اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تلة "المون ميشال" في الهيكلية بطرابلس، حيث تقوم الفروع الثالثة للجامعة اللبنانية، تحوّلت مع كلية الفنون الجميلة والعمارة، إلى حالة من التوهّج اللوني، بثّته مجموعة فعاليات في مناسبة واحدة، وتمثلت بحشد غير مسبوق من المعارض الفنية التشكيلية البصرية، وتزاحمت فيه مئات الأعمال من مختلف المشارب الفنية ومستوياتها.

وعلى 4 طبقات من مبنى الكلية الزجاجيّ، المطلّ على طرابلس، وامتداد البحر، تكاد الأعمال تخرج عن صمتها، وتخرق جدران الزجاج لتنير بألوانها الزاهية، وأشكالها شديدة التنوّع، التلة وما تشرف عليه.

ورشة في ورش عديدة أثمرت 4 طبقات من المعارض، انضوت للتحضير لإقامتها كل قوى الجامعة، من أساتذة حاليين، وسابقين، وطلاب. حتى منصات الخشب صنّعتها الأيادي العاملة في إقامة المعارض من أساتذة وطلاب، ولو تُرِك الأمر للتصنيع المأجور لما تمكّنته الجامعة في الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تعيشها مؤسسات الدولة اللبنانية، ارتداداً للأزمة التي تعصف بها يوماً بعد يوم.

ففي المتحف الذي تأسّس منذ نحو 5 سنوات، لبنة لمتحف الفنانين العشرة، انتشرت على جدرانه وفي أروقته وباحاته، أقسام، خُصِّص كل قسم لواحد من الفنانين، حمل صورة مجسّمةً له، مع سيرته الذاتية، وبعضٍ من أعماله التي تعبّر عن منهجه الفني.

باحات الطبقة الرابعة تحوّلت إلى متحف دائم للمجموعة، أضيف إليها هذا العام معرض تشكيلي لأعمالهم ضم عشرات اللوحات. والمجموعة حملت اسم الفنانين العشرة كونها تألّفت من 10 فنانين لدى الانطلاق، وبقي 9 منهم بعد انسحاب أحدهم.

وللمناسبة، وضعت الجامعة كتيّباً عن المجموعة، بالتعاون مع مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية، تضمن نبذة عن حياة كل منهم، مع مجموعة من الصور لأعمالهم.

والمجموعة عند تشكّلها، أحدثت نقلة نوعية في الحياة الفنية والثقافية، بإقامتها العديد من المعارض التي حوّلت المدينة إلى خلية نحل فنية.

وقبل المجموعة عرفت طرابلس فنانين تشكيليين معروفين منهم رضوان الشهال، ونسيبه عبد الله الشهال، وأحمد الدالاتي وزوجته هوغو، وزهير المرعبي، ومالك شديد، ومصباح بريدي، وهارمند، وآخرون.

 24 أستاذاً عبروا في فرع الكليّة، تخرجوا منها، ودرّسوا الفنون فيها، وكثيرون آخرون لم تتسنَ لهم المشاركة، شكّلوا تظاهرة فنية مميّزة بأعمالهم الدائمة، واختصاصاتهم، واحترافهم للفنون من منظور يغلب عليه الطابع الفني- الفن للفن - ولم يذهب بعيداً في شطارات السوق، ومزاداته.

ولا يمكن وصف أجنحة معرض الطلاب في طبقتين سفليين من المبنى، حجماً، وعدداً، وتنوّعاً، من كل أصناف الفنون، والأعمال المنتمية لعالم الفن. لكن لا بد من التوقف عند باحة مدخل المبنى حيث أقام الطلاب معرضاً خاصاً بغزة، تعبيراً عن مأساتها، وتعاطفاً معها.

إلى جانب هذا القسم، انتصبت 6 أعمدة مُكَسّرة ترمز لأهراءات مرفأ بيروت الذي دمّره انفجار في العام 2020. مشهد تعبيري مؤثّر نجح الطلاب في تكوينه كأعمدة مكسورة تخرج منها أعضاء بقايا بشرية ترمز إلى هول المأساة.


الأكثر قراءة

المعركة بين محور المقاومة و«اسرائيل» مفتوحة وبلا خطوط حمراء اسبوع مفصلي لنتنياهو في واشنطن مصدر ديبلوماسي: لبنان فوّت فرصته!