اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


حدد علماء "التوقيع البيولوجي" لمرض باركنسون، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ويأملون أن يؤدي اختبار دم بسيط لاكتشاف المرض قبل سبع سنوات على الأقل من ظهور أعراضه. ويمثل مرض باركنسون حاليا أسرع اضطرابات التنكس العصبي نموا في العالم.

ومرض باركنسون عبارة عن مجموعة واسعة من الأعراض، ولكن أكثرها شيوعا هو بطء الحركة والارتعاش وتصلب العضلات. فمرض باركنسون، الذي يُعرف أيضًا بالشلل الارتعاشي أو داء باركنسون، هو اضطراب عصبي تنكسي يصيب بشكل أساسي الجهاز الحركي. يبدأ المرض عادةً بشكل تدريجي، وقد لا يلاحظ المريض الأعراض في مراحله المبكرة. ولكن مع تقدمه، يمكن أن تؤثر هذه الحالة بشكل كبير في القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.

ولا يوجد حاليا أي أدوية تبطئ أو توقف مرض باركنسون، والجهود المبذولة لتطوير علاجات وقائية تعيقها القدرة على معرفة ما إذا كان شخص ما سيصاب بالمرض. ومثل العديد من الحالات العصبية المتقدمة، وبحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض، يكون الضرر الذي يلحق بخلايا الدماغ بسبب باركنسون قد حدث بالفعل.

باستخدام التعلم الآلي وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي، قام باحثون من كلية لندن الجامعية والمركز الطبي الجامعي في غوتنغن بالسويد، بفحص عينات الدم من الأشخاص المصابين بباركنسون واكتشفوا 8 بروتينات رئيسية أو "مؤشرات حيوية" شائعة لدى المصابين بهذا المرض. ثم استخدموا أداة التعلم الآلي الخاصة بهم لتحليل عينات الدم المأخوذة قبل عقد من الزمن من أشخاص يعانون من حالة تسمى اضطراب حركة العين السريعة، حيث أصيب حوالى 75 منهم بمرض باركنسون. وتمكن الذكاء الاصطناعي حتى الآن من التنبؤ بشكل صحيح بالمرضى الذين أصيبوا بباركنسون، وقد فعل ذلك قبل سبع سنوات من ظهور الأعراض لأول مرة.

وقال الدكتور ميشيل بارتل من المركز الطبي الجامعي في غوتنغن: "من خلال رصد 8 بروتينات في الدم، يمكننا تحديد مرضى باركنسون المحتملين قبل عدة سنوات"، وفق ما نقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية. وأضاف: "هذا يعني أنه من الممكن تقديم العلاجات الدوائية في مرحلة مبكرة، مما قد يؤدي إلى إبطاء تطور المرض أو حتى منع حدوثه".

ولا يزال أمام الباحثين المزيد من العمل للتحقق من دقة الاختبارات على نحو أفضل، وتطوير نسخة يمكن استخدامها بسهولة في المستشفيات والعيادات الطبية.

إنّ سبب مرض باركنسون غير معروف على وجه التحديد، ولكن يعتقد أنه ناتج من مجموعة من العوامل، بما في ذلك:

- فقدان الخلايا العصبية: يؤدي الدوبامين، وهو ناقل عصبي، دورًا مهمًا في حركة الجسم. في مرض باركنسون، تتفكك الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين في جزء من الدماغ يسمى المادة السوداء.

- تجمعات بروتينية غير طبيعية: تتكون بروتينات تسمى أجسام ليوي في الخلايا العصبية المتبقية في المادة السوداء. يعتقد العلماء أن هذه التجمعات تساهم في عملية المرض.

- الاستعداد الوراثي: تؤدي الجينات دورًا معينًا في زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، ولكن التاريخ العائلي الإيجابي ليس ضمانة للإصابة بالمرض.

- العوامل البيئية: يبحث العلماء أيضًا في العوامل البيئية التي قد تساهم في الإصابة بالمرض، مثل التعرض للسموم أو المبيدات الحشرية.

الأكثر قراءة

كارثة عالميّة... خسائر بمليارات الدولارات... عطل تقني أم خرق سيبراني؟ ما هي خطط ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض؟ لبنان لن ينجو من «الرمادية»...ولكنه سيتفادى قطيعة المصارف المراسلة