اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم يعد من السّهل أبدًا إقتناء الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب في المنزل، بعد أن تخطّى الدّولار المئة ألف ليرةٍ لبنانية.

ومن باستطاعته تربية ولده، لم يعد بإمكانه إقتناء الحيوانات في المنزل بسبب الأزمة الإقتصادية وما ترتّب عليها من مصاريف وغيرها.

بعد انتشار فيروس كورونا، جلست معظم النّاس في منزلها، وبات من الصّعب التّنقّل والذهاب إلى أماكن ترفيه وتسلية. ما جعل معظم اللبنانيين يفكّرون في إقتناء الضيوف المدلّلة في منازلهم. ولكنّ اليوم الوضع اختلف، لاسيّما مع دولرة هذا القطاع بما فيه من مأكل ومشرب وطبابة هذه الحيوانات الأليفة.

ويعود انتشار ظاهرة تربية الحيوانات الأليفة منذ القدم، خصوصًا للذين يهتمّون بالكلاب والقطط ولديهم الهوس في ذلك. ولكن، هل صحيح أنّه فقط انه لميسوري الحال من باستطاعتهم اليوم اقتناء القطط والكلاب وغيرها من الحيوانات الأليفة؟

في حديثه للدّيار، أشار الطبيب البيطري كريم سعد، إلى أنّه هنالك السّوق الغالي والسّوق الرّخيص لاختيار طعام الحيوانات. ولكن، معظم الأطبّاء ينصحون بشراء الأكل من السّوق الغالي الاوروبي والأميركي. ويُقدّر حوالى الكيلو ونصف الكيلو من هذا الأكل بحوالى الـ10 إلى الـ20 دولارا أميركيا (أكان الطّعام للقطط أم للكلاب).

أمّا بالنّسبة للطبابة، تقدّر المبالغ الشهرية التي يحتاجها الشخص الذي يقتني كلبًا أو هرةً، إلى الـ100 دولار أميركيّ شهريًا. أمّا عن دخول الحيوان الطّوارئ، تصل أحيانًا تكاليف الليلة الواحدة إلى الـ100 دولار أميركي.

وهنالك تكاليف أخرى إضافية، مثل مطاردة البرغوث وعلاج الديدان التي تقدّر تكاليفها بحوالي الـ50 دولارا للكلاب والـ20 دولارا أميركيا للقطط الصغيرة.

تدريب الحيوانات

لفت د. سعد في حديثه، إلى أنّ الحيوان يتدرّب من خلال نشاطات تساعده على معرفة القيام بحاجياته الأساسية، والسماع لصاحبه، معرفة محيطه ومنزله، معرفة من عليه أن يحمي ومن علينا أن نأخذ حذرنا منهُ.

وقال: للأسف، في لبنان هنالك من يدرّب الحيوانات بطريقةٍ غير صحيةٍ أو جيّدةٍ للحيوانات.

ونصح في تبنّي الكلاب والهررة المشرّدة، بدل اقتناء حيوانٍ أجنبيٍّ من الصعب أن نحكّمه أو نربّيه في مناخٍ لا يلائمه مثلًا مثل "الهاسكي". وبالتالي من المفضّل ادّخار الأموال لتحكيم حيواننا المشرّد وجعله في أفضل حالٍ.

النّاس لم تعد تحتمل الأعباء المادّية

أشار د. سعد إلى أنّ معظم النّاس لاسيّما مع تطوّر الأزمة المادّية في البلاد، باتت تشتكي من مصاريف حيواناتها، وهذا ما يمكننا أن نلمسه. ويبقى القسم الآخر الذي يعتبر أنّ صحّة حيوانها تبقى الأهمّ.

منتحلو الصّفة دهوروا القطاع

أكّد د. سعد أنّه من الضروري تسليط الضوء على من دهور قطاعنا، أكانوا من منتحلي الصّفة (مثل المدرّبين وأصحاب محلات مستلزمات الحيوانات والأطباء غير الشرعيين مثل الاجانب ومن لا يمتلكون شهادات). ويعود السبب الرئيسي وراء زيارة الناس وثقتهم بهم هي التكاليف الأقلّ من غيرها. لذلك، يضطر المواطن إلى زيارة هؤلاء المتعدّين على مصالحنا كونهم الأوفر سوقًا من غيرهم.

وهم طبعًا غير كفوئين وغير جديرين بما نقوم به، أكان من ناحية استلامهم الشهادات غير المُعترف بها، الطبابة بطريقة غير سليمة وتدريب الحيوانات بطريقة غير صحيحة.

ونشكر النقابة على جهودها لمحاربة هؤلاء الناس، وحمايتنا وحماية المواطن ممّا يحصل، وعلى دورها في نشر التوعية في هذا الخصوص.

الحيوان، يعدّ مثل الطّفل، على حدّ تعبير الدكتور سعد. ومن أراد إقتناء الحيوان في بيته، عليه معرفة جدّية الأمر كأنّه سيربّي طفلًا وبالتالي سيؤّمن له عيشةً كريمةً تليق به.

والحيوان بحاجةٍ إلى مأكلٍ ومشربٍ وطبابةٍ وأغراضٍ ومقتنياتٍ خاصةٍ به. ويحتاج بشكلٍ أساسيٍ إلى عنايةٍ والتزامٍ.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»