اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في عظته خلال قداس الأحد، الى "كنيستنا المقدسة، تقيم في الأحد الثاني بعد الفصح، تذكار القديسين يوسف الرامي، ونيقوديموس اللذين أنزلا جسد السيد عن الصليب ووضعاه في قبر جديد. تقيم أيضا تذكار النسوة حاملات الطيب اللواتي كن برفقة الرب يسوع على الصليب، واللواتي ذهبن سحرا جدا في أول الأسبوع ليطيبن جسده المدفون، وكن أول من سمع من الملاك بشرى القيامة، فانطلقن وبشرن العالم كله بالفرح العظيم".

ولفت عودة الى ان "علينا أن نقدم للمسيح قبرا جديدا مثل يوسف الرامي، أي قلبا خاليا من الخطيئة، وهذا القلب الجديد يكون منطلقا للقيامة الحقيقية لكل كياننا، بعد أن يزاح حجر الدنيويات الذي يثقل بابه. هكذا، نولد مجددا كما طلب الرب من نيقوديموس عندما زاره ليلا، وهذه الولادة الجديدة تجعلنا مبشرين جريئين مثل نيقوديموس نفسه. يخبرنا الإنجيلي متى أن "زلزلة عظيمة قد حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه" (مت 28: 2). لم يدحرج الملاك الحجر عن باب القبر بتأن، إذ لا يمكن أن يتمم عمل كهذا من دون جهد أو صدمة، بل يلزمه زلزال. هكذا، نحن أيضا، نحتاج زلزالا يدحرج لنا الحجر عن باب قلوبنا، أي تغييرا كليا لحياتنا يطال كل نواحيها. هذا يحصل بالتوبة الصادقة التي هي زلزالنا الروحي، وقيامتنا من موت الخطيئة".

وتابع "عصرنا يشهد خطايا كثيرة، نزاعات وحروبا وجرائم زادت قدرتها التدميرية بسبب الإكتشافات التي، عوض استخدامها للخير والبنيان، تستعمل للتدمير والإبادة. الحرب هي وليدة الحقد والكراهية وقلة المحبة في قلب الإنسان، تسببها الأنانية والكبرياء وحب التسلط، ورفض الآخر المختلف، وتصيب بشكل خاص الأفقر والأضعف، ما يحرم ضحاياها الحق في الحياة والكرامة، والرجاء بالمستقبل. الحرب تسكت الآخر، تلغيه، تبيده، إشباعا للأنانية، فيما علمنا ربنا المحبة التي قال عنها بولس الرسول أنها «تتأنى وترفق... لا تحسد ...لا تقبح ... ولا تفرح بالإثم» (1 كو: 13: 4-6). ربنا، إله السلام، تجسد لينشر العدل والمحبة بين البشر، هو الذي «صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة» (2 كو 5 :18). السلام مسؤولية مشتركة قائمة على الأخلاق وقبول الآخر واحترامه عوض الخوف منه، وعلى التعاون والتضامن بين البشر، وعلى الشعور بالأخوة الحقيقية المبنية على المحبة رغم الإختلاف. وهو ينتج عن الوعي بأن للآخر الحق في الحياة وفي الكرامة وفي الحرية. هل يقبل الإنسان أن تسلب منه حريته أو كرامته؟ فكيف يسلب حرية الآخرين وكرامتهم؟

واضاف "لقد أعطانا ربنا العقل ونعمة التمييز لكي نتعلم من كل تجربة ونتعظ، وخبرات الحروب التي عاشها الإنسان كانت وبالا على الجميع، لذا أملنا في هذا العيد المبارك أن تتوقف الحروب، وينتفي التعدي على حياة الإنسان وحريته وكرامته وحقوقه، ويحل السلام والعدل في بلدنا وفي العالم أجمع، ليعيش الإنسان تحت سلطة القانون، يتشارك وأخاه النعم الممنوحة له، ولا يتسلط على مخلوق، حتى الطبيعة وعناصرها لأنها عطية من الله".

وختم: "قتل قايين أخاه بسبب الحسد والبغض، وما زال الإنسان يحقد ويقتل رغم تجسد المسيح وموته عنا ليخلصنا من براثن الخطيئة. لتكن قيامته حافزا لنا على تغيير سلوكنا واعتناق المحبة التي وحدها تحرر وتثمر".

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!