اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

شهد لبنان أمس يوماً دامياً في ظل تصعيد إسرائيلي عنيف استهدف مختلف المناطق اللبنانية، بينما واجهت المقاومة الاحتلال بتصعيد مضاد منع تحقيق أهدافه الميدانية.

في ساعات الفجر الأولى، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى سكنياً في البسطا، أحد أحياء بيروت المكتظة بالسكان. الهجوم أسفر عن سقوط 20 شهيدا وأكثر من ستين جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، في جريمة موصوفة أدخلت العاصمة في حالة من الصدمة والغضب.

الغارات الإسرائيلية لم تتوقف عند بيروت، بل امتدت إلى الضاحية الجنوبية، حيث شنت الطائرات الحربية موجات متتالية من القصف. كما شهدت المناطق الجنوبية والبقاعية تصعيداً ميدانياً خطيراً، إذ استهدف الطيران الحربي والمسيّر المدنيين والبنى التحتية في عدة بلدات، متسبباً في أضرار جسيمة وسقوط المزيد من الضحايا.

على الحدود الجنوبية، كانت المواجهات على أشدها، حيث حاولت قوات الاحتلال أمس تحقيق تقدم ميداني في محاور رئيسية، أبرزها الخيام ومثلث دير سريان - كفركلا. المقاومة تصدت لهذه المحاولات بعنف، مجبرة القوات الإسرائيلية على التراجع بعد معارك عنيفة. الخيام تحديداً كانت محور الاهتمام الإسرائيلي، نظراً لموقعها الاستراتيجي كبوابة نحو ضفاف الليطاني ومحاولة عزل مرجعيون عن النبطية، إلا أن المقاومة نجحت في إحباط هذه المخططات.

على الصعيد الدبلوماسي، تواصلت أمس التحركات الدولية في محاولة لاحتواء التصعيد. الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالاً بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحثا خلاله إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتيح عودة السكان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق. في موازاة ذلك، نقلت عين التينة أجواء إيجابية بعد اتصال تلقته من الإدارة الأميركية بشأن المساعي الدولية للتهدئة.

كما أُعلن أمس عن زيارة مرتقبة لمسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يصل اليوم إلى بيروت لإجراء مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري، بهدف دفع الجهود الدبلوماسية قدماً.

دولياً، زادت عزلة إسرائيل مع تصاعد الانتقادات لجرائمها في لبنان. المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت أحكاماً تدين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدداً من قادته العسكريين بتهم جرائم حرب، مما يعزز الضغط على حكومة الاحتلال التي تواجه أزمات داخلية وانقسامات سياسية متفاقمة.

مع نهاية يوم أمس، بدا واضحاً أن التصعيد لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات. المقاومة أثبتت قدرتها على الصمود في وجه العدوان، بينما تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري وسط أفق سياسي غامض. المرحلة المقبلة قد تحمل تطورات أكثر خطورة، في ظل استمرار الاحتلال في عدوانه وجهود المقاومة لمنعه من تحقيق أهدافه.

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال