اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الروح والعقل والثقافة والمعتقدات والحضارة والقيم والفن والدين، هذه هي اهم المؤثرات الحضارية والثقافية والروحية في تاريخ الشعوب، كما وللبيئة الجغرافية دورها وتأثيرها مع البيئة العائلية والمجتمعية والسلوكية والقيمية. هكذا ايضاً تقول لنا العلوم الانتربولوجية والاتنولوجية وتواريخ الشعوب والمجتمعات والحضارات.

نحن اليوم في زمن الانحطاط والانهيار الثقافي والحضاري والسياسي والسلوكي والاخلاقي المجتمعي، بالرغم من انوار القداسة المشعة لنا في حضور مار شربل ومار نعمة الله والقديسة رفقا والطوباوي الاخ اسطفان والطوباوي ابونا يعقوب الكبوشي والطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي .

انماط حياتنا الانتربولوجية السلوكية والقيمية تعدلت واخذت بالتحول والتغيير، كأن انساناً جديداً او انتربوساً جديداً اخذ بالولادة.

يقول علماء الانتربولوجيا ان الانسان كائن لعوب L’homme est un etre ludique ، وهذا ما ينطبق على العديد من المسؤولين السياسيين عندنا. انهم في السلك السياسي خاصة في الشأن العام، واللعب اللامسؤول بمصائر الشعوب والتاريخ والاوطان. مسرح هزلي لاناس في كهف الليل المظلم ، حيث لا تشرق الشمس ليروا ظلال الحقيقة، كما يقول الفيلسوف افلاطون.

وبعد ان كان لبنان لؤلؤة الشرق الاوسط وسويسرا الشرق، حولوه الى مزبلة الشرق ومستنقع البحر المتوسط والبلاد العربية، وزال عنا بهاء وحكمة زمن الرجالات العظام، وحلت فينا لعنة اقزام الرجال والمعاقين فكرا واخلاقيا وسياسيا.

انه زمن الانهيار والهبوط والسقوط اللبناني المريع الى جهنم ، وزمن اللهو السياسي، والولدنة في حكم بهر العباقرة الكبار ورواد الحضارات والثقافة والفكر والعلم. هو زمن اللعنة التي جلبتها خطيئة السياسيين الفاسدين. انه زمن الجحيم وزمن جهنم الحضارة، دون تبادل للسلطات والالتصاق بالكراسي والالقاب والمراكز حتى الاهتراء، وانتشار طاعون الاستزلام والعبودية، للحصول على لقمة العيش والدواء ورغيف الخبز، وتصديق الانبياء الكذبة الجدد في العلم والدولة والسلوكيات والقيم.

لبنان التعددية والتنوع، وحرية وكرامة الشخص البشري وخاصة المرأة، جعلوه لبنان الاحادية وامتهان كرامة الانسان، وقمع حرية واحترام المرأة وكرامة شخصها وقيمتها البشرية الكاملة، لان كرامة المرأة ليست منّة من الرجال بل من الله الذي خلقها.

جعلوه آلة ، حاضراً للولادة ورمي الاطفال في الشوارع وعلى الطرقات والساحات، و"شحادة" رغيف الخبز ولقمة العيش، والدواء والكساء.

انه زمن اللهو السياسي و"الولدنة" الطفولية في ادارة الشأن العام وحاجات الناس والجماعات الانسانية. انها المهزلة الالهية لدانتي La divine comeolinde Dante ، المهزلة الكبرى ان يتعود الوطن على الشغور الرئاسي، واللعب بمصير الشعوب ، والغرق في المخدرات والجنس والتلوث الثقافي والروحي . وتتبدل الادوار فيصبح المرسلون الذين يحملون نداء الروح، ابواقا تجتر السياسة والميراث في عرس الموت والدم على جوانب الوطن، لكن الرب ابقى لنا بقية كما يقول الكتاب المقدس le reste ، لم تسجد ركبها لبعال، انها النخبة الطاهرة التي ابقاها الله واختارها لحماية الرعية والسهر على الشعب وخدمته. لذلك سيكون الرب من نصيبها وسيعطيها التاريخ والمستقبل حقها وقيمتها. وهذا ما حدث مع الرئيس الياس سركيس ابن الشبانية بلدتي، الذي لم يثرثر بل كنز الذهب في زمن الضيق، لينقذ مستقبل الايام الآتية.

اما الآخرون فهم، كما يقول عنهم اشعيا النبي، يسرقون شعبي ويكذبون عليه. انهم ينهبون مال الفقراء ويأكلون خبز الجياع والمساكين. فالى اين سيهربون من غضب وعدل الله؟

الآتي عليهم وعلى نبيهم سيأتي يوم ، كما يقول هيجل، ينتهي فيه الساسة المثرثرين اللاهين المهرجين، وتبدأ حقيقة وطن الروح والثقافة والحضارة، لتكون مثالاً لتعليم العالم انه لبنان المستقبل.

فاعيدوا لنا زمن الرؤساء الكبار، الذين عاشوا زاهدين وخدموا الوطن، وماتوا فقرا في لبنان والعالم.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»