اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كثّف حزب الله عملياته العسكرية باتجاه الاراضي المحتلة الأحد بعد ايام من تقليصها تزامنا مع الامتحانات الرسمية التي تجري جنوب لبنان. وفيما واصلت اسرائيل قصفها للقرى والبلدات اللبنانية الحدودية، لفت ما أعلنه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن انه «لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع حزب الله»،معتبرا انه «لا يُستخف بالثمن المتوقع لحرب مع لبنان، لكن أي ثمن تدفعه إسرائيل اليوم سيكون أقل بكثير مما ستدفعه بالمستقبل إن لم نتحرك».

ويؤكد موقف سموتريتش حجم التخبط الاسرائيلي في مقاربة ملف الحرب على لبنان، اذ يأتي هذا الموقف بعيد اعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن تل أبيب لا تسعى لحرب مع «حزب الله»، ولكنها مستعدة لها. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أمس الأحد أن غالانت بحث مع المسؤولين في واشنطن اتفاق تهدئة على الجبهة الشمالية مع لبنان. 

نبتعد عن الحرب الموسعة

وقالت مصادر واسعة الاطلاع انه «بعد كل الاخذ والرد والنقاشات، حتى الساعة لا موقف اسرائيلي حاسم حول كيفية التعاطي مع جبهة لبنان علما ان الجو العام يؤشر الى اننا نبتعد عن حرب موسعة ولا نقترب منها»، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «اليمين المتطرف ومعه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لا زالوا يعتقدون الا حل مع حزب الله الا عسكريا لكن الخطوط الحمراء الاميركية هي التي لا تزال تمنعهم من اتخاذ قرار المغامرة الكبرى».

ويوم أمس أعلن الجيش الإسرائيلي أن «قوات الفرقة 91 رصدت مقاتلاً يدخل إلى مبنى عسكري وُجد في داخله مقاتلون آخرون في منطقة حولا بجنوب لبنان» لافتا الى انه «بعد وقت قصير من عملية الرصد، هاجمت طائرات سلاح الجو المبنى الذي كان يوجد فيه المخربون، كما رصدت قوات إسرائيلية مقاتلاً يعمل في مبنى عسكري للحزب في قرية كفركلا، وبعد وقت قصير قامت القوات بقصف المبنى الذي كان يوجد فيه المقاتل».

واستدعت هذه التطورات تكثيف حزب الله من عملياته النوعية فأعلن عن مجموعة عمليات ابرزها «هجوم جوي بِسربٍ من المسيرات الإنقضاضية على ‏مقر كتائب المدرعات التابعة للواء 188 في ثكنة راوية»، بحيث استهدف مبنى القيادة فيها وأماكن ‏تموضع ضباطها وجنودها وأصابها إصابةً مباشرة، مما أدى إلى اندلاع النيران فيها وايقاع اصابات مؤكدة.

كذلك استهدف الحزب مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة ‏بيت هلل بصاروخ «فلق»، «فَأُصيبت إصابةً مباشرة ودُمر جزءٌ منها، ووقع فيها إصابات مؤكدة» كما تم قصف مبنى يستخدمه جنود العدو ‏في مستعمرة المطلة اضافة لمشغل ‏عسكري تابع لِثكنة بيت هلل ما ادى لتدمير جزء منه.

وطالت عمليات القصف ايضا موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.

هجوم باسيلي على جعجع

سياسيا، وباطار جولته على قرى وبلدات عكار الشمالية، شنّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل هجوما على رئيس حزب «القوات» سمير جعجع من دون ان يسميه، مستغربا «كيف ان هناك في لبنان من يرفض الكلام مع الآخر» معتبرا ان «هناك من لا يريد الكلام مع المسيحي ولا المسلم ولا يريد حوارا وطنيا ولا حوارا مسيحيا-اسلاميا ولا حوارا مسيحيا-مسيحيا... فهل سيعيش وحيدا؟».

واضاف:»كيف يريد البعض ان يعيش وحيدا «وهوي اساسا مش طالع بإيدو شي»؟ لا معه اكثرية في المجلس ولا الثلث المعطل ولا قدرة لتعطيل جلسة ولا للإتيان برئيس... فقط يريد الرهان على حالة تنهار فيها الدولة وتأتي تطورات من الخارج... ومن يعرف متى تأتي وكيف ستأتي... وانا اقول لكم لن تأتي».

وقالت مصادر معنية بالشأن الرئاسي ان «الملف دخل عمليا في غيبوبة خاصة في ظل انشغال الدول المهتمة بالشأن اللبناني بشؤونها الداخلية، وابرزها الولايات المتحدة الاميركية المهتمة بانتخاباتها الرئاسية تماما كما ايران، اضافة الى فرنسا المنهمكة بانتخاباتها التشريعية».

واضافت المصادر لـ «الديار»:»وصل اكثر من تحذير للمسؤولين اللبنانيين بأن الملف الرئاسي اللبناني سينزل عن سُلم الاولويات الدولية، وهذا ما يحصل راهنا.

وللاسف بتنا ابعد من اي وقت مضى من انجاز الاستحقاق الرئاسي».

حزب الله مستاء من بكركي

وفي اول تعليق علني من قبل حزب الله على مواقف البطريرك الراعي الاخيرة ووصفه العمليات التي تقوم بها المقاومة في الجنوب بـ «الارهابية»، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أن «حزب الله ارسل الى بكركي ان المقاومة مزعوجة جداً من الموقف الذي صدر وما حصل جرحنا في الصميم وكلمة الارهاب هي لغة تصادم ومواجهة وليست لغة اختلاف سياسي».

وأشار إلى أن «حزب الله يدرك خصوصية موقع بكركي ودوره ونريد ان تبقى قنوات الحوار مفتوحة وما حصل يحتاج الى احتواء ومعالجة والخطوات التي حصلت ايجابية ولكن يجب ان تستكمل بالمزيد منها».

ولفت فياض في حديث لقناة «الجديد» إلى أن «الاب ابو كسم قام بخطوة ايجابية وكانت في الاتجاه الصحيح وما قام به النائب فريد الخازن قرئ جيداً من قبلنا، ولكن برأينا الامر يحتاج الى خطوات اضافية وحبذا لو ان البطريرك الراعي يوضح الامر».