اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يخرج المرء في طرابلس صباحا الى عمله، ولا يدري إن كان يعود سالما الى عائلته... هذا هو لسان حال معظم الطرابلسيين هذه الايام الذين باتوا يحلمون بالامان في مدينتهم التي اتعبتها العبثية والفلتان، ولاحت لهم مؤخرا بوادر الامل بالخروج من النفق الى انوار الاطمئنان والامان، فتمسكوا باهداب العرس الثقافي الذي اقيم قبل ايام في معرض رشيد كرامي الدولي احياء لاحتفاليات طرابلس عاصمة الثقافة العربية، عل هذه الاحتفاليات تنفض عن المدينة من غبار الاحداث والفلتان مع تشويه للسمعة والصوت والصورة الطرابلسية.

غير ان استمرار انتشار السلاح بين ايدي المواطنين خاصة ايدي الفئات الشبابية والفتية، بات يشكل الازمة الحقيقية في طرابلس التواقة الى الحياة بسلام وللنهوض ولاستعادة ادوارها على مختلف الاصعدة.

امس، سقط شاب ضحية، هو أب لاربعة اطفال من محلة ابي سمراء، يدعى عزام ابو ليلى، لا ناقة له ولا جمل، يعمل حارس أمن في سوبرماركت بمحلة ضهر العين، وذلك خلال اشكال وقع بين افراد في مقهى قرب السوبرماركت تطور باللجوء الى السلاح مما ادى خطأ، الى اصابة الشاب ابو ليلى ببطنه اصابة حرجة نقل اثرها الى المستشفى ما لبث الا ان فارق الحياة...

بات اللجوء الى السلاح في كل اشكال، الملجأ الوحيد لاي متخاصمين، الى درجة ان السلاح يتحكم بعقول وعواطف الشباب المندفعين نحو استعمال السلاح دون مراعاة لمخاطر السلاح بتوجيهه الوجهة غير الصحيحة، بدلا من توجيهه نحو عدو الانسانية والقيم والوطن العدو الصهيوني...

شاب خسرته عائلته واولاده، وهو الذي كان يشقى لتأمين لقمة عيشه براتب زهيد قد لا يكفيه ثمنا لرغيف، فيسقط ضحية التفلت والرصاص العشوائي، وهي جريمة مزدوجة، لم تقتل الشاب وحسب، وانما قتلته وقتلت العائلة التي كانت بانتظاره...

هذه الجريمة ليست الوحيدة في طرابلس ومحيطها، فحوادث شبه يومية تحصل في القبة والتبانة وابي سمراء والزاهرية والاسواق تستعمل فيها الاسلحة، ويقع يوميا حرحى وضحايا بمسلسل يبدو ان لا نهاية له مالم تحزم السلطات والقوى الامنية أمرها في ضبط السلاح وملاحقة المخلين بالامن والمرتكبين، وفرض الهيبة بما يجعل المتسلح التفكير مئة مرة قبل ان يلجأ الى سلاحه، عدا اهمية الحزم والحسم في امر السلاح والتجارة به ومنح رخص حمله وما اكثرها في المدينة.

اصوات شعبية اهلية باتت ترتفع مناشدات تصرح وتصرخ قائلة كفى تشويها بطرابلس، اتركوها تعيش بسلام وان ذلك لا يكون الا ببسط الامن والحزم والضرب بيد من حديد ومنع استعمال السلاح مع التصدي لكل حماة المسلحين من سياسيين وغير سياسيين الذين يوفرون الحماية للمسلحين والمخلين بالامن والذين يرتكبون الاساءات تجاه المدينة واهلها ويعبثون بامنها.

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة