اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

خامنئي يتقدم مراسم جنازة رئيسي ورفاقه

أم المرشد الإيراني علي خامنئي عشرات الآلاف من المصلين على جثامين الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية  حسين عبد اللهيان ومرافقين لهما قضوْا في حادث تحطم مروحية يوم الأحد الماضي شمال غرب البلاد، تزامنا مع اعلان رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية غلام حسين إسماعيلي إن «الطقس» و «الظروف» كانت طبيعية جدا خلال سير المروحيات الثلاث وبينها التي كانت تقل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

فقد تجمّع عشرات آلاف الإيرانيين امس، وسط  طهران– للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الراحل.

وبعد صلاة الجنازة، القي الإيرانيون في «المصلى الكبير» بطهران نظرة الوداع الأخيرة على جثامين الرئيس الراحل ورفاقه، على أن يتم تشييعهم في مراسم رسمية بحضور شخصيات ووفود دولية.

وكانت مراسم التشييع قد بدأت من مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، ثم لاحقا بمدينة قم.

وبالتوازي مع مراسم التشييع في طهران، رفعت لافتات ضخمة في العاصمة تشيد بالرئيس الراحل وتصفه وأعضاء الوفد الذين كانوا معه بأنهم «شهداء الخدمة».

وانطلقت المواكب -التي شاركت فيها شخصيات أجنبية بارزة- من جامعة طهران إلى ساحة انقلاب الشاسعة وسط المدينة، وفقا للإعلام الرسمي.

ومن العاصمة، ستنقل الجثامين إلى محافظة خراسان الجنوبية قبل نقلها إلى مدينة مشهد مسقط رأس رئيسي شمال شرق البلاد، حيث سيوارى في الثرى غدا بعد مراسم جنازة في ضريح الإمام رضا.

هنية يشيد بمواقف رئيسي

وفي كلمة له خلال مراسم تشييع رئيسي ومرافقيه بطهران، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن المقاومة الفلسطينية مستمرة حتى تحرير كل الأراضي الفلسطينية ومنها القدس. كما أكد هنية على مواقف رئيسي الداعمة لمحور المقاومة، مشددا على أنّ إيران مستمرة في دعمها للقضية الفلسطينية . قال إن رئيسي أكد - خلال اللقاء به في رمضان الماضي- أن المقاومة في فلسطين هي الجبهة الأولى لمحور المقاومة، وأن «طوفان الأقصى زلزال ضرب الكيان الصهيوني».

الى ذلك قال رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية غلام حسين إسماعيلي إن «الطقس» و «الظروف» كانت طبيعية للغاية خلال سير المروحيات الثلاث وبينها التي كانت تقل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

وأوضح إسماعيلي في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، أنه كان في إحدى المروحيات الثلاث التي تقل المسؤولين الإيرانيين، وأن الرئيس والوفد المرافق له كانوا في مروحية أخرى.

وأشار إلى إن الطقس كان صافيا عند انطلاق الرحلة، وتوجهوا مباشرة نحو مدينة تبريز من مكان السد الذي افتتحوه.

وذكر إسماعيلي أنه بعد 45 دقيقة من التحرك في الوادي المجاور لمنطقة منجم سونغون للنحاس، شوهدت كتلة سحابية تنتشر كالطاولة في السماء، لم يكن هناك طقس ضبابي وإنما كانت هناك رقعة سحابية على هذا الوادي، وفي البداية كانت هذه الرقعة تحت مستوى سرب المروحیات.

وتابع قائلا: «وعندما تم الدخول في هذه الكتلة السحابية، أعطى القائد الميداني لسرب المروحيات -وهو قائد المروحية التي كانت تقل رئيس الجمهورية- الأوامر بزيادة الارتفاع إلى ما فوق مستوى السحب، وبعد 30 ثانية من مواصلة المسار فوق السحب خرجت المروحيتان الأولى والثالثة من الكتلة السحابية، في حين لم تظهر المروحية الثانية التي كانت تتوسط السرب» والتي كانت تقل رئيسي ومرافقيه.

وأكد أن الظروف كانت طبيعية وعادية تماما ولم يكن هناك أي موقف صعب، ولم تواجه المروحية أي مطبات هوائية، و»حين لاحظ طيار المروحية التي تقلنا أن مروحية رئيس الجمهورية لم تخرج بعد من رقعة السحاب هذه، استدار على الفور وبدأ بحالة الدوران للنظر في داخل السحب.

وقال إنه في تلك الأثناء سأل الطيار عن سبب استدارته، ليجيبه الطيار أن المروحية الثانية لم تصعد إلى ما فوق السحب، وأنهم فقدوا الاتصال بها، حيث كان آخر اتصال لاسلكي لها قبل دقيقة و30 ثانية.ويشير إلى أن مروحيتهم استدارت نحو 3 مرات وقامت ببضع جولات فوق المنطقة التي عادت إليها للبحث عن مروحية الرئيس، ولكنهم لم يتمكنوا من الرؤية في الجزء المذكور بسبب الغيوم، ولم يكن أيضا بالإمكان العودة إلى مستوى ما تحت السحب، وبناء عليه واصلنا المسير لنحو دقيقة إلى دقيقتين، ثم هبطنا في منجم سونغون للنحاس وبدأنا من هناك في متابعة الأمر.

المكالمات الأخيرة

ولفت إسماعيلي إلى أنه منذ لحظة الإعلان عن انقطاع الاتصال اللاسلكي بطائرة الرئيس، بدأت محاولات للاتصال بالحرس الشخصي للرئيس، ووزير الخارجية حسین أمير عبد اللهيان، وإمام جمعة تبريز ومحافظ تبریز، دون تلقي أي رد منهم.

وتابع إسماعيلي أنهم تمكنوا من إجراء اتصال على الهاتف المحمول لطيار مروحية رئيسي، وبدلا من الطيار أجاب إمام جمعة مدينة تبريز علي آل هاشم قائلا: «إنني لست بخير، سقطنا في الوادي».

وأوضح أنه تحدث إلى آل هاشم وسأله أين هم؟ ليرد الأخير بالقول «لا أعرف... أنا بین الأشجار»، ثم سأله عن حال الباقين وهل يرى أحدا منهم؟ فقال آل هاشم «لا أرى أحدا، أنا وحدي ولا أعلم ما حدث ولا يوجد أحد حولي».

وأردف إسماعيلي عند ذلك، «اتضح لنا على الفور أن مروحية السيد رئيسي تعرضت لحادث، وحددنا مهمتنا بشأن الوصول بسرعة إلى موقع الحادث، وبدء عمليات الإنقاذ والإغاثة».

وقال إنهم وعلى الفور أخذوا طاقما طبيا وذهبوا إلى المنطقة التي اعتقدوا أن الحادث وقع فيها، حيث كان يوجد في منجم النحاس سيارات مناسبة ومسعفون وسيارات إسعاف.

وبشأن استمرار التواصل مع آل هاشم خلال فترة البحث، قال إسماعيلي إنه تحدث معه نحو 4 مرات، وإن زملاء آخرين اتصلوا به أيضا وبشكل متكرر خلال الساعات الثلاث أو الأربع اللاحقة على الحادث، وخلال ذلك كان آل هاشم يرد على المكالمات، لكن إجاباته أظهرت أنه ليس على ما يرام، وأنه كان على قيد الحياة فقط.

ولفت إلى أن الشخص الوحيد الذي بقي على قيد الحياة لفترة محدودة بعد الحادث هو علي آل هاشم، بينما مات الآخرون مباشرة فور وقوع الحادث.

وعن التساؤلات التي أثيرت حول السماح للمروحيات التابعة لفريق رئيس الجمهورية بالتحليق رغم الظروف الجوية، أوضح إسماعيلي أنه ليس خبيرا في الأرصاد الجوية وظروف الطيران العامة ومعايير الطقس للطيران، لكنه قام بالعديد من الرحلات عبر المروحيات، ويرى أن ظروف الطيران كانت عادية، باستثناء جزء بسيط منها واجهوا فيه كتلة سحابية.

وعن عمليات البحث والإنقاذ، أكد أن كافة فرق الإنقاذ والأهالي قد عملوا حتى منتصف الليل بكل المعدات المتوافرة لديهم للعثور على مكان الحادث، مشيرا إلى أن عملية البحث قد استغرقت وقتا بسبب الظروف الجوية السيئة التي أعاقت وابطأت من هذه العملية.