اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرا عن دولة لليهود بديلة لفلسطين, قبل الحرب العالمية الثانية, حيث حاول  طبيب أسنان أميركي من نيويورك والعالم الشهير ألبرت أينشتاين وقادة صينيين، انشاء وطن لليهود في مقاطعة يونان الصينية.

يقول كاتب التقرير هاري سوندرز,هو دارس للتاريخ بجامعة برينستون الأميركية,إن كبير المشرعين في الصين والعضو في المجلس الأعلى للدفاع الوطني آنذاك، صن كي، أمضى عامين قبل مارس/آذار 1939 في البحث عن طرق لمنح الصين وطنا لليهود في مقاطعة يونان.

سفوح جبال الهملايا

وقال الكاتب إن العضو في المجلس الأعلى للدفاع الوطني الصيني في تلك الايام, صن كي كان يعتقد أنه يمكن العثور على ملجأ لليهود في سفوح جبال الهملايا في المناطق النائية في الصين، مع لاوس إلى الجنوب، وما كانت تسمى بورما إلى الغرب في مقاطعة يونان الحدودية ذات المناخ المعتدل والجمال الطبيعي المذهل والأرض الزراعية الكافية لاستيعاب 100 ألف يهودي فروا من الاضطهاد النازي.

في كانون الثاني- يناير 1934، كتب طبيب أسنان من بروكلين يدعى موريس وليام رسالة إلى ألبرت أينشتاين لتقديم فكرته لإعادة توطين اليهود في الصين، قائلا "خلال زيارة للقاضي لويس برانديز في سبتمبر/أيلول الماضي، ناقشنا بطبيعة الحال محنة اليهود الألمان. إنه يشعر أيضا أن الصين هي الأمل الكبير الوحيد لضحايا هتلر".

وأجاب أينشتاين: "يبدو لي أن خطتك متفائلة وعقلانية للغاية ويجب السعي إلى تحقيقها بنشاط. إن الشعبين الصيني واليهودي، على الرغم من أي اختلافات واضحة في تقاليدهما، يشتركان في أن كليهما يمتلك عقلية هي نتاج ثقافات تعود إلى العصور القديمة".

الصهيونية بدون صهيون

وبحلول الوقت الذي كتب فيه وليام إلى أينشتاين، كان القادة اليهود في أوروبا يبحثون منذ فترة طويلة عن وطن خارج فلسطين. وبلور الناشط اليهودي الروسي ليون بينسكر الفكرة في بيانه عام 1882 بعنوان "التحرر الذاتي". وكتب أن "هدف مساعينا الحالية يجب ألا يكون الأرض المقدسة، بل يجب أن يكون أرضا نعيش عليها". وقضى الباحثون عن أرض، كما عرف أتباعه، العقود الأربعة التالية في المحاولة دون تحقيق هذا الهدف.

لذلك، لم يكن هناك شيء جديد في مستوطنة وليام المقترحة في الصين، باستثناء موقعها. فالخطط السابقة، بما في ذلك مخطط أوغندا لعام 1903 والمشروع الصهيوني نفسه، استهدفت مناطق داخل الأراضي الاستعمارية البريطانية القائمة. وكان وليام أول من اقترح أن الصين، وهي جمهورية شابة لا تزال تكافح من أجل تحويل نفسها إلى دولة حديثة، قد تكون على استعداد لإفساح المجال للمستوطنين اليهود.

نعمة للاقتصاد الصيني

وقبل الكتابة إلى أينشتاين، ناقش طبيب الاسنان الاميركي وليام خطته بعمق مع السفير الصيني لدى الولايات المتحدة ألفريد ساو كي سزي، الذي وافق على أن استقدام اليهود الألمان يمكن أن يكون نعمة للاقتصاد الصيني. وقدر رؤساء سزي في حزب "الكومينتانغ" الحاكم في الصين رأي وليام، لكن ليس بقدر ما يقدرون علاقاتهم مع ألمانيا، التي كثفت مساعداتها العسكرية والاقتصادية للصين بعد فترة وجيزة من تولي النازيين السلطة.

وقال الكاتب إنه من المؤكد أن بناء مستوطنة للذين أدانهم هتلر كان سيسيء إلى الحكومة الألمانية، حسبما فكرت قيادة حزب الكومينتانغ. وستمر عدة سنوات قبل أن يصبحوا يائسين بما يكفي لإعادة النظر.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»