اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تسير عملية النمو عند الطفل في مراحل عديدة ومختلفة وتتميز كل مرحلة بخصائص مختلفة معينة. من هنا يتحتم على القائمين بتربية الطفل من اباء ومدرسين ان يعاملوه بشكل يتلاءم والمرحلة التي يمر فيها. ولا يجوز فرض خصائص على مرحلة. وكثيرون من علماء النفس يركزون على وجوب ملاحظة خصائص كل مرحلة تربوية وتعليمية. ويرون في مرحلة الطفولة انما نمو مستمر للفرد فهي مرحلة مرونة وقابلة للتربية والتعليم.

تتميز مرحلة السنتين من حياة المولود الجديد بأحداث هامة كالفطام بعد الرضاعة والمشي بعد الحبو، وبداية الكلام بعد المناعاة ولكل حدث اهميته في حياة الطفل للاتصال مباشرة بالاخرين بدون الاستعانة بامه التي تمثل حتى فترة معينة – النافذة التي يطل منها على العالم الخارجي فتتسع علاقته بالاخرين بمساعدته على المشي الذي هو عامل اساس في الانفصال عن امه واستقلاله عنها جزئيا في هاتين العمليتين، الكلام والمشي، يتعرف الطفل الى مدارك جديدة ضمن حدود بيئته المكانية والحدث المهم في حياته في هذه المرحلة عملية الفطام اذ غالبا ما ترافق هذه العملية ازمات نفسية وانفعالات لذا يجب على الام ان تحضّر طفلها تدريجا للفطام باتباع اسلوب غذائي معين، وبالانتقال تدريجا من الاطعمة السائلة الى الجافة ويؤدي فم الطفل في هذه المرحلة الدور الاساس في المعرفة، وفرويد يطلق على هذه المرحلة اسم "المرحلة الفمية" وفيها يكون الفم المحور والأداة التي يستطيع الطفل بواسطته التعرف الى الاشياء واشباع رغباته. وكثيرا ما تشكو الامهات من اطفالهن، وهم يضعون في افواههم كل ما تصل اليه ايديهم ويبتلعونه من سن 3 الى 5 سنوات: انها المرحلة الثانية من مراحل نمو الطفل بعد الولادة تعرف بمرحلة "نمو الذات" وتتميز بميل الطفل في هذه السن الى اللعب وكثرة الحركة، وبهذا الميل يتعرف الى الاشياء المحيطة به ويدخل في دائرتها والطفل في هذه المرحلة يكون كالببغاء شديد التقليد والمحاكاة فيردد افعالنا واقوالنا، محاولا حجز نفسه ضمن زاوية في مجتمع الاسرة. تكثر اسئلته التي تدل على تعطشه للمعرفة والكشف عن الاشياء الغامضة والمبهمة. وتتردد بشكل خاص حول كيفية ولادته، ومن اين جاء والثبات في المعاملة واجب وكثيرا ما يخطىء الاهل في هذا المجال فهم يشجعون طفلهم على الحركة، والفعل والقول ثم يردعونه عنها، فيقع الطفل في حيرة امام ما يجب وما لا يجب فعله. تتميز نهاية هذه المرحلة ببداية الخروج من مجتمع الاسرة الضيق ومحاولة البحث عن اصدقاء ورفاق وتكوين علاقات جديدة بالاخرين، الامر الذي يجب ان نوفره للابناء ونساعدهم على تحقيقه،  وتنمو في نهاية هذه المرحلة عند الطفل ميوله التملكية ايضا، فيبدأ في جمع الاشياء والاحتفاظ بها كملكية خاصة وهذا ما يفسر عادة خطأ بانه انانية.

من سن 5 الى 13 سنة بعد هذه المرحلة الاخيرة من مراحل نمو الطفل تبدأ مرحلة المراهقة ثم البلوغ، وهي المرحلة الانتقالية من الطفولة الى المراهقة، وهي ايضا مرحلة تتويج للمعارف والمدارك والمكتسبات التي حصل عليها الطفل من خلال المرحلتين السابقتين وتتميز باتفان المكتسبات السابقة كالمهارات اللغوية والحركات العقلية ويعتبر الطفل في هذه المرحلة مريحا في تربيته بالنسبة الى الفترات السابقة حيث يكون فيها قليل المشاكل، كثير النشاط والحركة، قليل الانفعال والغضب. في هذه المرحلة ينتقل الطفل من وضع المحاكاة والتقليد الى الواقعية ويظهر عنده في هذه المرحلة ميل الى التنافس وحب المغامرة في النواحي الجسمانية وميل الى توسيع مضمار علاقاته الشخصية التي تتعدى دائرة الرفقة والصحبة الى الجماعات المنظمة كالحركات الكشفية واقامة اوثق الصلات بالنوادي المنظمة كالحركات الكشفية، واقامة اوثق الصلات بالنوادي او المدرسة، وتظهر عنده ايضا الاتجاهات الاجتماعية كحب الظهور والسيطرة والخضوع او الزعامة او الميل الى المساعدة. تتميز هذه المرحلة ببطء النمو الجسماني عن المراحل السابقة، الامر الذي يجعله يتمتع بصحة جيدة، ويكون شديد الميل الى الحركة والنشاط وقليل التعب، وينال النمو العقلي عند الطفل كما الجسماني والنفسي، قسطا كبيرا من اهتمامات علماء النفس، واليقين على تربية الاطفال لان فهم التطور والنمو العقلي عنده يساعدان في وضع افضل البرامج واختيار انسب الظروف الملائمة لاعداده وتنمية قدراته ومواهبه حتى اقصى حد ممكن مما يعود عليه بالفائدة.


 

الأكثر قراءة

ابن عم نتنياهو يكشف مفاجآت مثيرة