شهد لبنان أمس يوماً دامياً في ظل تصعيد إسرائيلي عنيف استهدف مختلف المناطق اللبنانية، بينما واجهت المقاومة الاحتلال بتصعيد مضاد منع تحقيق أهدافه الميدانية.
في ساعات الفجر الأولى، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى سكنياً في البسطا، أحد أحياء بيروت المكتظة بالسكان. الهجوم أسفر عن سقوط 20 شهيدا وأكثر من ستين جريحاً، معظمهم من النساء والأطفال، في جريمة موصوفة أدخلت العاصمة في حالة من الصدمة والغضب.
الغارات الإسرائيلية لم تتوقف عند بيروت، بل امتدت إلى الضاحية الجنوبية، حيث شنت الطائرات الحربية موجات متتالية من القصف. كما شهدت المناطق الجنوبية والبقاعية تصعيداً ميدانياً خطيراً، إذ استهدف الطيران الحربي والمسيّر المدنيين والبنى التحتية في عدة بلدات، متسبباً في أضرار جسيمة وسقوط المزيد من الضحايا.
على الحدود الجنوبية، كانت المواجهات على أشدها، حيث حاولت قوات الاحتلال أمس تحقيق تقدم ميداني في محاور رئيسية، أبرزها الخيام ومثلث دير سريان - كفركلا. المقاومة تصدت لهذه المحاولات بعنف، مجبرة القوات الإسرائيلية على التراجع بعد معارك عنيفة. الخيام تحديداً كانت محور الاهتمام الإسرائيلي، نظراً لموقعها الاستراتيجي كبوابة نحو ضفاف الليطاني ومحاولة عزل مرجعيون عن النبطية، إلا أن المقاومة نجحت في إحباط هذه المخططات.
على الصعيد الدبلوماسي، تواصلت أمس التحركات الدولية في محاولة لاحتواء التصعيد. الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالاً بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحثا خلاله إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتيح عودة السكان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق. في موازاة ذلك، نقلت عين التينة أجواء إيجابية بعد اتصال تلقته من الإدارة الأميركية بشأن المساعي الدولية للتهدئة.
كما أُعلن أمس عن زيارة مرتقبة لمسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يصل اليوم إلى بيروت لإجراء مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري، بهدف دفع الجهود الدبلوماسية قدماً.
دولياً، زادت عزلة إسرائيل مع تصاعد الانتقادات لجرائمها في لبنان. المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت أحكاماً تدين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدداً من قادته العسكريين بتهم جرائم حرب، مما يعزز الضغط على حكومة الاحتلال التي تواجه أزمات داخلية وانقسامات سياسية متفاقمة.
مع نهاية يوم أمس، بدا واضحاً أن التصعيد لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات. المقاومة أثبتت قدرتها على الصمود في وجه العدوان، بينما تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري وسط أفق سياسي غامض. المرحلة المقبلة قد تحمل تطورات أكثر خطورة، في ظل استمرار الاحتلال في عدوانه وجهود المقاومة لمنعه من تحقيق أهدافه.
يتم قراءة الآن
-
هل تغزو الفصائل السوريّة البقاع؟
-
جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»
-
إتصالات مكثفة لمخرج قبل الثلاثاء... وعون لا يريد "دعسة ناقصة"
-
لماذا فتحت سوريا باب موسكو مجدداً؟
الأكثر قراءة
-
جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»
-
إتصالات مكثفة لمخرج قبل الثلاثاء... وعون لا يريد "دعسة ناقصة"
-
لماذا فتحت سوريا باب موسكو مجدداً؟
عاجل 24/7
-
14:38
سلام: لا تسوية على حساب العدالة ولا نهاية لهذا الجرح إلا بكشف كلّ الحقيقة ومحاسبة جميع المسؤولين أيًّا كانوا
-
14:38
سلام: أجدد التزامي بالبيان الوزاري ببناء دولة حرة مستقلة ذات سيادة تبسط سيادتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية
-
14:37
سلام:مسؤوليتنا كدولة تتطلب التركيز على الشفافية والمحاسبة ونحن نتشارك هدفًا واحدًا هو الحقيقة ونضع ثقتنا بالقضاء اللبناني الذي يقوم بعمله على أكمل وجه
-
14:37
سلام: لا إصلاح من دون محاسبة فدولة القانون تُبنى حيث تُصان استقلالية القرارات والمحاكمة العادلة واجب على الدولة وحق للضحايا فنلتزم نحو إقرار قانون استقلالية القضاء
-
14:36
سلام: معرفة حقيقة انفجار مرفأ بيروت ومحاسبة المتورطين قضية وطنية جامعة
-
14:36
سلام:من دون عدالة لا معنى للمواطنة ولا جدوى للدولة
