اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

عندما ننظر حولنا بعيون متفتحة وعقل مستنير، نكتشف أمورا كثيرة قد تفوتنا في حياتنا اليومية. فقد يمر الكثير منا بحياته دون أن يلاحظ الجمال الذي يحيط به، أو الفرص التي تمر عليه يوميا. وقد يمر بقربنا الكثير من المحزونين والمظلومين، ونحن غافلون عن بؤسهم وظلمهم.

عندما ننظر حولنا، نكتشف نعم الله علينا في كل مفاصل حياتنا، إن نظرنا جيدا نرى الطبيعة الجميلة لنستمتع بها ونستفيد منها، نرى اهلنا واصدقاءنا ومحبينا المحيطين بنا، نرى كيف ان الرب يسهل امورنا ويزيدنا نشاطا وعملا وزرعا وحصادا وخيرا. كل هذه العطايا لا تقدر بثمن واعطيت لنا بالمجان. وإن لم ننظر جيدا لن نرى شيئا من نعم الرب وعظمته في حياتنا، ومن لا يرى وجه ربه هنا من خلال كل هذا، لن يراه ابدا يوم الحساب.

إذا تمعنا جيدا بما يدور من حولنا، نرى جيدا وجوه الناس الذين يحتاجون إلى مساعدتنا ودعمنا. قد يكون هناك شخص قريب منا بحاجة ماسة إلى المساعدة المادية أو العاطفية ، ونحن غير مهتمين لأمره او مأخوذون بفوضى الحياة واموالها، وفي المقابل يمكن ان نكون حاضرين لتقديم المساعدة له واحتضانه، مما يجعلنا اكثر فائدة وانسانية.

عندما ننظر حولنا بانتباه، نكتشف أشياء لم نكن نلاحظها من قبل. تظهر لنا تفاصيل صغيرة وجميلة في العالم من حولنا، تجعلنا نستمتع باللحظات الصغيرة ونقدر قيمة الحياة وواهبها. تجعلنا أقرب الى الحقيقة، حقيقة الوجود وقيمة الانسان عند الخالق.

عندما ننظر حولنا، نرى الفرص التي تمر علينا يوميا. قد تكون هناك فرصة عمل ممتازة أو فرصة للتعرف الى شخص جديد أو فرصة للتطوع والمساعدة  وخدمة  المجتمع. إن كانت هذه الفرص تنتظرنا ونحن لا ننظر حولنا باهتمام، نكون قد خسرنا نعمة التواصل المباشر مع الرب، اذ هو  يختارنا في الكثير من الاوقات لتنفيذ مهمات معينة حسب طاقاتنا ووزناتنا التي وضعت فينا، لتكون كل هذه الفرص اشارات يجب التقافها قبل فوات الأوان.

 ان الرب قد خلقنا احرارا بل مخيرين ولسنا مسيرين، لذا هو عارف بما في عقولنا وقلوبنا ويضع الفرص من حولنا ، ونحن ما علينا الا الانتباه. لنسأل: هل غصنا يوما في التفكير في  وجودنا على الارض ؟ هل ادركنا فعلا ما يريده الرب منا؟ هل تمعنا النظر من حولنا لنرى حقيقة الآخر؟ هل التقطنا الاشارات التي ارسلت لنا؟

لذا، يجب علينا أن نكون دائما مستعدين للنظر حولنا واكتشاف الجمال والفرص التي تحيط بنا. إذا فعلنا ذلك سنعيش حياة أكثر إشراقا وإيجابية وإنتاجية، وسنكون قادرين على الاستمتاع بكل لحظة من حياتنا. فلننظر حولنا بعيون متفتحة وقلوب محبة، ونكون على استعداد للاستفادة من كل ما يقدمه الله لنا من خلال كل ما يحيط بنا.

 عندما تشعر بالحزن أو القلق، انظر حولك، ابتسم للشمس المشرقة واستمع لغناء الطيور واستمتع باللحظات الصغيرة التي تمرّ بك. قد تجد الراحة والسلام في هذه اللحظات البسيطة. انظر الى وجه طفل لتستعيد لحظاتك الحلوة، كما وانظر الى عكازة عجوز لتدرك قيمة سعيك وراء المال.

استمع الى صوت الصباح لتكتشف نغمات الحياة الحقيقية، استمع الى دقات قلوب الخائفين لتدرك نعم الله عليك. استمع الى بكاء الموجوعين لتعرف معنى أن تكون معافى. تفاعل مع الغير بإيجابية وأنظر حولك بانتباه، لتستمتع بكل جمال وروعة هذا العالم الذي تعيش فيه.

انظر حولك إلى الناس الذين يحيطون بك، إلى عائلتك وأصدقائك وزملائك في العمل. قد تجد الكثير من العطاء والحب والتضحية من حولك، وقد تكتشف أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بك ويرغبون في رؤيتك سعيدا وناجحا.

انظر حولك بعيون الشكر والامتنان، وتذكر دائما أن الحياة قصيرة ويجب علينا الاستمتاع بكل لحظة منها. فلا تضيع الوقت في الحزن والشكوى، بل ابحث عن الجمال الذي حولك، وعش حياتك بكل سعادة وتفاؤل.

انظر حولك ... هذه الجملة التي يمكن أن تحمل العديد من المعاني والدروس الحياتية القيمة. ففي بعض الأحيان قد نكون مشغولين جدا بأمورنا الشخصية وأعباء حياتنا اليومية حتى نغفل عن النظر حولنا ومن حولنا، ويكون قد فات الأوان.

 

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها