اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بردت الاجواء الساخنة بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، ونجحت المبادرات في توضيح ما قصده البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظته، التي وصف فيها المقاومة بـ "الارهاب"، مما تسبب بعدم مشاركة رئيس المجلس الشيعي الشيخ علي الخطيب في اللقاء مع امين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين.

وكان آخر من قام بمسعى لعودة العلاقات الطبيعية بين الصرح البطريركي والمجلس الشيعي، المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن، الذي يؤدي ادوارا في الجمع بين الاطراف اللبنانية من حزبية وسياسية ودينية، لما له من علاقات جيدة لا بل ممتازة مع كل الجهات. فكان له دور فعال في التقريب بين الرئيس ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فقام بزيارات الى الرجلين في العام 2015 وصلت الى 32 زيارة، نقل فيها رسائل بينهما ، ليأتي بعد عام "اتفاق معراب" بين "التيار الوطني الحر" و "القوات اللبنانية"، وتولى المهمة كل من النائب ابراهيم كنعان والوزير السابق ملحم رياشي ، فكان لقاء معراب بين الرئيس عون وجعجع وتوقيع الاتفاق بين الطرفين، الذي مهد الطريق لانتخاب عون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الاول 2016.

وفي الازمة التي نشأت بين بكركي والمجلس الشيعي، تحرك الخازن وزار مع المطران مطر الشيخ الخطيب، الذي اكد لموفدي البطريرك الراعي ان ما حصل اصبح وراءنا، ونتطلع الى الامام وتغليب الوحدة الوطنية، وهذا نهج الامام السيد موسى الصدر الذي اكد على ان لبنان وطن نهائي ، وان ما صدر عن بكركي من موقف عبر عنه المستشار الاعلامي وليد غياض بان البطريرك الراعي يرفض توصيف المقاومة بـ "الارهاب"، وهو ما ابلغه الى سفراء دول حاول بعضهم زج البطريرك في هذا الموقف، فرفض وهو ما كان سبق واعلنه النائب فريد هيكل الخازن من بكركي ،والذي دخل على خط ترطيب الوضع والخروج من السجال.

فالوضع بين بكركي والمجلس الشيعي عاد طبيعيا وستتوقف السجالات، حيث يكشف الوزير السابق وديع الخازن لـ "الديار" عن ان الشيخ الخطيب ابلغهما انه تم التعميم على كل ائمة المساجد والخطباء، ان يوقفوا الكلام المتوتر ويعقلنوا الخطاب باتجاه الوحدة والتضامن والوحدة الاسلامية – المسيحية، وهي الرسالة التي نقلناها من البطريرك الراعي في هذا الاتجاه.

ولا يتوقع الخازن ان يحصل لقاء قريب بين البطريرك الراعي والشيخ الخطيب، لكن لا شيء يمنع حصوله وان يعاودا اللقاء ثنائيا او عبر لقاء روحي، لان الازمة انتهت وعادت العلاقة طبيعية ، لا سيما ان الفاتيكان الذي زاره موفد منه لم يكن مرتاحا لما جرى. وعشية زيارة المونسنيور بارولين الذي نقل رسالة محبة وتسامح من البابا الى كل من التقاهم، واسف لغياب المكون الشيعي، الذي نجحت بكركي في تطويق ما جرى.

ودخل الرئيس نبيه بري على خط تبريد الاجواء والتهدئة ايضا بين بكركي والمجلس الشيعي، واجرى اتصالا بالشيخ الخطيب للمساهمة في عدم وقوع توتر شيعي – ماروني، خصوصا في ظل ما يعيشه الجنوب من مواجهة عسكرية مع العدو الاسرائيلي، وهو ما يحتم تمتين الجبهة الداخلية، وعدم اعطاء ذريعة لاي طرف لاشعال فتنة داخلية، كما يقول بري لمن التقوه بعد قطيعة المجلس الشيعي للقاء بكركي مع الموفد البابوي، اذ ينقل عن رئيس مجلس النواب انه كان يفضل حضور اللقاء وتبيان دور المقاومة في ردع العدو الاسرائيلي عن محاولته الاعتداء على لبنان، وهو احتمال كان واردا تحت عنوان ابعاد المقاومة عن "الشريط الحدودي" في الجنوب.

وفي اطار التبريد، التقى بري المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان، الذي توصف خطبه وبياناته ومواقفه بانها نارية في رده على مواقف تتناول المقاومة، حيث كشفت المعلومات ان بري تمنى على المفتي قبلان ان يخفف من لهجته وعباراته، التي يعبترها البعض قاسية وتترك ردودا عليها وسجالات تؤثر في الوضع السياسي، وتنعكس سلبا على العلاقات بين اللبنانيين، وان المتضررين والمعادين للمقاومة يحاولون الاستفادة من مواقف للمفتي قبلان بالتعرض "للثنائي الوطني" ("امل" وحزب الله).

فمع حملة التبريد وتوقف الرياح الساخنة، فان العلاقة عادت الى طبيعتها بين البطريركية المارونية والمجلس الشيعي، وان التواصل بينهما مستمر ولم يتوقف وسيجري تفعيله، وان الوسطاء نجحوا في ان يعطلوا حدوث شرخ بين الطائفتين المارونية والشيعية، وهذه رغبة اطراف يرفعون العداء للمقاومة ويحرضون عليها، ورأوا بما حصل بين بكركي والمجلس الشيعي مناسبة للاستفادة منها وصب الزيت على النار،  اذ اغاظ طي صفحة التوتر معارضون للمقاومة، وعطل عليهم خطتهم التصعيدية.

 

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت