اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

رأت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أنّ دعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى انتخابات تشريعية مبكرة، تأتي من دون أدنى ضرورة دستورية، وقبل شهر من استضافة باريس للألعاب الأولمبية، وبعد 5 أشهر من تعيين رئيس وزراء جديد، وبعد عامين فقط من الانتخابات العامة الأخيرة.

وكان ماكرون أعلن حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات مبكرة لمجلس النواب، في الـ30 من حزيران الجاري، على أن تجري الجولة الثانية في الـ7 من تموز المقبل، في إثر ما أظهرته استطلاعات الرأي من تعرض تحالفه لهزيمة ثقيلة في الانتخابات الأوروبية أمام "حزب التجمع الوطني"، الذي يمثل أقصى اليمين، بزعامة مارين لوبان.

وقال ماكرون إن نتائج البرلمان الأوروبي قاتمة بالنسبة إلى حكومته، ولا يمكنه التظاهر بتجاهلها.

ورأت "لو فيغارو" أنّ ماكرون ناقض نفسه في غضون أيام قليلة، بحيث كان يقول دائماً، حتى ظهور النتائج، إن هذه الانتخابات الأوروبية لها قضية أوروبية بحتة وليست وطنية، و"فجأةً اكتسبت هذه الانتخابات أهمية وطنية، وصار تنظيمها ضرورياً الآن بأي ثمن، وفي أسرع وقت، كما لو كانت إعادةً للانتخابات التشريعية لعام 2022".

وقالت الصحيفة إنّ ما يفتقر إليه ماكرون "ليس الشجاعة، بل الاتساق"، مضيفةً أنّ وجود رئيس غير متسق على رأس السلطة ليس أمراً جيداً لصورة فرنسا على المستوى الدولي.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ تصويت الفرنسيين للتجمع الوطني له أصل واضح للغاية، فهم يريدون أن يلمسوا ترجمة الشعارات التي نادى بها النظام الجمهوري، ولم يحققها ماكرون، في شوارعهم، وفي مدارسهم، وعند حدودهم، وفي مواردهم المالية العامة، وهي المواضيع الأربعة التي لم يعطها إيمانويل ماكرون أهمية كافية خلال أعوامه السبعة الأولى في السلطة.

وذكّرت الصحيفة بأنّ الرئيس الفرنسي قام في الأعوام السبعة الأولى من توليه منصبه، بأعمال الوساطة في عدد من الأزمات الدولية، محاولاً إنجاز اتفاقات سلام بين الإيرانيين والأميركيين، وبين الروس والأوكرانيين، وبين "الإسرائيليين" والفلسطينيين، وفيما بين اللبنانيين من جميع الطوائف، وغيرهم، لافتةً إلى أنّ كل هذه الوساطات لم تنجح.

وسألت الصحيفة: "لماذا نشعر عندما نسافر في أوروبا، وأفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا، وأميركا اللاتينية، بانهيار الصورة الدولية لفرنسا؟"، قبل أن تجيب بأنّ "هناك شيئاً واحداً فهمه الجنرال ديغول جيداً، لكن ماكرون لم يتمكن من فهمه أبداً: عندما تكون قوة متوسطة مثل فرنسا، فلا جدوى من تقديم أفضل أفكار حكم العالم إلى الدول الأخرى إذا لم يكن منزلك على ما يرام".

وقالت الصحيفة: "يا لها من خسارة، نقول لأنفسنا، ونحن نتأمل هذه الكارثة والإصلاحات الداخلية المتعثرة وصورة فرنسا المتدهورة دولياً".

وفي سياق متصل، حذرت وكالة "موديز" من التداعيات السلبية لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة على التصنيف الائتماني لفرنسا، مؤكدةً أنّ "هذه الانتخابات المبكرة تعزز المخاطر التي تواجه ضبط المالية"، ووصفتها بأنها "سلبية من الناحية الائتمانية" لتصنيف البلاد الحالي عند (Aa2)، وهو أعلى بدرجة واحدة من تصنيفها لدى "فيتش" و"ستاندرد أند بورز غلوبال".

الأكثر قراءة

المقاومة والخروقات الاسرائيلية: فرصة للدولة وجهوزية للرد واشنطن لإضعاف حزب الله داخليا «والعين» على إعادة الإعمار غضب المستوطنين في الشمالي دفع نتانياهو للتصعيد الكلامي؟!