في الشكل والمضمون اختلفت العلاقة كثيرا بين رئيس المجلس و"التيار الوطني الحر"، فالتغيير تقريبا "جذري" وشامل، بحسب مصادر الطرفين ، والتقارب واضح حول ضرورة إتمام الاستحقاق وحول الآليات الرئاسية. ومع انه من المبكر بعد إحصاء وتقييم نتائج الانفتاح بين عين التينة وميرنا الشالوحي، فان التقارب حقق إنجازات كثيرة على الرغم من بقاء عوائق في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي الذي يدور في حلقة مفرغة، كما في ملفات ساخنة ايضا سيكون حلها عملية معقدة ايضا، إلا ان الأمر الجديد والأساسي بين بري وباسيل يتمثل بوقف التشنجات أولا، والتواصل المستمر لإحداث اختراق رئاسي وتذليل العقبات القائمة.
وتؤكد المصادر ان التواصل المفتوح بين بري وباسيل وصل الى مرحلة سياسية متقدمة، فرئيس التيار يملك تطمينات بأن التشاور اذا حصل لن يتحول الى عرف، لكنه يتحفظ عن الضمانات التي يمتلكها، كما يتفهم بالمقابل مطالب عين التينة، فبري لديه أسبابه حيال رفض الجلسات المفتوحة وتحويل المجلس هيئة ناخبة فقط، مما يؤدي الى تعطل وشل المجلس في ظل الحاجة الملحة اليوم الى إبقاء التشريع قائما. لا يمكن اعتبار الانقتاح بين عين التينة والشالوحي تفصيلا عاديا، تقول المصادر، على الرغم من الأجواء التي تؤكد ان بري لن يتخلى عن الحوار كمدخل أساسي للعملية الانتخابية.
وما يتردد في صالونات المعارضة من حديث مفاده، ان باسيل انطلق الى المبادرة من حسابات خاصة، فهو يريد الخروج من الجمود السياسي، ويحاول تأدية دور بيضة القبان رئاسيا، واعادة التموضع عند كل الأطراف، بحيث لا يقطع علاقته مع أي طرف، كما ان هناك مصلحة مشتركة بين بري وباسيل بتوجيه رسالة الى المجتمع الدولي، لرمي تهمة تعطيل المسار الإنتخابي في ملعب الآخرين.
ولفتت مصادر مراقبة ان التقدم بين " الوطني الحر" و"القوات" لم ينتقل الى عين التينة ومعراب، فـ "القوات" رأس حربة فريق المعارضة ، وبقيت على رفضها المطلق لأي حوار يكرس الأعراف السياسية بالمطلق، وهذا ما عرض علاقتها مع رئيس المجلس النواب لانتكاسة قوية مؤخرا،ولم يسبق ان وصلت الأمور الى هذا المستوى. فجبهة عين التينة - معراب مشتعلة بالمناوشات والرسائل العابرة بسبب المقاربة الرئاسية المختلفة. فتلاقي الطرفين وتفاهمهما رئاسيا بات مستحيلا، تؤكد المصادر، بعد ان اضحت "القوات" في الطرف المعارض دائما لخيارات عين التينة، كذلك اختفت تقريبا العلاقة المميزة بين معراب وعين التينة التي شكلت نموذجا، إذ كانت تجمع في الوقت نفسه بين المودة والخصوصية السياسية ، بدليل ان نواب "الجمهورية القوية" لم ينتخبوا نبيه بري لرئاسة المجلس في الدورات الانتخابية، ومع ذلك لم تتدهور العلاقة كما يحصل.
المشكلة بين معراب وعين التينة سياسية و "رئاسية" حيال مفهوم الجلسات الانتخابية، ومعادلة الحوار الذي يسبق الانتخابات ومن يرأس الطاولة. من وجهة نظر عين التينة فالرئاسة لا يحركها إلا طاولة الحوار، ويتطلع رئيس المجلس الى تطبيق الآليات الدستورية ، بالمقابل تتهم "القوات" رئيس المجلس بتعطيل التشريع بالدعوة الى الحوار والجلسة الواحدة بدورات متتالية تنتهي بالتأجيل مع تعذر انتخاب رئيس.
تباين "القوات" وبري يتوسع الى مقاربة الوضع في الجنوب والقرار ١٧٠١ ، اذ تعتبر عين التينة ان أخطر ما يحصل يكمن بممارسة الضغوط على المقاومة في منتصف المعركة الجارية، وتخطى الأمر الحواجز التقليدية باتهام "القوات" بالسعي الى الفيدرالية وإجهاض الحوار.
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
00:31
المقاومة الإسلامية في العراق: بالإشتراك مع القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ نفذنا عمليةً عسكرية بواسطة الصواريخِ استهدفت هدفاً حيوياً في حيفا المحتلة
-
00:28
استشهاد 4 فلسطينيين في قصف مسيرة "إسرائيلية" لمخيم نور شمس في طولكرم
-
00:00
تركيا تواجه هولندا في ربع نهائي بطولة أمم أوروبا 2024 بعد فوزها على النمسا بنتيجة 2 - 1
-
23:08
إنتهاء مباراة تصفيات كرة السلة المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية بين لبنان وإسبانيا بفوز الأخيرة بنتيجة 59 - 104
-
22:51
البنتاغون: واشنطن لا تزال تفضّل الحل الدبلوماسي لخفض التصعيد بين "إسرائيل" ولبنان
-
22:30
إنطلاق النصف الثاني من مباراة تصفيات كرة السلة المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية بين لبنان وإسبانيا