل الفرنسي الايراني موجود بطرق مختلفة منذ فترة ولم يتوقف، وان باريس تسعى من هذا التواصل الى اقناع طهران بممارسة ضغط على حزب الله للتأثير في موقفه تجاه ملف الرئاسة، لكن ايران رددت وتردد للفرنسيين وغيرهم ان هذا الملف شأن لبناني وهي لا تتدخل فيه، وانها مع توافق اللبنانيين بشأنه».

تحرك مرتقب للاعتدال الوطني

من جهة ثانية وفي ضوء بيان اللجنة الخماسية، بدأت كتلة الاعتدال الوطني اتصالات تمهيدية امس لاستئناف مسعاها ومبادرتها الرئاسية. وقال مصدر نيابي في الكتلة لـ «الديار» امس: «اننا في صدد وضع خطة للتحرك اعتبارا من الاسبوع المقبل، وهناك لقاءات سنجريها بعد ان نلتقي اللجنة الخماسية للاستفسار حول بعض النقاط في بيانها ومنها خلفية تحديد مهلة نهاية ايار، وموضوع المشاورات».

واضاف «ان الكتلة مهتمة بتدوير الزوايا، ونحن ذاهبون الى مرحلة من اجل بلورة الوضع المتعلق بالملف الرئاسي، اما ان تتأمن ظروف انضاج هذا الملف في فترة قصيرة او يطول الانتظار لفترة غي محسوبة».

واوضح ردا على سؤال «ان هناك حاجة لاستفسار اللجنة الخماسية بشأن التشاور بين

الكتل، مع العلم ان الخلاف المستمر حتى الان هو حول من يدعو الى التشاور ومن يرأسه».

حركة قطرية وزيارة جنبلاط

وفي الشأن المتصل بالملف الرئاسي ايضا، قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» امس» ان قطر راغبة في تنشيط تحركها من اجل تقريب وجهات النظر بين الاطراف اللبنانية من دون ان تقترح اسماء محددة في الوقت الحاضر، وانها لا تضع روزنامة زمنية محددة لتحركها لكنها تتجه الى اجراء سلسلة لقاءات مع هذه الاطراف اكان في بيروت عبر سفيرها في لبنان او في الدوحة من خلال لقاءات مباشرة مع قيادات لبنانية».

ولفتت في هذا المجال الى زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الذي يتوقع ان يغادر اليوم الى الدوحة لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين القطريين حول التطورات في غزة والجنوب اللبناني الى جانب الملف الرئاسي.

وقال مصدر نيابي تقدمي لـ «الديار»: «ان الدعوة موجهة منذ حوالى شهرين، وانها تندرج في اطار المساعي القطرية المشكورة ودور قطر والجهود التي تبذلها لمساعدة لبنان».

واشار الى انه سيكون لجنبلاط لقاء موسع مع الجالية اللبنانية غدا في الدوحة في اطار برنامج الزيارة.

وعن بيان اللجنة الخماسية، قال المصدر «انه جيد وايجابي لكنه يحتاج الى تفاعل لبناني».

جلسة للحكومة لتبني التوصية النيابية حول النازحين

على صعيد اخر، علمت «الديار» من مصادر حكومية ان جلسة لمجلس الوزراء ستعقد في الاسبوع الاخير من ايار الجاري لبحث عدد من الملفات، ومتابعة التوصية التي اقرها مجلس النواب بشأن ملف النازحين السوريين، ومن المتوقع ان يؤكد مجلس الوزراء على الالتزام وتبني هذه التوصية.

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية