اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

التهديدات "الإسرائيليّة" جزء من عمليّة التفاوض لرفع السقف علناً

من البديهي أن الضغط الديبلوماسي من أجل منع انفجار الوضع على جبهة الجنوب بشكلٍ موسع ودراماتيكي، قد أثبت فاعليته في ضوء بقاء المواجهات مضبوطةً تحت سقفٍ معين، رغم التهديدات "الإسرائيلية" اليومية للبنان. ويلاحظ سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، في توالي المواقف الأميركية حول الخيارات  الديبلوماسية لتهدئة الجبهة الجنوبية، مقابل التهديدات "الإسرائيلية" بتوسيع رقعة العمليات العسكرية "جزءاً من عملية التفاوض الجارية حالياً، لرفع السقف علناً من أجل التاثير على نفسية المفاوض الخصم".

وعن بيانات التحذير الغربية والعربية من زيارة لبنان، يقول لـ "الديار" أن "الجانب اللبناني بات أكثر تأثراً وقلقاً بالمواقف الخارجية كما بالتحذيرات للرعايا الأجانب والعرب من البقاء أو زيارة لبنان، ولكننا نسينا أن الإسرائيليين يطلقون التهديدات بشكلٍ مستمر وليست المرة الأولى، بينما بالمقابل فإن الأميركيين يكررون التركيز على الديبلوماسية".

وعن الإنذار الأميركي  للأميركيين في لبنان، يشير إلى أنه "تحذير سنوي ويصدر كل عام وفي التاريخ نفسه، وهو موجّه إلى الأميركيين في كل دول العالم التي تشهد توترات أمنية، خصوصاً وأن واشنطن لم تغيّر موقفها بالنسبة لوقف الحرب في غزة والتهدئة على جبهة جنوب لبنان بالوسائل الديبلوماسية، وذلك لسبب بسيط، وهو إنه إذا انفجر الوضع فإن الأميركيين هم الذين سيغرقون في مستنقع الحرب لأنهم لن يتركوا إسرائيل، وهم سيأخذون مباشرةً في الإعتبار أن الروس في المنطقة، وستشكل الحرب فرصةً للرئيس فلاديمير بوتين، لكي يمدّ حزب الله بالسلاح كما يفعل الأميركيون في أوكرانيا".

ويوضح أن "أي حرب في لبنان ستكون غير محسوبة ويرفضها الأميركيون الديمقراطيون والجمهوريون، خصوصاً وأن السنة الحالية هي سنة إنتخابية وترامب يتهم  بايدن بانه يشجع الحروب وبالتالي فإن أي حرب جديدة كالحرب في لبنان ستقضي على بايدن، لأن ترامب يتحدث عن وجوب تحقيق الإنتصار من دون حرب".

وفي السياق نفسه، يلفت إلى أن "نتنياهو يخوض معركة مع الحزب وسيتدخل فيها الإيرانيون، ولذا لن يخوض معركة طويلة الأمد من دون غطاء أميركي، وعندما بدأ حربه على غزة احتاج بعد أسبوعين إلى الدعم العسكري، فكان جسر جوي مع الولايات المتحدة من أجل الحصول على الأسلحة، وهو ما يؤكد أن لا حرب دون غطاء أميركي وهذا الغطاء غير موجود، لذلك لسنا مقبلين على حربٍ في الأيام القليلة المقبلة لأن الإسرائيليين غير حاضرين".

وعن عودة ثانية للوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، يكشف عن "توزيع للأدوار في لبنان بين واشنطن وباريس، حيث أن الخماسية، وكل جهة تقوم بدور معين، ودور هوكستين مختلف وهو حل لمشكلة ترسيم الحدود حيث هناك 13 نقطة خلافية، لكن الحزب لا يريد أي تسوية أو تهدئة قبل وقف النار في غزة".

وعن توقعاته للمرحلة المقبلة، يجزم طبارة بأن "لا أحد يعرف ما الذي سيحصل في المنطقة، لأن كل ما يجري منذ عام إلى اليوم، كان مفاجئاً وغير محسوب، فالتوقعات تصحّ على فترة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع المعدودة، ولذلك لا يمكن التطلع إلى فترة أبعد من ذلك، وعليه، وفي المستقبل المنظور سيبقى التوتر على حاله ومن دون أي حرب واسعة".