اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هل سبق لك أن سمعت عن عبارة "حكم التافهين"؟ هذا المصطلح يعني الأشخاص الذين يتولون زمام الحكم في بلد ما وهم يقضون وقتهم في أمور تافهة وغير مهمة، دون أن يكون لديهم خطة عمل او رؤية مستقبلية للحكم او هدف عام مفيد أوغاية سامية للمنفعة في المجتمع أو في الحياة.

قد تبدو للبعض هذه العبارة قاسية، ولكن الحقيقة هي أن الوقت هو أثمن شيء لدينا، ولا يجب أن نضيعه في أمور لا قيمة لها. فالتافهون هم أولئك الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشات التلفاز أو الهواتف الذكية، يدردشون على مواقع التواصل الاجتماعي بدون هدف، أو يهدرون وقتهم في الأمور العقيمة، أو يثرثرون طوال الوقت ويهتمون بأمور الحياة اليومية البالية غير آبهين بمغزى وجودهم او ماهية دورهم في الحياة. هم الذين لا هدف عندهم في الحياة ولا مخطط مفيد للمجتمع ولا مبادرات حسنة.

كيف إذا، أن يكون الساسة والحكام في بلادك من هذه الفئة من الناس؟؟؟! هؤلاء همهم الأول والوحيد مصلحة قطيعهم. وعبارتي "مشيلنا اياها" و"ما بتتظبط معك" هي دستورهم في إدارة البلاد وحكم الاوطان.

حكم التافهين قاس جدا، فهم يضيعون وقتنا الثمين بأمور بديهية يحصل عليها المواطن بسهولة وتلقائية في بلاد يحكمها العقال، فبدلا من استثمار الوقت في تطوير المجتمع وتحقيق أحلام الشعب ومساعدته، يعملون على اضاعة الوقت في المناكفات والكيد السياسي، بل وأكثر هم عقبة في وجه التقدم والنمو الإقتصادي، هم حجر عثرة امام الشرفاء في هذا البلد الطامحين الى الإصلاح.

يبدو أننا نعيش في عصر تملأ فيه السطحية والتفاهة الحياة العامة والسياسية. فهناك الكثير من القادة والحكام الفارغين الذين يعتقدون أنهم يملكون الحق في تحكيم الشعوب وإدارة شؤونها، بينما في الحقيقة هم لا يمتلكون سوى الفارغ من الحكمة والرؤية.

 إن العمل الشاق والاجتهاد لمصلحة الوطن هما المفتاحان لتحقيق نجاح وتقدم اي امة. فلننظر الى اليابان والمانيا وغيرهما من البلدان المتطورة، هم القائمون من تحت رماد الحرب العالمية الثانية، كيف أنهم نهضوا بأوطانهم وجعلوها في المصاف الأول وذلك بسبب حكامهم المقدامين والطليعيين. وفي المقابل نرى كيف اننا مستسلمون امام حكام جاهلين وسخفاء وتافهين ايضا.

نعيش في زمن تملأه الكثير من الازمات والحروب وينتج عنها الكثير من الذل والفقر، حيث يظهر لنا أن الحكام والسياسيين الذين من المفترض أن يسيروا امور شعوبهم في ظل هكذا ظروف، التحقوا بركب التافهين والفارغين، بعيدين كل البعد عن تقديم الخدمات الحقيقية للمواطنين وتحسين واقعهم، فهم في الحقيقة غير كفوئين.

ان تعيش في ظل حكام غير كفوئين هو من أصعب الامور في الحياة. كما لو أن ملك الغابة سلم ادارتها الى الحمار. فالحمار لا يمكنه أن يكون حصان سباق ومهما تمرس هذا الحمار يبقى دائما حمارا.

في الوقت الذي يتفشى فيه الفساد وتتراكم الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية، يظهر واضحا أن الحكومات لم تعد تعمل لصالح الناس بل تعمل لصالح أنفسها ولمصلحة الأقلية الفاحشة الثراء ولصالح الاحزاب المسيطرة عليها. في ظل حكم التافهين يتلاشى الأمل في تحقيق التقدم والازدهار، ويصبح التطور مستحيلا وتبدو الرؤية ضبابية وتصبح يوميات المواطنين وكأنها كوابيس لا تزول مع انبلاج الفجر.

لا يمكننا أن ننكر أن المجتمعات تعاني من غياب القيادة الحقيقية والقوية، وأن الناس يشعرون بالإحباط والإحباط من جهل واستبداد الحكام. فعندما يكون الحكام لا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية ولا يهتمون إلا بتعزيز قوتهم وترسيخ سلطتهم على حساب حقوق الشعوب، فإنه من المؤكد أننا نعيش في ظل حكم التافهين والفارغين.

أن نعيش في ظل حكم التافهين والفارغين ليس خيارا بل هو واقع مرير يفرض علينا التحرك والتصدي لهذه الوضعية الصعبة. فلنتحد ولنقاوم ولنبني مستقبلا أفضل لأنفسنا ولأطفالنا، فليس هناك مكان للظلم والفساد في وطننا، إنما يجب علينا أن نعيش في ظل حكم العدل والنزاهة والتقدم.

إن الواقع الذي نعيش فيه يؤكد على ضرورة التغيير والثورة ضد هذا النظام الفاسد الذي يعيش على حساب الناس. يجب على الشعب أن يتحد ويقاوم وينتفض ضد الفساد والظلم، ويطالب بإصلاحات جذرية تخدم مصلحته وتحقق له العدالة والكرامة. والبداية تكون- فقط- في ايصال الكفوئين الى الحكم.

 

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان