اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


نظمت جامعة القديس يوسف في بيروت مؤتمرا بعنوان "شارل ديغول ولبنان: دروس عن شغف العلاقة"، بالتعاون مع المعهد العالي للأعمال ومؤسسة شارل ديغول الفرنسية ومنظمة حماية إرث شارل ديغول في لبنان، بحضور رئيس الجامعة الأب سليم الدكاش، سفير فرنسا هيرفي ماغرو وحشد من الوزراء والرسميين والسياسيين والأكاديميين والمؤرخين والكتاب والباحثين وشخصيات حقوقية وإعلامية وثقافية، حاضر خلاله النائب نعمة افرام عن شارل ديغول والاقتصاد والخلاصات للبنان.

وفي عرضه بالفرنسية، اعتبر افرام إن "أبرز ما يمكن أن نتعلمه من الجنرال شارل ديغول، هو مبدأ استخلاص العبر والدروس من الأزمات والهزائم كما فعل في بداية عهده كرئيس للجمهورية، بعد هزيمة الأربعين يوما لدولة قوية، لا بل امبراطورية عظمى كفرنسا، بعد الحرب العالمية الثانية. فقد استنتج بطريقة مباشرة أن تأسيس الدولة بعيدا عن كافة التجاذبات السياسية هو الأهم، خصوصا بعد هزائم الأمم".

وقال: "كدرس أول، لدينا كلبنانيين الكثير لنتعلمه من ديغول بعد الانهيار الكبير، وخصوصا كيفية تنظيم مؤسساتنا بعيدا عن التدخلات السياسية، وجعل تأسيس الدولة المشروع الأساسي والموحد للأمة. وهذا بالتحديد ما فشلنا به كلبنانيين. والدرس الثاني فهو أهمية الحماية الاجتماعية كشبكة أمان، وكعقد إجتماعي بين المواطن والدولة. الدولة ليس كمؤسسة سياسية بل كمؤسسة منتجة للقيمة المضافة. هذا العقد الاجتماعي في صلب الحماية الاجتماعية هو الأهم اليوم لبناء "دولة المواطن والدولة" وليس "دولة المواطن والأفرقاء الطائفيين والسياسيين"، وهذا الأمر أساسي لبناء الدولة اللبنانية ومن بعدها الوطن. اما الدرس الثالث من ديغول للبنان كدولة واقعة في عجز اقتصادي، والمتمثل في رفض الموازنات المبنية على العجز. لقد أدرك ديغول أهمية القطاع الصناعي في خلق النسيج الإجتماعي في العلاقة التي تربط أصحاب العمل بالعمال كعائلة إنتاجية خصوصا في القطاع الاقتصادي".

وتابع: "أما الدرس الأخير الذي نتعلمه من ديغول فهو إيلائه أهمية كبرى للأمور اللوجيستية، من هنا ركز على وضع استراتيجية الطاقة. فمشروع فرنسا للطاقة النووية في الوقت الحالي، يعتبر حجر الزاوية في الاستراتيجية الاقتصادية، وفي تحول الطاقة نحو الاقتصاد. فهل تعلمون كم استطاعت فرنسا تجنب مشكلات وأزمات اقتصادية وسياسية، في الخمسين سنة الماضية، لأنها كانت تتمتع بالاستقلالية في تأمين موارد الطاقة بفضل مشروعها للطاقة النووية ".

وختم: "هذه الدروس التي أعطانا إياها ديغول مهمة جدا إلينا كلبنانيين، إذ للأسف ما زلنا إلى اليوم لا نقبل أن نكتب أو نستخلص الدروس من الانهيار الكبير الذي حصل في الخمس سنوات الأخيرة، ولا حتى أن نتعلم من عبر التاريخ. يجب علينا كلبنانيين أن نتحلى بالتواضع لنتعلم من الهزيمة، واستخلاص الدروس كما فعل ديغول".

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!